الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الطلابية ليست إرهابية

المريزق المصطفى

2013 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحركة الطلابية ليست إرهابية
المريزق المصطفى

رغم ما يفرضه علينا الواقع من ضغط و من ألوان و سلوكات نمطية رتيبة، ننتفض كل يوم و نأخذ المبادرة طمعا في مقاومة الإغتراب و التسلط و نظم البيروقراطية و أساليب القمع الإداري و القهر الإجتماعي و كل أشكال اّلإستلاب.
و الواقع اليوم يؤكد بالملموس أننا في واقع من حياتنا من دون ماهيتنا و إمكانتنا، مغتربون، مستلبون و نعيش تحت ضغط عملية الإنتاج المشوهة.
من تقنين الحريات و الأنماط و السلوك، إلى تضخم وكلاء الضبط الإجتماعي و الإنحطاط الثقافي، و زيادة الذوق السطحي و الفراغ المعرفي.
لا نريد فلسفة و لا سوسيولوجيا و لا أنتربولوجيا. لا نريد قانون و لا إقتصاد، و لا نريد فزياء و لا بيلوجيا.. كل ما نريد، هو أن نكون في الصف الأخير نتفرج لكي لا نشرك بالعبد (؟) أحدا..
طبيعي أن نخاف الإرهاب، كما خاف الذين سبقونا من النازية و الرأسمالية و الشيوعية... و طبيعي أن نخاف القمع و التسلط، لأننا نعشق اللذة و السعادة و نريد اشباع حاجاتنا. و من هنا يكون فرض القواعد و النظم الإجتماعية نوعا من القمع الواعي و غير الواعي. فبدلا من البكاء على التعليم و الترحم على العلماء و المفكرين الذين أنقدوا حياة البشرية من التخلف و المرض و الخوف و الحرب و الجوع و البرد و البؤس و الحرمان و الذل و الظلم و العذاب الحقد و العنصرية و الكراهية و الخرافة، يتم اعتقال أطفال تلاميذ، أبرياء بتهمة "تبادل القبل"!!!
إن عصر الأنوار لم يكن حدثا تاريخيا، و كل التضحيات التي قدمها رجال الفكر لم تكن عبثا. فأغلب الإتجاهات الفلسفية و مناهج التفكير العلمي المتعارف عليها، انتقدت نقدا جذريا و شاملا الأوضاع التي كانت تكبل الإنسان و تحط من كرامته. و هكذا أصبحت المطالبة بتغيير الواقع الإجتماعي سنة محبذة يستفيد منها الجميع، بل امتدت مطالب الأفراد و الجماعات و الشعوب الى حدود المطالبة بتغيير بنية التفكير و المواقف و الحاجات و العادات و التقاليد السيئة التي يستخدمها المجتمع.
نريد روح نقدية لتكون لنا منظومة تعليم نقدية، نريد رغبة معرفية ليكون لنا بحث علمي، نريد الإنفتاح على العلوم لتكون لنا علوم الفعل و السلوك كالإجتماع و الإقتصاد و السياسية. نريد الحرية لنحقق الخلاص و الرشد، نريد الحياة لنعيش المستقبل، و هكذا...
حتى و إن أخطؤوا طلبة كلية الآداب بجامعة إبن زهر بمدينة أكادير، لا يمكن لوزير مسؤول أن ينعتهم بالإرهابيين. و هذا نموذج ساطع عن مستوى اللغة و الأسلوب في التعاطي مع الشباب و همومهم و تطلعاتهم. و هذا ما يبين عجز السلطة في جميع أروقتها و يظهرعجزا تماما عن بلورة أبنية منهجية أو نسقية متماسكة، تعتمد على إحترام الإنسان، كان طفلا أو مسنا، كانا رجلا أو إمرأة، كان متدينا أو علمانيا، أخ.
ربما ترجع أسباب هذه السلوكات لما عاشه غالبية أفراد المجتمع من تمزق عائلي و شخصي و عاطفي، و لما فعلته سنوات الجمر و الرصاص في غالبية الناس، حين إستقطبت كائنات هشة، عاشت الإرهاب و الفزع و الخوف، و يوم كبرت كبر معها البؤس و الإغتراب و العصبية و التخلف و الارتداد و القهر، و أصبت شخصية و همية لا كينونة لها و لا وجود لها إلا مع من يشبهها.
و رغم ذلك، تظل "اليوتوبيا" تؤثث بيت حقيقتنا، و يظل الشك يتزايد في من يريد السلطة و التسلط للشعب بدل العلم و المعرفة.
كل التجارب الطلابية في العالم رفعت شعاراتها، و غنت أجمل الأغاني، و غدت بأفكارها أجيال الشباب ضد النكوص. و المعرفة العلمية كانت دائما سلاحها، و عجلت دوما بميلاد الإنسان الجديد.
الحركة الطلابية ليست حركة إرهابية، و لم يثبت التاريخ أنها في يوم ما كانت إرهابية أو مدرسة للإرهاب. الحركة الطلابية نشرت الوعي في الحقول و الجبال و الصحراء و المعامل و الأزقة و الشوارع و المدن و الدول. الحركة الطلابية حليف العمال و الفلاحين و الفقراء و المضطهدين و المستغلين و المظلومين. غير حاقدة و لا ناقمة، منفتحة و متفتحة كألأزهار.
الحركة الطلابية ليست إرهابية، ليست إرهابية، ليست إرهابية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشقيران: الإخوان منبع العنف في العالم.. والتنظيم اخترع جماع


.. البابا فرانسيس يلقي التحية على قادة مجموعة السبع ودول أخرى خ




.. عضو مجلس الشعب الأعلى المحامي مختار نوح يروي تجربته في تنظيم


.. كل الزوايا - كيف نتعامل مع الأضحية وفكرة حقوق الحيوان؟.. الش




.. كل الزوايا - الشيخ بلال خضر عضو مركز الأزهر للفتوى يشرح بطري