الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العنف ظاهرة بيوثقافية في الإنسان
محمد ايت الحاج
2013 / 10 / 3الثورات والانتفاضات الجماهيرية

العنف ظاهرة بيوثقافية في الإنسان
...تعد ظاهرة العنف من بين الظواهر البارزة في مجتمعنا المعاصر ، و تشكل أهم سماته و مميزاته التي يمتاز بها هذا العصر عن غيره، و هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها بأي شكل من الأشكال لأنها ظاهرة تاريخية تميز بها مسار الإنسان ، مما يجعلنا نقول بأن العنف غريزية في هذا الحيوان الإجتماعي و البيوثفافي الذي يبحث دائما عن الآليات التي يطور بها ممارسته العدوانية ، و الحروب و الثورات التي يشهدها العالم تؤكد ذلك.
و المتتبع لمسار التاريخ البشري سوف يرى بأن العنف كان و سيلة و لا يزال من بين أكبر الوسائل التي يعتمدها الإنسان بهدف بسط قوته و سلطته ، سواء كان هذا العنف رمزي أو جسدي ، فالعنف يتجسد في السلوكات العدوانية التي تمتاز بها الطبيعة البشرية و يتجلى هذا من خلال تصرفاته العدوانية مند أن كان في حالة الطبيعة أو في حالة الثقافة فالأمر سيانا ، مما يؤكد أن العنف غريزي و فطري في الإنسان ، لكن هذا العنف تطور مع تطوره ، فعنف العصر المعاصر ليس هو العنف في القرون الوسطى أو في العصور الحجرية أو عصور ما قبل التاريخ ، العنف اليوم اتخد أشكال متعددة و متنوعة و كذا تعددة و سائله و آلياته . و قد سهم التطور التقني و العلمي الذي شهده العصر المعاصر في تطور أشكال الممارسة العدوانية في المجتمع .
مما يجعلنا نقول بأن تاريخ المجتمعات البشرية ما هو إلا تاريخ صراع ، أي صراع الطبقات الإجتماعية صراع قوى الإنتاج حول الموارد ، و المجتمع كما تعلمون هو مجتمع الطبقات الإجتماعية و هذا التقسيم يساهم في نشوب العنف و الصراع ، لكن كيف يتولد الصراع في التاريخ و ما أشكاله؟؟ هل يمكن الإقرار بمشروعية العنف ؟
يلعب العنف دور بارز في التاريخ البشري لانه دائما مرتبط بالتطور الإقتصادي ، لأن كل عنف سياسي يقوم أصلا على و ظيفة إقتصادية ذات طبيعة إجتماعية ، لذا نجد العنف يشكل أحد الأدوات التي يعتمدها الإنسان في الجانب الإقتصادي و السياسي كما أشار الى ذلك الفيلسوف انجلز في طرحه ، الذي يبين بأن العنف لعب دورا أساسي و مهما في تطور الحضارات و الشعوب ،
فعلا سهم في تطور الشعوب، لكن على حساب شعوب أخرى و هذا عنف اللامشروع في غالبية الأحيال و هو عنف قد يجسد العدوانية التي تتسم بها سلوكات و تصرفات الإنسان ، انه عنف يتعارض مع النزعة الإنسانية التي تدعوا الى المساواة و الحق و العدالة و الخير و ما الى ذلك ، في عصرنا المعاصر ، فعلا هناك تعارض مع المسألة الإنسانية و العنف ، و هذا يجرنا الى عرض طرح رائع عند إريك فايل الذي يقول اللاعنف هو نقطة الإنطلاق مثلما هو الهدف النهائي للحياة الإنسانية ، و نستنتج من هذا القول بأن النزعة الأنسانة تسعى إلى تحقيق هدف إنساني و هو اللاعنف و هذا ما نحتاج إليه في عصرنا الحالي ، الذي يشكل فيه العنف أحد المشكلات الكبرى التي تواجه الإنسانية ، لأن العنف الذي يتسم به المجتمع يهدد مستقبل الأنسانية جمعاء و الجيل الصاعد ، و هذا يدعونا الى إتخاد التدابير من أجل التخفيف منه لأن الحد منه أمر مستحيل ، لأن الذي يتابع الأحداث التي يشهدها العالم اليوم سوف يرى العنف بكل أشكاله و أنوعه ، و في هذا التحليل سوف أقتصر على تحليل بعض الأحداث التاريخية من اجل تقريب الأذهان من الأفهمام ، مثلا الحروب العالمية الاولى و الثانية هي تجسيد لما قال كارل ماركس صراع المجتمعات الانسانية حول الموارد و الثروات الى غير ذلك ، زد على هذا الصراعات اليوم في المجتمع تكون حول المناشدة للعدالة و الانصاف و المساواة و هنا العنف يتخد شكل ايجابي و سلبي في نفس الوقت ـ الجانب الاول انه و سيلة من اجل تحقيق العدالة و الحق ،يعني ان اصل الحق هو العنف ، لانني في بعض الاحيال مع الطرح الذي يقول لا حق بدون عنف. و الجانب السلبي في العنف هو حصد ارواح الابرياء ، و هنا تأتي مقولات التضحية عند البعض الذي يقولون لا حق و لا عدالة بدون تضحية ، فعلا لا حق و لا ديمقراطية بدون عنف ، و هنا يكتسي العنف مشروعيته من حيث هو أساس الحق و العدالة و الانصاف الخ ، من رحم العنف الذي يشهده التاريخ الانساني خرجت هذه المفاهيم الى الوجود ، و بذلك يكون العنف ظاهرة بيوثقافية متجدرة في الفكر السوسيوثقافي للانسان .
و السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو : الا يمكن ان نتصور يوما مجنمعا يدعوا الى ثقافة اللاغنف التي تفضي الى فك الصراعات و النزاعات بشكل حبي و سلمي ؟؟
بقلم : الباحث في علم الاجتماع محمد ايت الحاج .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط لـ -العربية-

.. فيديو لسيارة تابعة لإدارة الهجرة الأمريكية تدهس حشدًا من الم

.. حزب العمال الكردستاني يبدأ خطوة -رمزية تاريخية- بإلقاء السلا

.. أردوغان يعلن -النصر- وفتح -صفحة جديدة في التاريخ- مع بدء حزب

.. مقاتلون من “حزب العمال” التركي يحرقون أسلحتهم
