الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غثيانٌ من وطأة الرّاهنِ

ياسين عاشور
كاتب

(Yassine Achour)

2013 / 10 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


على الثورة أن تقف أوّلًا أمام كلّ عويل أخلاقوي , و كلّ هاجس هووي . التمرّد الدّائم هو السعي نحو كلّ إيتيقَا ممكنة -;- ابتكار إمكانات التواجد الأرضي الآن و هنَا مع قصف كلّ ميتافيزيقَا محتملة تحاول معاودة التاريخ المنمذج أو طامحة إلى التصيير القسري لما هو ماثل في الأذهان إلى مسخ واقع في الأعيان .
***
الوعي الدّيني السّوي . أوّل درس لقيام الثورة الحقّة في نفوس العرب و المسلمين . لو نجحت دعوات عصر النهضة ( عصر الأفغاني و عبده و الكواكبي و إقبال ) لما نجحت حركات الإسلام السياسي جماهيريًا . نكبتتنا الحديثة بدأت منذ انتصر أبو الأعلى المودودي على محمد إقبال . و سيّد قطب على مالك بن نبي . و حسن البنا على حسن حنفي . و راشد الغنوشي على محمّد الطّالبي . و ثانيًا : ثمّة مسألة يجب استيعابها بحصافة , كثرة المريدين و صراعات الحشد ليست أبدًا من أمارات الحقّ , و ديمقراطيّة الصّناديق ليست القول الفصل في مجتمع " لم يحقّق بعد تحديثه الفكري " على حدّ عبارة طرابيشي . أنا أعتبر ما يحصل الآن أحداثًا تطهيريّة تدفع بالتّاريخ إلى الأمام , التّاريخ الذي سيُستأنف مجدّدًا من نقطة الصفر المادي , من الخراب , من اليباب , لكن باستيعاب جيّد لعبر الأيّام الحاضرة و الآتية . أخيرًا : أنا ( و أتحدّث عن نفسي ) يائسٌ من البلاد و العباد و لا أنتظر خيرًا من هذا العالم أصلًا , و ليست لامبالاتي تعبيرًا عن تقاعس أو قلّة وعي كما يتوهّم البعض , ففي اللاّمبالاة فلسفة كما يقول شاعرنا الجميل - درويش - و إنّما أنطلق من رؤية معيّنة و تصوّر خاصّ للوجود .
***
كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ... وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ ... بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ... قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ...
هل بعد هذا الحديثِ حديثٌ لإدانة الخارجين عن الأفق الرّوحي للملّة حتّى و إن ادّعوا الانتساب إلى مصدرنا القديم - التنزيل الحكيم - و الانفراد به بدايةً و غايةً ؟
إنّهم كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ...
أم كمثل حمار غيلان و ميمونة ثقُل ظهره فامتدّ العنق و ارتفع الرأس ... كذا الدواب جميعًا إذا أنقض الحمل ظهرها ... و كذا العباد .
رحم الله عقلاء هذه الأمّة .
***
القَلَقُ و الارتحالُ و التّيه : أشدُّ و أمتنُ من بيتِ القَرارِ و الرّكونِ و السّكونِ ... وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ - تنزيل حكيم -
وجودٌ يسبِقُ ماهيةً : أم ماهيةٌ تسبِقُ وجودًا ؟ ... القَدَرُ قدرُ الوجودِ , و الماهيّةُ قضاؤُنَا نحْنُ : الآنَ و هُنَا .
عدمُ الاختيارِ في كنههِ اختيارٌ : محْكومٌ عليكَ أنْ تَكُونَ حرًّا يا ابن الإنسانِ .
- خاطرة سارتريّة محضة –








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة