الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلول السحرية للصراعات المستعصية (1) إدارة التقاطعات

مصطفى فؤاد عبيد

2013 / 10 / 7
المجتمع المدني




عند التدقيق في التقارير الخاصة بالإحصائيات السنوية للحوادث المرورية وأعداد الضحايا الناتجة عنها في العقود السابقة لدى العديد من الدول يتضح لنا بأنها تُظِهر بشكل عام تناقص تدريجي لأعداد وقوعها سنوياً وبشكل تنازلي مُثير للدهشة لدرجة أننا قد نلجأ للتدقيق في تلك الأرقام ومقارنتها بمعدلات زيادة أعداد السكان فيها ومعرفة ما إذا كانت تتزايد كغيرها من الدول أم أنها في تناقص عجيب أدى لخفض أعداد تلك الحوادث، ولكننا سرعان ما نكتشف أنها بالفعل كذلك، حتى أنها قد تكون أحياناً تعاني من معدلات زيادة سكانية أكبر من المعدلات المعتادة في الدول الأخرى، إضافة لما تُعانيه من ازدحام أشد في معظم مناحي الحياة اليومية.

وباعتبار أن التقاطعات المرورية كانت دوماً أحد أكثر مسببات الحوادث في كل البلدان، فقد عملت تلك الدول على إدارة تلك التقاطعات من خلال إنشاء المزيد من الجسور والطرق والتفرعات الاعتيادية، أو حتى الابتكارية، والهادفة إلى التقليل من الحوادث المرورية أكثر من استهدافها لتسيير المركبات في اتجاه قد يكون مرغوباً، لدرجة أننا نستطيع أن نلحظ أحياناً وجود تبذير، بشكل ما، في إنشاء مثل تلك الطرق أو التفرعات الالتفافية التي تهدف فقط للتقليل من وجود التقاطعات التي عُرف عنها أنها مسببة للحوادث إحصائياً، بحكم أن التبذير في التفاف تلك الطرق يُعتبر مشروعاً طالما أنه يهدف بالنهاية للحفاظ على الأرواح.

وإذا صح لنا التشبيه، فإن الصراعات التي تنشأ بين أطراف متعددة في شأن ما، بغض النظر عن ما هية هذا الشأن، هي أقرب ما تكون شبيهة بالمسألة المرورية، ونقاط الخلاف والاختلاف التي أسست لوجود صراع من هذا النوع تكون بمثابة التقاطعات الخطرة في الطرق والتي تتسبب في الحوادث المرورية أكثر من أي شيء آخر، الأمر الذي يقودنا إلى حقيقة الحاجة الملحة لإدارة مثل تلك التقاطعات بنفس الطريقة التي استخدمت من قبل خبراء شرطة المرور لإدارتها في الشوارع، الطريقة التي من شأنها التقليل من نقاط الالتقاء والتقاطع كلما أمكن ذلك، من خلال إنشاء المزيد من الجسور والطرق الرئيسية والفرعية والالتفافات "الضرورية" التي من شأنها تأسيس بيئة انسيابية متكاملة توفّر سهولة التواصل بين جميع الأطراف ولجميع المسارات وبأقل ما يمكن من "التقاطعات" المسببة للحوادث.

يبقى إن نتوقع أن النجاح المنتظر لخطط إدارة التقاطعات الهادفة للتقليل من الحوادث المرورية لن يتوقف على كم الطرق والجسور التي يتم إنشاءها فقط، ولكنه أيضاً سوف يعتمد على التحاليل الإحصائية التاريخية التي من شأنها أن تعزز من القدرة على استكشاف ومعرفة التقاطعات الأكثر حاجة للعلاج ونوعية المركبات الأكثر تسبباً للحوادث، بل والأكثر من ذلك الظروف والأحوال التي ساهمت في وقوعها عند تلك التقاطعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب