الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزوان...........( والكنه )

حسين علي الزبيدي

2013 / 10 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


غزوان.........و(الكنه)
الفنان غزوان الفهد واختياره لنص هذه الاغنيه يمسك بخاصية الاختيار ويضعها في زاوية الرويا والتمحيص وهو امر اعتيادي , يتحقق مع اي اختيارويعكس سر التجاذب او التوافقيه بين النص وعوامل التحسس والتذوق والقبول في دخيلة الشخص الذي يختاره فيشي على نحو ما ببعض الجوانب غير المعروفه من شخصيته , فما الذي جذب الفنان غزوان الفهد وجعل تفاعله معه يمضي به الى درجة النبني والطرح....! هل هي التجربه الشخصيه مع ( كنه)سلبت احد اشقائه او اقاربه او معارفه من اسرته او من والدته على وجه التحدد فاصبح ملكا لها دون الاخرين....؟ ام هو اتجاه لطرق ضاهرة اجتماعيه احس بحاجه لمواجهتها وطرحها من خلال الغناء الذي يجعلها موضوعا للترديد والتحسس على نطاق واسع ولا سيما حين تفلح في ان تحقق الانتشار الذي حققته هذه الاغنيه .
ان من اول الماخذ على هذا الاختيار انه اعاد الى الواجه صورة قد بهتت الوانها لكثرة الطرح والاعاره حتى غدت من مخلفات الماضي اي انها ركن في سطح الاسطوانة المشروخه التي تختزل جانب من الجوانب الاجتماعيه في المجتمعات الشر قية المتخلفه , ولم تفلح ( الاغنيه ) في صياغة مفاهيم او قيم جديده للمعالجه وانما اكتفت بترديد نفس المعاني البائسه عن زوجة الابن التي تستاثر بحب وحنان زوجها وتفصله عن السكن مع اهله ولا سيما والدته التي تعبت في تربيته ورعايته فهو يطالبها بلسان والدته ان تعطيه ما عانته في تنشئتة قبل ان يخرج من خانتها ويصبح ملك لامرءة اخرى هي زوجته بالطبع...!
ان رسم مثل هذه الصورة التي تثير عطف ورثاء الناس لمرءة بائسة مضلومه في مواجهة اخرى متسلطه متجبره تهزأ بعواطف الامومة النبيله وتواجهها بكل عوامل الجحود والنكران وتضهر الولد المتزوج حديثا ضعيفا مهتزا اما م زوجته غير قادر على كبح اهوائها ولجم نوازعها التي ترمي لنزعه من اسرته واحتوائه وممارسة نزعة التملك والتسلط عليه بشكل كامل ..!
الواقع ان الفنان غزوان الفهد لم يخترع هذه الصوره ولم يحدث اي تغير في مضمونها وفحواها , وانما ازال عنها الركام بعد ان سقطت من دائرة الاهتمامات الرئيسية للناس حين داهمتهم من الهموم والفواجع ما هي اشد تاثيرا واكثر ايلاما من الغيره ولالام المشاعر والعواطف ...!لقد اراد ان يعيد هذه السيره الى موضع الاهتمام الاول او يعود هو بها ليكون جزء من حالة عامه يتحسسها الجميع فيدخل كل البيوت من خلالها ...!
ان رغبة هذا الفنان وخياراته لابد وان تعكس جانبا من ميوله وثقافته ووعيه ومدى استيعابه لقيم وضرورات عصره وليس ترديد مقولات ومنطلقات او طروحات الماضي دون اخضاعها لضوء العقل والمنطق ولاخذ بالاعتبارات الجديده التي خلقت الكثير من التعقيدات فيما يتعلق بضروف السكن وصعوبة العيش المشترك ضمن مساحات ضيقة او متداخله كما كان يمكن في الماض , اضافة اى اصل القضية ذاتها, المتمثله في خلق اسرة جديده اي اضافة وحدة فاعلة للمجتمع وهو المعنى الموضوعي والغاية النبيله للزواج .وهو في حد ذاته عمل انساني واخلاقي باركته كل القوانين والشرائع السماوية والوضعيه على حد سواء, غير ان الاشكاليه الحقيقيه في الموضوع تكمن في النواميس والاعراق المتوارثه والتي اعتادة ان تمنح الرجل حقوقا تنكرها عن المرءة مع ان واقع الحال يشيرالى ضرورة ان يتساوى بها الطرفين لتستقيم الحياة وتنضوا عنها رداء تلك المضلوميه الزائفه .
ان من غير المعقول ان ياخذ الرجل امرءته (العروس) من هلها لتقيم في دارهم لترعاه هو وعائلنه وان عليها ان لا تحدث تغيرا ملحوضا في سلوك وطباع زوجها لا ان ذلك سيثير حفيظة العائله ويجعلها عرضة لسخطهم وغضبهم ويرددون مع غزوان الفهد ... (كله صار للكنه ) ...! كيف ستحقق حلمها اذن ...؟ كيف ستنشأ عش الزوجيه التي رسمت له في نفسها الاف الصور المزكرشه والتي لا يخلو بعضها من مساحات ورديه فضفاضه...؟كيف سيتيسر نصيبها من من الرعاية والحنان والحب الذي ضلت ترجوه وتتمناه من شريك العمر الذي انتظرته طويلاهل سيحقق ذلك هذا الصبي المدلل الذي يتحاشى كل ما لاترغبه والدته واحيانا يتعمد الاسائه اليها او تجريحها ليدخل السرور على قلب والدته ..!
وحين يتفوق على ضعفه في حالات معينه ويعيد النضر بسلوكه وتصرفاته النزقه تجاه زوجته ويطيل النقاش مع ذاته فيبصر بعض جوانب الحقيقه التي عليه ان لا يهرب منها او يتجاهلها وهي ان هذه الفتاة التي ارتضت ان يكون هو كل امالها واحلامها ومستقبلها تلحض تصرفاته بحيرة وشك وانها تسير على هدي تصرفاته وافعاله فيكون لها الاب والام الذان ابتعدت عنها من اجله وان يكون الامين على بنود الشراكه التي بينهما , فيحميها ويرعاها ويوفر لها كل اسباب السعاده بما يتفق وكونها المحور الاساس الذي ستدو ر عليه عجلة حياته الان وفي المستقبل فكل احلامه وامانيه ستختزل في ان تنجب له الولد الذي سيخلفه ويكون الامتداد الطبيعي له او البنت التي سترعاه وتحدب عليه في شيخوخته الى جانب نبع الحب والحنان ( زوجته ) الذي ان حفضها الله له فلن يزحف الجفاف والبؤس الى لياليه او تدحرجه رياح الخريف في خريفه.
وحين يبلغ به الفكر هذه الذري من الحصافة والنضج فسوف يتغير حتما وياتي بنهج جديد من التعامل الراقي الذى يفجره الحب الغير محدود لهذه الشريكه الرائعه التي لاتدخر وسعا في ان تنطلق به في بحور الحب التي ليس لها قرار , وان تزرع في ةاعماقه الامل والثقة بالغد فينطلف وهو اكثر تفائلا وعزما واصرار على التفاني في العطاء والعمل .
لا شك ان حال كهذا سيثير اكثر من علامة استفهام عن بواعثه او مسبباته الغير معروفه او مفهومه من بقية افراد العائله , وان اخماس واسداسا كثيره ستضرب هنا وهناك وستذهب الضنون كل المذاهب باستثناء مآلها الطبيعي الذي لا يرغب احد ان يضرب فيه خطوة واحده...! وستتجه افكار الجميع صوب جانب خرافي يعكس مقدار ما نعيشه من تخلف ونكوص ... سيتفقون على انها قد عملت له سحرا ...!! فليس هناك شي اخرة يمكن ان يفسر التطورات التي طرئت على ابنهم سواه .!!
عندها سيجدون العزاء في اغنية غزوان الفهد ويرددها معه الجميع وهم منبهرون من فراسته التي استطاعت ان ترفع النقاب عن خفايا تلك الماكره ( الكنه )وتضعها في الموضع التي تستحق ,’اني هنا اتسائل عن الطرف الذي يقع عليه العبء الاكبر والمعاناة الناتجه عن عملية تكون اسرة جديده عن طريق الزواج ان جاز لنا ان نصف الا ثارالمرافقه لذالك التكوين بمثل هذه الاوصاف....!
مما لا شك فيه ان معاناة الاهل في تربية الاولاد تكاد تكون متساويه مع الذكو او الاناث وان كان هناك رجحان في كفة الميزان فان ذلك يكون في صالح الاناث فالاهل يتحملون احيانا الثقل الاساس في العانات وتحمل المسؤليه مع البنات , ومع ذلك فلنفترض ان الاثنين قد كلفوا ذويهم نفس القدر من الرعاية والعناية في النشاة والتربيه , ولنفترض انهما يتمتعان بنفس المقدار من المحبه من قبل ذويهما , فاذى كان انفصال الرجل عن اهله والعيش في سكن مستقل مع زوجته يمثل صدمة لعائلته وخاصة والدته التي لا تقوى على فراقه فما بال اهل العروس التي لم تغادر بيت اهلها الى بيت الزوجية المستقل بل الى بيت الزوج مع هله مما يجعلها الوحيده التي تفارق اهلها اضافه الى ما يضيف ذلك لها من اعباء جديده ....!
ان فراق الاهل او فراق الاولاد ليس بالامر السهل غير انه يبقى امراطبيعيا في الحياة وسرا من اسرارالنضج والتطلع الفطري لادامتها بالتناسل وتكوين الوحدات الاجتماعية الجديده , وهذا هو منطق الحق والعدل الذي يجب ان ينشده الجميع وليس التمسك بحق ذكوري جائر اكسبه العرف مزيد من الثباة والرسوخ حتي غدى الخروج عليه وتصحيح اوضاع خاطئه يجب ان تستمر ادانتها والتشهير بها جريمة لا تغتفر ......!
اني اناشد الفنان غزوان الفهد ومعة كل الفنانين العرافين واقول لهم انتم واجهة البلد في الثقافة والوعي فيجب ان تكون اختياراتكم انعكاسا لتطورنا وتحضرنا ويجب ان تكون بعيده كل البعد عن هذه السفاسف وان تتطلع الى ماهو انقى وانبل...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملكة جمال القاهرة.. وسموها جوليت المسرح.. أسرار عن حياة -زين


.. ضبط عصابة الـ-تيك توك- في لبنان المتهمة باستدراج الأطفال واغ




.. لبنان مطالبات بإنصاف العمال ورفع الغبن عنهم في يومهم العا


.. الأستاذة في مجال التربية أمل دياب




.. -الأول من أيار يوم النضال والعمل-