الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهاء مفهوم التعليم الذي نعرفه في النظام الاجتماعي الجديد

رمضان سيد

2013 / 10 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


التعليم في عالمنا عبارة عن معسكرات لتدريب الاطفال و الشباب للعيش في هذا العالم و تحويلهم الى قطع غيار في ماكنة النظام الاجتماعي الحالي. المدارس مثلها مثل جميع مؤسساتنا الاجتماعية الاخرى مؤسسات تفسدها القيم الاقتصادية و الاجتماعية التي تحملها مجتمعاتنا. الوزير و الوزارة و المدراء و الاساتذة و الوالدين جميعهم يحملون فكرة واحدة عن التعليم و الفكرة هي انشاء شباب سيحصلون على عمل جيد في المستقبل. و العمل الجيد يعني عمل "محترم" بمدخول عالي.
ما هي منفعة هذا العمل لحياة المجتمع و تطوير مستويات معيشة البشر و تحسينها؟ ليس هذا هو السؤال المطروح. فاذا اصبح احدهم تاجرا غنيا او بائعا شاطرا فهذا يعني النجاح بغض النظر عن اية تجارة نتحدث طالما هي قانونية استنادا الى قوانين الغابة.
فساد التعليم اذن ليس عملا مدروسا يقوم به اشرار بل انه انعكاس لفساد طريقة حياتنا و القيم التي نحملها والتي تتركز حول كيفية تدريب الجيل الجديد من البشر للعيش في الغابة التي نعيشها و التي نسميها في العادة اقتصاد السوق.
لا احد يتحدث في عالمنا عن العلم و المعرفة و تعلم الاشياء التي تعود بالمنفعة على المجتمع بالدرجة الاولى عندما نتحدث عن المدرسة. نحن في العادة ننصح اولادنا للسعي و الدراسة لكي يحصلوا على وظيفة محترمة ليضمنوا حياتهم لا اكثر.
ان اقامة مجتمع الوفرة و الغاء النظام النقدي بالتحول الى النظام الاجتماعي الجديد سيغير مفاهيمنا عن المدارس و التعليم.
ففكرة التعليم في حد ذاتها جزء من قيم هذا العالم و تحمل مضامين قهرية استبدادية. فالتعليم عبارة عن تلقين الصغار و الشباب و حشو معلومات مقررة في رؤوسهم. ان المدارس و الجامعات ينبغي ان تكون اماكن للبحث و للتعلُّم و ليس التعليم و التلقين. هذا يعني ان الطلبة سيبحثون عن العلم و المعلومة و لا يجبرون على مناهج مقررة سلفا. ليست الدولة و الوزارة هي التي تقرر ما الذي يجب على التلاميذ ان يتعلموه بل قدرتهم و فابلياتهم الذهنية في استيعاب العلم و بحثهم و فضولهم للمعرفة هي التي ستقرر ذلك. سيتدرب الجيل الجديد في مراكز البحث في كيفية حل المشاكل باستخدام العقل. و العلم هو ليس شئ اخر غير كسب المعرفة لايجاد طرق لحل المشاكل التي تواجه البشر و تحسين حياتهم. المدارس ستكون عبارة عن مراكز للبحث العلمي لتطوير كفاءة الجيل الجديد على تحسين الحياة العامة و ايجاد الحلول للمشاكل العالقة و لابحاث الفضاء وغير ذلك من امور حياتية و اجتماعية. فضلا عن كونها اماكن ترفيهية للعب و ممارسة الهوايات و الفنون و ما الى ذلك.
ان ما تراه من نظام للدرجات و النجاح و الرسوب و مناهج التعليم المقررة و ايجاد التفاضل بين الصغار و منح الامتياز و الجوائز و اهانة الذين يحصلون على درجات ضعيفة و التصفيق للاوائل و حفظ النشيد الوطني الذي يتغنى بالقتال و البطولة و الضرب على اصابع من لم يحفظ الدرس و غيرها من اعمال التلقين و التهذيب الشائعة في مدارسنا سينظر اليها البشر في المستقبل على انه سلوك بدائي لكائنات كانت تعيش حياة قاسية جعلها تتصرف بهذه الطريقة التي تدعو الى الشفقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال