الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزنابير ما ترفع أثقال

سنان الخالدي

2013 / 10 / 7
المجتمع المدني


1- بيننا الكثير ممن يجيد التضليل وهو يوفر على الحكومة السعي في أن تنهج سياسية إلهاء الشعوب. والأهم الآن هو أن نبتعد عن من اعتبرناهم اصحاب جذوة الفكر الراقي في المجتمع. لقد صنع الكثير ممن انخدعنا بفكرهم مجداً زائفاً لن يكتب التأريخ عنه حرفاً واحدا . فعلى الرغم من فقداننا لأكثر من 800 عراقي في شهر آب الماضي و 900 آخرين في شهر أيلول إلا ان الكثير ممن أسميناهم بالنخب العراقية المثقفة لازالوا يتحدثون عن امكانية التغيير عبر صناديق الأقتراع ! في حين ان اغلبهم يناقض نفسه وهو دائب على السخرية من المقولة الشهيرة ( ليش هو احد يگدر ياخذها حتى ننطيها ) !.

2- هنا اود ان اتسائل: من كفر بآلهة الأسوياء فأسماهم نخباً مثقفة ؟ يقول الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود : ( الثقافة حالة توجه الإنسان في اتجاه سيره، وفي ردود أفعاله، وليست الثقافة محصولا من المعارف والمعلومات ). إذن فالثقافة معرفة وسلوك و التزام ومشروع، وإلا فكيف يكون الفرد مثقفاً وهو يواجه المشاكل ولا يجد حلولاً لها ؟. وبعيداً عن هؤلاء أجد أحد فوارس الاعلام الحالي لا ينفك وهو يحدثنا عن حرب طاحنة قد تحدث بقيادة المتطرفين بين كبريات الطوائف في العراق، ولعل هؤلاء الفوارس المحترمين والمشهورين جداً في مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك مثلاً ) يؤدون دورهم في التشويش على عقولنا بشكل جيد. لكنني اقول: متى ما صار الاعلام والفيس بوك مرفئاً لملايين الفقراء من العراقيين وقتذاك سنشك بأن المتطرفين هم من يمثلوننا بالفعل، وهذا لن يحدث حتى لو هدمت الكعبة، لأن الطائفية باختصار موجودة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام فقط.

3- إن البعض إذ يخلق الازمات بطروحاته إنما يحاول إجبارنا على أن الخروج من تلك الأزمات سيكون مشروطا بقبول الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية، وبناءاً على ذلك فهو يقدم حلولاً مبرمجة لنا سلفا و واجبة القبول على أنها شر لابد منه، وما عدا ذلك فإن كل حل آخر سيجر البلاد والعباد إلى اسوء الاقدار. وعلاوة على ذلك فإن مشروعه السرابي لا ينفذ على دفعة واحدة إنما يطبق بحسب طرحه بشكل تدريجي. وهذا برأيه تصرف حكيم ! فهو يدافع عن العملية السياسية ( بس من جوة العباية ). اكتشفوا هذا الفكر، فالحكومة ليست جعفرية ولا البرلمان سني، واتركوا عنكم ما لا يعقل والذي يعقل هو أننا نقرا ونسمع للكثير من الوجوه البارزة في الإعلام ولم يصب المئات منهم مقدار ثقب إبرة في التفجيرات ! وهل يعني ذلك غير انهم أبعد ما يكونوا عن الواقع ؟ كتب الله لهم السلامة ولكن تلك هي الحقيقة.

4- من اراد تغيير الحال فعليه محاكاة ملح الأرض، وملح أرضنا هم الذين ارسلوا قوتهم لأصحاب البيوت الغارقة في ميسان و واسط، ملح ارض العراق هم من وقف نداً للمرتزقة في ذي قار، هؤلاء انبل النبلاء في بلادي، وصوتهم أعلى من جلجلة دعاة التقسيم. لتتشابك ايادينا كقوة شريفة واحدة، ولنجد حلاً سريعاً وناجعاً لوضعنا، هذا إن كنا مؤمنين حقاً بأن إلهنا ليس رومانسياً لكي يبارك مقارعة الظلم بالطروحات العاطفية التي تسمعونها أو تقرأونها اليوم.
سنان الخالدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة


.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ




.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل


.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800




.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو خائف جدا من احتمال صدور مذكرة اعتقا