الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثالوث الجهل والفقر والعنف أسباب معاناة النساء

سعاد أبو ختلة

2013 / 10 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ثالوث الجهل والفقر والعنف أسباب معاناة النساء في العالم
المهرجان الثالث لأفلام المرأة جرأة وقوة تعلن: للنساء حقوق لو أعيدت لها ستصبح الحياة أجمل وأرقى ...
خلال يومين متتالين غصت قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة برواد مهرجان أفلام المرأة الثالث "في عيون والنساء" ، مشهد مؤثر تجمعات هنا وهناك، حلقات نقاش، انتقادات، مديح ، صورة متكاملة لحراك ثقافي رافض لكل ضروب القمع والحصار، حراك فكري ونقاش مثري، غزة انتفضت في الثاني والثالث من أكتوبر بمشاركة واسعة من رواد الفكر، والأدب والفن تابعوا بشغف 21 فيلماً يمس قضايا النساء في أدق تفاصيلها وخصوصياتها، أفلام من دول عدة وثقافات مختلفة منها سبعة أفلام لمخرجات شابات فلسطينيات من غزة طرقن مواضيع ساخنة كان الحديث عنها مسبقاً من محرمات المجتمع وعيب العادات والتقاليد، فقضايا كالقتل على خلفية ما يسمى بالشرف والتحرش الجنسي، غشاء البكارة بالإضافة لمعاناتها الانسانية العامة في ظل الحصار والحروب وتعرضها للفقد أو الاصابة ، هدم البيوت والتشرد ، الفقر والمرض .
أفلام من الهند والمغرب والجزائر و الامارات والبحرين ومصر وأمريكا ناقشت معاناة النساء في المجتمعات والخلفيات الثقافية الأخرى، وما تعانيه النساء في دائرة العنف التي يقودها الرجل دون اعتبار لإنسانيتها وكأنها مخلوق آخر أدنى بدرجات منه، مما يخوله أن يتحكم بها ، يضع حداً لحياتها كما في فيلم المشهد يستمر حيث تغتصب من رجل ويقتلها أخوها غاسلاً عاره (كما اعتمد المجتمع تسميته) ويُترك الجاني ليقتل أخرى وأخرى فالضحية أصبحت جاني لأنها جلبت العار لذويها ولم يشفق عليها وهي تتعرض للانتهاك والقتل، ذات دائرة العنف التي تلتف حول زوجات العطار الأربع في حبل يسحبن به كالبهائم لإشباع روح الزوج السادية فالعنف الممارس ضد النساء في مختلف الثقافات والمرجعيات واحد؛ امرأة ضعيفة مسلوبة الارادة ورجل مستبد .
أفلام روائية وأخرى تسجيلية شغلت ذهن المشاهدين –مختصين وعامة- في تفاوت تمكنت منه جودة الميكنة السينمائية بتوظيف الصورة والمؤثرات الصوتية لتكون فارقاً في جودة العمل الفني وكان من الرائع أن تتفوق مخرجة فلسطينية شابة في جمع مقومات الفيلم المميز من صوت وصورة وسيناريو وحبكة درامية تمكنت من أنفاس المشاهدين وهى تنطلق بسلاسة لتخبرنا بمدى العنف الذي تواجهه الفتاة حين تغتصب وتكفر عن خطيئة المجتمع بقتلها على يد شقيقها.. حنين كلاب المخرجة الفلسطينية التي تبشر بميلاد مخرجة مميزة ستحمل اسم فلسطين في مهرجانات دولية لتقول للعالم الفلسطينيون يعشقون الحياة ويبرعون في اقتناصها من وسط الالم والمعاناة ، رغم الاحتلال والحصار هناك ابداع .
فيلم (ولد-بنت)للمخرجة هناء الزنط ناقش أصل الحكاية ومسبب العنف الذي تعانيه النساء في العالم أجمع وهو التفضيل المجتمعي للذكر والمميزات التي يهبها له فتصبح مكتسبات يستغلها طوال حياته فيلم جميل وفيه ابداع في الفكرة التي تنطلق من البداية حمل الزوجة ببنت وكم يزعج الوالدين حتى الطبيب يصبر الزوجة وكأن البنت خطيئة و تستمر الخطيئة لصيقة حياة البنت الذي يجب عليها أن تكفر عنها بان تصبح خادمة لأخيها وتحارب من أجل أن تصبح فرداً يحترمه المجتمع فيلم مميز لكن المخرجة أخفقت باستخدام أغان أجنبية كانت تنقل المشاهد بقوة خارج الجو النفسي والتفاعل مع الحدث لتلقي به خارج المشهد.
فيلم حراير تطرق لقضية التحرش الجنسي والعنف الموجه ضد النساء في العمل من استغلال صاحب العمل لعوزها وقررت المخرجة أن تكون بطلتها قوية قادرة تمكنت بإرادتها الصلبة من مواجهة الحدث وجعله دافعها لأن تصبح مستقلة وتعمل لتخرج من دائرة العنف بقوة، فيلم يقدم حالة من الدعم للنساء فقد يملكن بعض الحلول الممكنة في ظل ظروف داعمة كما قدمت "حلا" التي كانت أمها تدعمها وتشجعها ونيلها على درجة من التعليم خولها أن تقدر الأمور جيداً فلا تقع فريسة مدير عمل سيئ.
الأفلام الفلسطينية كانت مميزة لكن الأفلام العربية والأجنبية المشاركة كانت جودة العمل أكبر بسبب الخبرة والميكنة المتاحة والتي لا تتوفر في غزة فمن المميز أن تستطيع مخرجات شابات فلسطينيات ومن غزة المحاصرة بمرجعيات منغلقة وظروف سياسية، حصار مادي وحصار معنوي اخترقتها بقوة واصرار لتعلن أنها قادرة أن توجد واقعاً أفضل ولو اتيحت لها الظروف ستساهم في بناء الوطن ليكون أجمل بتعاون كافة الطاقات وتناغم القدرات.
في نهاية المهرجان وعقب مشاهدة الأفلام ظهر واضحاً وجلياً أن عوامل معاناة النساء في العالم كله تدور حول ثالوث (الجهل والفقر والعنف) وضمن هذا الترتيب فالجهل أحد أهم اسباب معاناتها لأن جهلها يجعلها تنكب خلف موجهها تتبع خطا الآخر وتستسلم لعنفه ومن ثم الفقر الذي يجعلها في حالة عوز دائم فتظل في دائرة الآخر وتَحَمُل استغلاله ومن ثم العنف الذي يتركهها الجهل والفقر تتحمل تبعاته وكأنه نظام الحياة الذي لا تتزن بدونه فتتحمل العنف وتقضي حياتها بلا معنى وكأنها صدى الصوت وانعكاس الصورة ..
مهرجان هرج بمشاعر المشاهدين وتمكن من خواطرهم، شحن عقول النساء والرجال معاً بضرورة الوصول لنقطة التقاء فالحياة لا تقوم دونهما معاً وعندما تكون العلاقة متزنة ومتكافئة تصبح الحياة جميلة لها معنى حقيقي وصورة واضحة، صوت عالي ينبض بالحياة....

سعاد أبو ختلة
كاتبة واعلامية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة