الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إئتلاف مرضي- جديد

المريزق المصطفى

2013 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




كل الإستعدادات تبدو جارية للإعلان عن "الحكومة رقم 2"، وحتى حدود اليوم، كل مستشارو السيد رئيس الحكومة يجرون التحضيرات اللازمة للوقوف إلى جانبه، خوفا عليه من الرد الساخن الذي قد يأتيه من حيث لا يدري. و إلى حدود الأمس، لم يعد هناك خلاف في المواقف بين الرئيس و حاشيته، بعد أن نجحت محاولات تقريب و جهات النظر بين الأجنحة السياسية و الأجنحة الدعوية.
وحتى لا يصبح المغاربة عبيدا لرئيس يوجد مستقبل البلاد في جيبه، تعالت العديد من الأصوات الحرة منددة بهذا التخلف السياسي الذي يكرسه السيد الرئيس وحزبه على أكثر من صعيد.
لنعد لما قاله السيد الرئيس مؤخرا: " هاذ الساعة لائحة الوزراء الجدد في حوزتي". فكيف لرئيس حكومة يسمح لنفسه بالحديث عن مصير و مستقبل البلد بهذا الشكل، و كأنه رئيس جماعة سرية تناهض أسس الحكم؟
نعم، ليس لنا إلا أن نتساءل عن مكانة و ماهية الأحزاب الأخرى التي تشكل مع بنكيران و حزبه الائتلاف الحكومي الأغلبي، كما ليس لنا إلا أن نتساءل عن من هي الجهات التي سلمته لائحة الوزراء قبل أن يضعها في جيبه، و هو الذي كان يوهم المغاربة و يغرر بضعفاء النفوس و العقول معتبرا التفاوض و الصلح مع الغير رجس من عمل الشيطان.
الرأي العام الوطني لا وجود له في بلدنا، و لا يستحق إخباره و مشاورته في قضايا الوطن. و السيد رئيس الحكومة يعشق القيد و يتغزل فيه، يخاف من الجن و ينبطح لجنون العظمة، يقول و لا يفعل ، يصول و لا يجول إلا لممارسة الدعاية الإنتخابية، مستغلا الديمقراطية التي أتاحت له و لحزبه الوصول الى سدة الحكم من حيث لا يعلم.
المفارقة العجيبة أن دعاوي حزبه كانت في فترة ما تتهم الجميع بالمؤامرة، فما الذي دفعها اليوم إلى الإنبطاح؟ و ما الذي جعلها تغير نبرات صوتها و تقبل بالقشور و تتعلق بالفروع؟
لقد تركنا السيد رئيس الحكومة نضرب كفا بكف و نحن نتساءل عن علة هذا النهج الجديد الذي يسلكه هو و حزبه، و عن مكان الإنسان المغربي الوهمي الذي ظل يتشدق بتمثيله.
إن جموع الشباب الذين صنعوا التغيير في المغرب و في العالم العربي، استجابت لهم الملايين قبل أن تصل القوى السياسية إلى الميادين و الشوارع. هؤلاء الشباب لم يكونوا داعية و لا قاصرين حتى نركب على أكتافهم. و يقينا فإن القوى الديمقراطية روجت دائما للتيار الإسلامي كنقيض، في حين رجحه النظام في زمن آخر كبديل، خصوصا و أن التيار الديمقراطي لم يكن قادرا أو جاهزا لتحمل المسؤولية. ما يجعل وصول جماعة بنكيران إلى الحكم يفسر سياسيا و تاريخيا، بعدما استمر كغول يخيف الديمقراطيين و يفزع الحكام الذين صنعوه في زمن ما...
و رغم ذلك، لا زلنا لم نراجع أخطاءنا و لم نصحح مساراتنا و لا زلنا نجري و نسابق الزمن رغم معرفتنا المسبقة بأننا لسنا على الطريق المطلوب و المنشود.
نعم، السيد رئيس الحكومة لم يكلف نفسه إطلاع المغاربة على حقيقة ما جرى في حكومته، بعدما أحدث فجوة مؤسسية لا مبرر لها و بعدما وصلت الأوضاع إلى درجة غير مسبوقة من التردي الإجتماعي. و لما شعر بالهزيمة سار يبحث من جديد عن "إئتلاف مرضي"، غير طبيعي، بأسلوبه الخاص المسطح عن المغرب و المغاربة. لكن هذه المرة من دون هويل، حيث اهتدى إلى رشده، بعد أن بحت حنجرته من إعطاء الوعود الزائفة و بيع الوهم للمغاربة.
طبعا، لم يعد بنكيران يتحدث عن الفاسدين و المفسدين، و عن أصحاب "لكريمات" و "الكاريانات" و عن و عن..
لم يعد يعد الفقراء بالمعونة و لا الموظفون بالزيادة و لا المقاولون بتسهيل المساطير و لا الطلبة بالأحياء الجامعية و لا الصحفيين بحمايتهم ولا المناطق المعزولة بالتنمية.. لا شيء غير الإبتزازالسياسي و الفزاعات للتهرب من المسؤولية السياسية التي سيحاسب عنها في يوم ما.
اليوم يخطئ من يعتقد أن من يتغنى ب "الحكومة في الجيب" ستكون له غيرة على الوطن. ذلك أن جوهر هذا السلوك يؤكد القرار الجنوني الذي يعبر عنه في كل المناسبات: و هو عزم حزب السيد رئيس الحكومة على المضي قدما في نسف كل ما بناه المغاربة من عمران ديمقراطي و من محيط اقتصادي و اجتماعي أنقد المغرب من السكتة القلبية.
فقد دعا بشكل واضح جناحه الدعوي إلى التفكير في هزيمة الإسلاميين بعد الربيع العربي، و كأنه يطلب ود المغلوبين عن أمرهم لابتزاز ما تبقى. و إذا كان السيد الرئيس يقول نصف الكلام، فوسائل الإعلام عرت مزاجه و تصريحاته الأكثر فجاجة.
و أمام هذا العبث، بإمكاننا أن ننقل شهاداتنا إلى محكمة التاريخ و نؤدي اليمين للمستقبل، و ندعو من جديد الى بناء جبهة للمقاومة، و طنية موحدة و ديمقراطية من أجل استعادة المغرب الأصيل الخالي من الظلامية و العصبية و الكراهية و الحقد، مغرب الكرامة و الحريات الفردية، و مغرب التعددية و حقوق الإنسان، مغرب الألفية الثالثة يضمن ائتلافات حقيقية و ليست مرضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشقيران: الإخوان منبع العنف في العالم.. والتنظيم اخترع جماع


.. البابا فرانسيس يلقي التحية على قادة مجموعة السبع ودول أخرى خ




.. عضو مجلس الشعب الأعلى المحامي مختار نوح يروي تجربته في تنظيم


.. كل الزوايا - كيف نتعامل مع الأضحية وفكرة حقوق الحيوان؟.. الش




.. كل الزوايا - الشيخ بلال خضر عضو مركز الأزهر للفتوى يشرح بطري