الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (4)

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2013 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1 ديسمبر 2012
بعيدا عن الأشعار والشعارات:
بعيدا عن الأشعار والشعارات والكلمات الكبيرة الرنانة كـ (الدين) و(الوطنية) و(العقل والعقلانية) أقول:
هكذا هي لعبة السياسة (إللي تكسب بيه ألعب بيه).
ومن مكث قرنين من الزمان يحتكر كل شيء في مصر لم يكن يدري أنه يحضر عفريتا ماردا لا يمكن صرفه.
فكفانا ادعاءً وغروراً واستكباراً، وليتنا الآن ندرك ونعي ونفهم أن مصر لجميع أبنائها دون تفرقة أو تمييز.
وليتنا نعي أن الله لا يحابي أحدا وأنه ليس قريبا أو صهرا لأحد فكلنا خلقه.
قال تعالى:
(ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به).
ومن عدله سبحانه أنه خلق الخلق بالحق والميزان، وحقه وميزانه يكمنان ليس في شخوص الناس (المؤمنين به، أو غير المؤمنين به)، وإنما فيما ينفعهم أو فيما يضرهم، بأن جعل ما ينفع الناس يمكث في الأرض وما يكون زبداً فيذهب جفاء، قال تعالى:
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ). (17_ الرعد).

2 ديسمبر 2012
زيارة كاشفة لانحطاط الإعلام المصري:
هذا الإعلام الكاذب المخادع الذي ينادي بقيم الليبرالية والحرية والعلمانية والديمقراطية وأهله من أكثر الناس كفراً ونفاقاً بما يدَّعون ويزعمون، وكما يقال في المثل الشعبي (عمر الحدايا ما تفقس كتاكيت).
حضر يوم الثلاثاء 20/11/2012م كل من الشيخ (محمد عبد المقصود) والشيخ (محمد حسان)، والشيخ (خالد عبد الله) في زيارة إلى أسيوط لمواساة ومؤازرة أهالي الأطفال المكلومين في أبنائهم، عقب حادث القطار الأليم، وعقب لقاء المشايخ بالأهالي صرح المشايخ بقولهم: لقد جئنا لمواساة ومؤازرة وتثبيت أهالي الأطفال ففوجئنا بهم هم يلقنونا دروسا في الإيمان والصبر والثبات والعفة والكرامة والشرف، وصرح لهم الأهالي بأن غلمان وجواري "مراسلي ومراسلات" مواخير وحانات وعلب ليل الإعلام المصري المرئي والمسموع والمكتوب قد حضروا من كل حدب وصوب لدفعنا دفعا بكل خسة ونذالة وحقارة وخيانة لهذا البلد أن نساوم ونزايد ونتاجر ونستثمر دماء وأشلاء أبناءنا عبر وسائل الإعلام المصرية المأجورة، لكننا رفضنا بكل حسم وقوة وقلنا لهم: والله لولا أنكم ضيوف لدينا لألقينا بكم إلى كلاب السكك تنهش لحومكم.
وهذا فيديو يحمل شهادة أحد آباء الضحايا على هذا الرابط:
http://www.almesryoon.com/permalink/55447.html

3 ديسمبر 2012
مسودة الدستور:
أتممت اليوم بتأنٍ تلاوة مواد المسودة الأخيرة للدستور ووجدته دستور يليق بجميع القوى السياسية المصرية إسلامية وغير إسلامية، ولا يستحقون ما هو أفضل.
فبعض مواده تثبت أن جميع القوى السياسية المصرية (المدنية) و(الإسلامية) تكذب على نفسها وعلى بعضها وعلى الشعب المصري كله.
ويكفي للتدليل على هذا العبارة الواردة في المادة الثانية التي تقول: (الإسلام دين الدولة).
فجميع القوى السياسية المصرية الكاذبة المخادعة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بما فيها الكنائس المصرية الثلاث التي وافقت بشدة على هذه العبارة يعلمون علم اليقين أن مصطلح (الدولة) ليس له مفهوم سوى أنه كائن اعتباري يدل على بقعة معينة من الأرض لها حدود يقطنها شعب من الناس، و(الدولة) طبقا لهذا المفهوم هي كائن لا يؤمن ولا يكفر وليس له دين.

6ديسمبر 2012
هذه قراءة للمشهد بعد "خطاب الدكتور مرسي" وليست أمنية ولا رغبة:
هكذا حول الرئيس (محمد مرسي) بإعلانه الدستوري دفة الصراع إلى قانون (البقاء للأقوى).
أعي جيدا أنه (قانون الغابة).
وأعي جيدا أن جماعة الإخوان وبقية التيار الإسلامي لن يتركوا السلطة للتيار المقابل إلا بخلع الأظافر.
لكن واقع المشهد السياسي المصري السائل والمهترئ بين جبهتي الصراع والمليء بالتربص والشحن وعدم الثقة وفساد النخبة ومزايداتها يصبح هذا القانون هو القانون الوحيد الحاسم والمناسب لمثل هذا المشهد الآن.
أما رغبتي وأمنيتي الشخصية فكانت في أن يستقيل الدكتور (محمد مرسي) ويتراجع الفصيل الإسلامي خطوة إلى الوراء ويأخذ مكان الخصم، ويترك الخصم والشعب معا لمصيرهم المجهول، وأتوقع أنه لو فعل هذا سيحصد أكثر كثيراً مما يريد ويهوى.
ولكن يبدو أن الإخوان الآن ما زالوا يرون شبح الطاغية "عبد الناصر" ماثلا أمامهم أعينهم، فلا يريدون أن يلدغوا من جحره مرتين.

13 ديسمبر 2012
استطلاع رأي شخصي حول توجهات المصريين للتصويت على الدستور:
قمت باستطلاع رأي الشعب المصري على طريقتي الخاصة وبأدواتي وآلياتي الاستطلاعية الخاصة بي قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتوصلت نتائج الاستطلاع الخاص حينها إلى أن التيار الإسلامي لن يحصد أقل من 70% من مقاعد البرلمان. ونشرت يومها نتائج ذلك الاستطلاع هنا على حائط الفيسبوك الخاص بي قبل بدء الانتخابات البرلمانية، ثم جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية لتؤكد صدق ما توصل له استطلاعي الخاص.
وقد قمت في اليومين السابقين بنفس الاستطلاع وبنفس الأدوات الشخصية الخاصة ففوجئت بأن الشعب المصري قد وصل إلى قناعة حاسمة بأن التصويت بـ (نعم) على الدستور لا يكفي، إنما سيكون التصويت بـ (نعمين) وربما ثلاثة.

13 ديسمبر 2012
قنبلة دستورية موقوتة من العيار الثقيل:
لو تمعنا قليلا في نص المادة (الثالثة) من الباب الأول من الدستور المطروح للاستفتاء عليه يوم السبت القادم سنجد أن بهذه المادة برميل بارود من مادة (tnt) شديدة الانفجار، فنص المادة يقول: (للمصريين من غير المسلمين أصحاب الديانات السماوية التحاكم إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية واختيار قياداتهم الروحية).
وأنا لا أقصد هنا الاعتراضات التي أبداها بعض الناس على أن هذه المادة استبعدت بقية الأديان غير السماوية كـ (البوذية) و(البهائية) وغيرها من المذاهب والأديان التي تعد من وجهة نظر أغلب المسلمين ديانات أرضية وضعية، وإنما أقصد أشياءً أخرى بعيدة عن هذه الاعتراضات تماما.
فما أقصده التالي:
1. أن هذه المادة تعني أن غير المصريين من غير المسلمين من أصحاب الديانات السماوية لو أقاموا هنا بمصر لا يستطيعون طبقا لهذه المادة أن يتحاكموا إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية واختيار قياداتهم الروحية، لأنهم غير مصريين.

2. أن هذه المادة لم تذكر لنا من ذا الذي يحدد طبيعة وماهية وصفات وحقيقة (الديانة السماوية)، هل الكنيسة؟ أم الأزهر؟، مع العلم أن الكنيسة لا تعترف بالإسلام كديانة سماوية.

3. أن هذه المادة لم تذكر لنا أسماء (الديانات السماوية) المقصودة هنا، ولم تحدد ماهيتها ولا كينونتها ولا مدلولها ولا صفاتها، وهذا يفتح الباب على مصراعيه للطعن في المذاهب المسيحية الثلاث: (الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت)، أمام المحكمة الدستورية العليا بعد إستصدار فتوى من (مجمع البحوث الإسلامية) بالأزهر تقول: (إن "الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية" هي مذاهب وثنية شركية لأنها تأله المسيح بن مريم وتتخذه إلها من دون الله، أو أن الإسلام لا يعترف بسماوية عقيدة تقول "إن لله ولد"). وبالتالي: فإن "الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية" ليست هي المسيحية الحقة التي جاء بها "عيسى ابن مريم" كما وردت في "القرءان الكريم"، وبناء عليه فإن هذه المذاهب الثلاث المنسوبة للمسيحية ليست منبثقة من ديانة سماوية صحيحة، وبالتالي فلا يحق لهم طبقا لهذه المادة من الدستور أن يتحاكموا إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية واختيار قياداتهم الروحية، لأن مذاهبهم غير سماوية.

4. بل طبقا لغموض هذه المادة وعدم تحديدها لماهية وطبيعة الديانة السماوية وما يترتب على ذلك من آثار تأتي المادة (43) لتمنع وتحرم المذاهب المسيحية الثلاث: "الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية" من حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأنها ليست منبثقة من أي دين سماوي صحيح، طبقا لفتوى مجمع البحوث الإسلامية الذي سيصدرها حتما بعدم سماوية معتقدات مذاهب النصارى الثلاث. وهذا هو نص المادة (43): (حرية الاعتقاد مصونة وتكفل الدولة حرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لممارسة شعائر الأديان السماوية وذلك على النحو الذي ينظمه القانون).

وسوف يؤكد ما قلته الفقرة الأخيرة من المادة (4) من الدستور والتي تنص على: (ويؤخذ رأي هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف في الشئون المتعلقة بالشريعة الاسلامية). وسوف تؤيد رأي الأزهر في فتواه المادة (219) من الدستور التى فسرت كلمة مبادئ بأنها: (مبادئ الشريعة الاسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الاصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة، في مذاهب أهل السنة والجماعة).

20 ديسمبر 2012
توقعاتي لردود الأفعال عقب نتائج المرحلة الثانية من الاستفتاء:
أتوقع لو جاءت نتائج المرحلة الثانية من الاستفتاء بـ (نعم) مدوية وصاعقة أن تكون ردود أفعال بعض الناصريين وبعض السياسيين وبعض رجال القضاء وبعض الإعلاميين كالتالي:
الصحفي إبراهيم عيسى:
أتوقع أن يخرج إبراهيم عيسى في برنامجه عقب إعلان نتائج الاستفتاء في حلقة خاصة واضعا فوهة مسدسه في فمه ويقوم بالضغط على الزناد ليقتل نفسه فيموت كمدا وغيظا وقهراً في مشهد دراماتيكي قذر يرعب فيه مشاهديه.
د. محمد البرادعي:
أتوقع أن يتوت الدكتور البرادعي في حسابه الشخصي على "تويتر" قائلاً: "يا منى البسكلته بترجع لورا، لازم نمسك الجدون يا محمود" (كل من عليها فان).
الكاتب الناصري عبد الحليم قنديل:
أتوقع أن يلبس خُفَّاً في رأسه ويصرخ هاتفا في برامج "التوك شو" قائلا: "أيها الرجال فليبق كل في مكانه" فـ "ليسقط الاستعمار" "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".
نجيب ساويرس:
أتوقع أن يجلس "نجيب ساوريس" على كرسي مكتبه منهارا وممسكا برقبته ثم يخرج من درج المكتب زجاجة السم الصغيرة ويضع منها قطرات في كأس من الويسكي الإيطالي الفاخر ماركة "بدوايزر" ثم يقوم بشربه في رشفة واحدة ثم يلقي بالكأس على الأرض. (ونعلم ماذا سيحدث في بقية المشهد على طريقة أفلام الأكشن الأمريكية).
حمدين صباحي:
أتوقع أن يرتدي المناضل الناصري "حمدين صباحي" بيجامة بيتي من قماش "الكستور" الشتوي ممزقة الأرجل والأكمام ويهيم على وجهه في شوارع القاهرة صائحا: "أنا الرئيييييييييييس" هاهاهاهاهاهاهاهاهاها، "أنا الرئيييييييييييييس".
نقيب المحامين سامح عاشور:
أتوقع أن يعود لمهنة "عرضحالجي" أمام إحدى محاكم الأرياف يكتب دعاوى للأرامل والمطلقات.
المذيع محمود سعد:
أتوقع أن يعود "محمود سعد" لسيرته الأولى في برامجه القديمة حيث يستضيف "الغواني" و"الراقصات" و"الفنانات" وخاصة "اللبنانيات" ويجلس أمامهن ناظراً إلى "أفخاذهن" بابتسامته المعهودة و"الريالة" تدلى من فمه قائلا لهن: (إيه رأيكوا نشرب العصير)؟.
المستشار أحمد الزند:
أتوقع أن يعود إلى مهنته الأصلية في قريته "مأزون شرعي" يوفق راسين في الحلال، ويخرج صباح كل يوم جمعة مرتدياً جبته وقفطانه متوجهاً إلى "المقابر" لتلاوة آيات "القرءان الكريم" على الموتى في مقابل جمع بعض (القُرَص والكعك) إللي بالسمنة البلدي.
المذيع وائل الإبراشي:
أتوقع أن يجاهد البطل "وائل الإبراشي" عبر شاشة قناة "دريم" قائلا: لن نسكت على استبداد "العدالة" ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام طغيان "الحرية"، سنقاتل من أجل "تكميم الأفواه" وسنموت دفعا عن "الطغيان والاستبداد". (عكس عكاس).
المذيع "الغلام" يوسف الحسيني:
أتوقع أن يعلن في برنامجه الصباحي على (ontv) قائلا: (بصوا بقى يا اخويا انت وهوا أنا هرجع تاني لـ "أبلتي"، وصدقوا إللي قالوا "من طلع من كاره اتقل مقداره" جايلك يا "أبلتي").

21 ديسمبر 2012
هل يجرؤ الإعلام المصري على نشر هذا الخبر؟:
(القبض على قس اسيوط المسيحي الذي ضبط في سيارته ومعه فتاة يمارس معها أعمال منافية للآداب. القس قد قبض عليه بعد مطاردته علي طريق منقباد بأسيوط بعد محاولة هربه ومعه الفتاة واتضح أنها تعاني من مرض نفسي وليست طبيعية وقد وجد معه على تليفونه الخاص أفلام إباحيه وصور آثار فرعونيه وأربع بطاقات شخصية وشهادات ميلاد مزورة).
هل يجرؤ الإعلام المصري الرقيع الوضيع "الحكومي والخاص" على نشر هذا الخبر وفتح الكابريهات والمواخير الليلية (برامج التوك شو) لتحليله والتعليق عليه وشرشحة أصحابه والتنكيل بهم وفضحهم وتقرير مادته في الكتب المدرسية على التلاميذ كما يفعلون مع التيار الإسلامي؟؟.
شاهدوا الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=-dir-fZuRKcJg

21 ديسمبر 2012
هل يجرؤ الإعلام المصري؟:
هل يجرؤ الإعلام المصري وجبهة الإنقاذ أن يطلقوا ذئابهم المسعورة على هؤلاء القساوسة الذين يستخدمون الكنائس في الدعاية الانتخابية كما أطلقوها منذ الأسبوع الماضي وحتى اليوم على الشيخ (المحلاوي)؟؟.
شاهدوا الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=OCBFP-9GUmk

21 ديسمبر 2012
الشيخ محمد حسنين يعقوب وقولته الشهيرة (غزوة الصناديق):
جميعنا يتذكر مقولة الشيخ يعقوب (غزوة الصناديق) وماذا صنع معه الإعلام المصري يومها في استفتاء 19/مارس 2011 العام الماضي، رغم أن الرجل قال كلمته هذه عقب إعلان النتيجة وكان في درس في أحد المساجد. إلا أن الإعلام المصري مسح به الأقمار الصناعية لكوكب الأرض.
هذا فيديو للأنبا روفائيل أيضا في ذلك الوقت ولكن قبل التصويت على الاستفتاء ، ولم نسمع يومها للإعلام المصري أي صوت.
شاهدوا الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=cvMUybVWiXw

24 ديسمبر 2012
من الأقوال المأثورة للصناديق المصرية:
وفق توقعاتي السابقة ووفق استطلاعاتي الشخصية وبأدواتي الاستطلاعية البدائية البسيطة والمحدودة جاءت نتائج الاستفتاء لتوكد صدق وصحة نتائج هذا الاستطلاع، فقد قالت الصناديق للاستفتاء: (نعمين) ومن أراد أن يعتبرها (ثلاثة) أو أكثر فلا تثريب عليه، وقد قالت الصناديق أيضا للنخبة المصرية الهلامية الكسيحة، وللقاهريين الذين يظنون مصر هي فقط ما بداخل حدود مدينة القاهرة، وللإعلاميين الكذابين المضللين المرتزقة الجبناء، ولأشباه السياسيين، ولأدعياء الفكر والثقافة والتحليل والتنظير: (لا لا لا) أو بالصعيدي: (لع لع لع).

لا يمكن أن يقر في بال من لديه أدنى درجة من الوعي والفكر أن يظن ولو ظنا أن المصريين قد صوتوا بـ (نعم) على الدستور لأجل أن (تجار الدين) _كما يزعم المهزومين فكريا ونفسيا وسياسيا وانتخابيا ونخبويا وثورياً_ قد ضحكوا على المصريين واستغفلوهم باسم الدين لأجل أن المصريين شعب متدين بفطرته، فهذا كذب محض وحجة من لا حجة له، فالحقيقة التي لا تخفى على أحد أن مقولة: (المصريون شعب متدين بفطرته) هي محض كذب وضلال مبين فاقع يسوء السامعين، وإلا فليقل لي أحدهم من أين للمصريين ذلك التدين المزعوم؟، فما يجهله هؤلاء أن تصويت المصريين بـ (نعم) كان عقابا أليما وقاسيا للنخبة المصرية الفاشلة الفاسدة التي أفرزتها عصور: (عبد الناصر، والسادات، ومبارك)، وكان عقابا أليما وقاسيا للإعلاميين المصريين الكذابين المضلين المرتزقة الجبناء، وكان عقابا أليما لأشباه السياسيين وأدعياء الفكر والثقافة من مهاويس الفكر والثقافة الغربية التي ليس لهم حظ منها إلا اسمها ومصطلحاتها ومقولاتها الجوفاء الفارغة فحسب، وليس لهم مرجعية منها سوى التحصن خلف أجساد النساء وبين أفخاذهن العارية تحت شعارات "حقوق المرأة".

فليس أمام هؤلاء جميعا الآن سوى الانزواء والانقشاع والخنس والتواري تحت الثرى بمحض إرادتهم عن وجوه الشعب المصري قبل أن يقتلعهم رغم أنوفهم، فلم يعد يفلح الآن التجميل والتعديل والترقيع والتبديل والتحويل، فقد آن للمصريين أن يخلعوا نعالهم البالية المهترئة ويقذفوا بها في النار. أو أن يغير هؤلاء (صنف) الكتب والأفكار والفلسفات الفاسدة المعطوبة التي يتعاطونها والتي قد ثبت علميا وواقعيا وانتخابيا وثورياً أنها تثير اشمئزاز المصريين وقرفهم وتسبب لهم القيء.
وسوف أوافي حضراتكم قريبا إن شاء الله بنتائج استطلاعاتي الشخصية الخاصة بالانتخابات البرلمانية القادمة في حينه إن شاء الله، وأتوقع أن تكون أكثر صدمة وقهراً وكمداً للنخبة المصرية الهلامية الكسيحة.

24 ديسمبر 2012
شيوخ الفضائيات يسيئون إلى الإسلام:
مقولة لطالما يرددها الصحفيون والكتاب والإعلاميون المصريون وضيوف برامجهم وصحفهم لانتقاد الدعاة والشيوخ وضيوفهم الذين يقدمون برامج حوارية في القنوات الدينية: (شيوخ الفضائيات يسيئون إلى الإسلام).

وبما أن هذه المقولة صدرت من الصحفيين والكتاب والإعلاميين المصريين الذين هم في الأصل محض ذئاب وثعالب في شكل آدميين كذبة مضلين لا يوثق بهم ولا بمقولاتهم، خاصة وأن (الذئاب والثعالب) لا يمكن أبدا أن تظهر في ثياب الواعظين، بل ويخطئ من ظن يوما أن للذئب أو للثعلب دينا، ويخطئ من ظن يوما أن هؤلاء (الذئاب والثعالب) يعني لهم الإسلام أو أي دين آخر شيئا، وكما قال (أحمد شوقي):

برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهدي ويسبّ الماكرينا
ويقول : الحمدلله إله العالمينا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلّ المهتدينا
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا

وانطلاقا من قول (أحمد شوقي) أقول: لابد ابتداء من الوقوف على أسباب هذه المقولة وأهدافها، فلو عرفنا أسباب هذه المقولة ودوافعها لاكتشفنا مكر الماكرين، فمما لا شك ولا ريب فيه أنه منذ تنحي مبارك وبدء ظهور تيارات (الإسلام السياسي) في المشهد السياسي المصري بقوة وانتشار واسعين في الشارع المصري، وهناك حملة منظمة وممنهجة لتشويه الإسلاميين والتصيد والترصد لهم في كل شاردة وفي كل واردة، يقود هذه الحملة (عصابة إجرامية) من الإعلاميين والصحفيين والكتاب المصريين الذين هم من بقايا وفضلات ومخلفات عهود (عبد الناصر، السادات، مبارك)، يدفعهم إلى هذا رجال الأعمال اللصوص الذين نهبوا مصر وسرقوا أراضيها وأموالها وعاثوا فيها فسادا وخرابا من مالكي الصحف والقنوات الفضائية الخاصة، بمساندة (سياسيين، وفنانين، وقضاة، وعسكريين، ورجال دين أزهريين لا مبدأ لهم، وعناصر في أجهزة أمنية مصرية وعربية وخارجية، وأصحاب مصالح في الداخل والخارج من أيتام وأرامل العهود الثلاثة البائدة المندحرة).

وفي ظل هذه الحملة المسعورة المتواصلة بلا هوادة من القصف والتهويل والتفزيع والتضليل والكذب والتشويه بدأ (الإعلام الديني) عبر دعاته وشيوخه بالانتباه لها، وبدأ يرد على تلك (الذئاب والثعالب) المسعورة المأجورة، وبدأ يكشف زيفهم وأكاذيبهم ودجلهم واستخفافهم بوعي البسطاء من الناس، ووعي من يروق لهم هذا من الحركات والأحزاب السياسية من أدعياء (المدنية والعلمانية) التي يزعجها ويقض مضاجعها هذا الانتشار الواسع للتيارات الإسلامية في الشارع المصري واكتساحها لأي عملية تصويتية اقتراعية سواء كانت انتخابا أو استفتاء.

ومن هنا بدأ (الإعلام الديني) عبر برامجه ودعاته وشيوخه وعلى رأسهم الشيخ (عبد الله بدر)، والدكتور (عاطف عبد الرشيد) وضيوفه في برنامجه اليومي (في الميزان) على قناة (الحافظ) والذي يذاع في العاشرة والنصف مساء كل ليلة طوال أيام الأسبوع، وكذلك الشيخ (خالد عبد الله) وضيوفه في برنامج (مصر الجديدة) في قناة (الناس) والذي يذاع يوميا في الثامنة مساءً، وغيرها من البرامج في هاتين القناتين وغيرها من القنوات الدينية الأخرى، حيث بدأ هؤلاء الشيوخ والدعاة يذيقوا (ذئاب وثعالب) الصحافة والإعلام المصريين من الكأس المريرة التي يذيقون منها الناس بألسنتهم الحداد وكذبهم المفضوح وكشف تضليلهم وزيف ادعاءاتهم عبر (مقاطع الفيديو) و(الصور) التي تكشف زيفهم وفضائحهم وسقطاتهم وتناقضاتهم وفصامهم، وكذلك عبر (نصوص مقالاتهم) و(كتاباتهم) والرد عليها بنفس أسلوب (الذئاب والثعالب) وبنفس طريقتهم وألفاظهم وفحشهم وبذاءاتهم في القول والفعل.

وما أن بدأ الشعب المصري يلتفت إلى هذه البرامج الدينية وما أن بدأت هذه البرامج تجذب اهتمام ملايين المشاهدين والمشاهدات داخل مصر وخارجها إلا وبدأت (الذئاب والثعالب) تستشعر الخطر الشديد والتهديد بانهيار مصداقيتهم الزائفة وكشف وجوههم الحقيقة الشائهة الكالحة العكرة أمام الملايين، وبدأوا يرتدون ثياب الواعظين، ويحاولوا أن يظهروا للناس أن للذئاب والثعالب دين، فبدأوا يقولون للناس في برامجهم وصحفهم إن دعاة وشيوخ الفضائيات الدينية يشوهون صورة الإسلام العظيم، وينفرون الناس من الدين، وسوف يجعلون الناس بأفعالهم هذه يرتدون عن الإسلام ويخرجون من دين الله أفواجا. وتناست (الذئاب والثعالب) وتغافلت بل ربما لا يعلمون شيئا عن قول الحق سبحانه: (ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا). وقوله: (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد).

وبما أنني أعرف جيدا أن كتاباتي ومنشوراتي هنا على صفحتي يتابعها القاصي والداني من مختلف التيارات في مصر أقول لشيوخ ودعاة الفضائيات الدينية: استمروا فيما أنتم عليه ولا يخدعنكم ثوب الواعظين، وإياكم أن تظنوا يوما أن للذئاب والثعالب دين، وردوا لهم الصاع بمثله، فالإسلام ليس المسيحية التي تقول لأتباعها: (لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين). (متى، إصحاح ).
إنما الإسلام يقول:
(ولكم في القصاص حياة).
ويقول: (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
ويقول: (وجزاء سيئة سيئة مثلها).
ويقول: (النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص).
فإن سبوكم فسبوهم، وإن شتموكم فاشتموهم، وإن أهانوكم فأهينوهم، وإن سخروا منكم فاسخروا منهم، أما الحديث عن (العفو والصفح والتسامح) فبالطبع وبالتأكيد يجزي نفعا مع كثيرين ممن يعرفون معنى العفو وقيمة الصفح وسمو التسامح، أما هؤلاء فما هم إلا محض فجار مجرمين كذبة لا يجزي العفو ولا الصفح ولا التسامح معهم نفعا، فهؤلاء لا يصلحهم إلا الحذاء وصفع النعال على رؤوسهم والبصق في وجوههم كما يفعلون مع الشعب المصري منذ سنوات طويلة، (وكما تدين تدان).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في