الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محددات المشهد المصري قبل 30 يونيو 2013 م

أماني فؤاد

2013 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في العمق
محددات المشهد الراهن

يتحكم في المشهد السياسي المصري في الأيام القادمة ثلاثة محددات رئيسية وجوهرية:
ــ أولهما وأهمهما: إرادة غالبية الشعب المصري، إرادة الثوار، و كل الرافضين للسلطة القائمة علي رأس الدولة المصرية، وعلي قدر ثقل ووطأة وحجم تلك التظاهرات والفاعليات، ستتشكل مصر المستقبل.
أعني أن بعدد الجموع التي ستنزل إلي الميادين في كافة المحافظات والمدن، وطبقا لشمول الكثافة علي النقاط الجغرافية المتعددة للقطر، وتغطيتهم لكل الأراضي المصرية؛ سيمثل ذلك إحدي أهم دلالات قراءة المشهد.
إصرار هذه الجماهير، وتنوع انتمائتها الطبقية، قدر صمودهم في الميادين، شكل إرادتهم، ومدي المثابرة في البقاء الرافض لكل أشكال السلطة السياسية، التي تتقنع بأقنعة دينية علي اختلاف توجهاتها، سيمثل ذلك توجيه المشهد برمته، مع ملاحظة أن الشعب المصري، وبمبادرة من حركة تمرد، والتوقيعات التي فاقت 22 مليون توقيع، ابتكر ظاهرة قلما تنتهجها الشعوب، فلقد قررت الجماهير موعد محدد مع مصير مجهول للغاية ، مضببة آفاقه ،بل تحتمل أخطار قد تصل إلي حد إراقة دماء لا يعلم حجمها إلا ما سترسمه الأحداث في المستقبل القريب.
اختيار الجماهير لشكل المواجهات، وحرصهم علي سلميتها ، ووضوح شكل الرؤية التي حددها الجميع برفض الفوضي، أوالزج بالبلاد في حرب أهلية بين الفصائل المتباينة، يمثل اختيارا واعيا بالمخاطر المحيطة بتصيح مسار الثورة.
أتصور أن الرفض لبقاء هذه السلطة القائمة، التي أثبتت فشلها الذريع في إدارة الأزمات كافة، تنادي بطلب محدد: سحب الثقة من الرئيس "مرسي" وجماعته ومكتب الإرشاد، تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد، تعديل الدستور، إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، لا إقصاء فيها لأحد..لقد باتت الأغلبية لا تنطلي عليها زج الدين والدعوة في السياسة.
ــ ثاني محددات المشهد المصري الحالي: موقف الجيش المصري، وبوصلة انحيازه.

في اعتقادي أن للمؤسسة العسكرية المصرية دور جوهري ــ إن أراد ــ لدعم التغيير الذي ينشده المصريون، تطرح علي الساحة السياسية الأن تصورات توافقية، لما يشبه الخروج الأمن والسلمي للسلطة الموجودة علي الساحة السياسية ومناصيريها؛ منعا للمصادمات الدامية.
من قبيل أن يتولي "الفريق السيسي" تشكيل حكومة تسيير أعمال لمدة لا تقل عن تسعين يوما ، وفيها يضمن الشعب إدارة البلاد بعيدا عن هيمنة الأخوان واستحواذهم، مع تولي الجيش لإدارة الأزمات التي تواجه الجماهير، بتسخير إمكاناته التنظيمية والمادية والاستراتيجية ؛ لحل الأزمات، في تلك الفترة تتحرك بشكل متوازي تعديلات الدستور، والانتخابات البرلمانية، وإجراء استفتاء علي بقاء الرئيس لمدته، أو خلعه .
الداعين لهذا الإقتراح يستندون علي صلاحيات رئيس الوزراء في الدستور الجديد، وتقليص مهام الرئيس، لكنني أري أن هذا الاقتراح حل توفيقي سيثبت فشله، ففيه لم تزل السلطة ــ ولو بشكل جزئي ــ في يد جماعة الأخوان المسلمين، وهو ما سيعطيهم فرصة التمكين المستمر بصوره المتعددة، ويهييء مناخا لتنازع السلطة بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة، أي اجتماع الفاشية الدينية والعسكرية، حتي وإن لم يكن بينهما إتفاق مصالح متبادلة.
وأري أن الأنسب للجيش الحرص علي حماية المصريين، لحين تشكيل مجلس رئاسي يدير البلد، دون وجود الأخوان ولا الرئيس الحالي، أو سيطرة أي حزب سياسي له مرجعية دينية، ووضع دستور لائق، ثم إجراء الانتخابات.

ــ يستدعي حضور الجيش علي صدارة المشهد، ثالث محددات المشهد المصري الذي أتحدث عنه، موقف القوي الخارجية متمثلا أولا في : الهيمنة الأمريكية علي العالم، وفي القلب منه مصر، وتنسيقها مع الجيش؛ لدواعي كثيرة أهمها أمن إسرائيل، ومصالحها الاقتصادية، واستقرار توازنات المنطقة عسكريا، هذا تحالفا مع موقف الاتحاد الأوروبي، وموقف القوي الأقليمية في منطقة الشرق الأوسط ،فنري الموقف الداعم من الأمريكان للأخوان، ورفض الشعب لهذا الانحياز.
تستحق الشعوب حكامها ،وتعلو مصر التاريخ والحاضرعلي الرجعية والتبعية ، لنا أن نصمد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah