الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان كطائفة

نادين عبدالله

2013 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



قد يتخيل البعض أن مشكلة الجماعة هى فقط فى سلطويتها ومشروعها «التمكينى»، أو أن أزمتها تتمثل فى تلاعبها بالدين لخدمة مصالحها السياسية، إلا أن كارثة هذا التنظيم لا تتوقف عند هذه النقاط، فجزء رئيسى من مأساة الإخوان يتمثل فى منطقها وسلوكياتها الطائفية. ولعلنا لم نجد فرقا فى طريقة تعامل هذا التنظيم مع الدولة، أو مع المجتمع، سواء عندما كان فى السلطة منذ عام أو الآن، حينما أصبح فى صفوف المعارضة.

ففى كلتا الحالتين ظل منطق التحرك طائفيا بامتياز. والحقيقة هى أن لحظة صدور الإعلان الدستورى كانت من أهم اللحظات الكاشفة حجم الرفض الشعبى لنهج الجماعة. فهنا، تحديدا، تشكل قطاع مجتمعى واسع نسميه بـ«جمهور رفض الطائفة الإخوانية». فقد تكون إدراك جمعى مفاده رفض الإخوان كطائفة حاكمة. لم يرفضوهم لأنهم إسلاميون (أو غير إسلاميين)، فليست هذه هى القضية هنا. كما أن محرك الرفض لم يكن فقط إدارتهم للدولة بمنهج إقصائى، بل لأنهم أيضا تعاملوا مع الناس عامة بمنهج طائفى استعلائى. فمن انتمى لهذه الطائفة يشعر أنه يتميز على خلق الله وأنه أعلى وذو سلطان. وهنا تحولت جماعة الإخوان إلى ما يشبه «العدو العام» الذى يريد المجتمع أن يقتلعه من داخله اقتلاعا حتى يتخلص مما يتسبب به من آلام اجتماعية ونفسية. وإن كنا لا نشجع الأفكار الإقصائية إلا أن ممارسات الجماعة هى التى عززتها مجتمعيا. وإن حكموا البلاد ككيان إقصائى، فهم يعارضون الآن فقط بمنطق الحصول على غنائم، فحواها تحسين شروط تفاوض طائفتهم مع السلطة الحالية للبلاد. أما الرؤية الواسعة للصالح العام فغائبة.

وإن كان تركيزهم الوحيد، وهم فى السلطة، هو الاستئثار، فلماذا نتوقع الآن أن يهتموا بالصالح العام حين ضاعت منهم؟ يدعون المجتمع للعصيان المدنى، الذى هو فى جوهره فعل حر وإرادى ضد السلطة، فيقومون بمفردهم بقطع الطرق والمترو، فأين العصيان هنا؟ ينغصون حياة شعب مثقل ثم يسألون دعمه، فأى منطق هذا؟ يسعون صراحة إلى شق الجيش، وهو حامى تراب الوطن - فلا غضاضة لديهم فى تقسيمه، وخلخلة أمن البلاد بالتبعية فقط لخلاف طائفتهم السياسى معه، فكيف يمكن تبرير هذا التصرف؟ وأخيرا، يدعون للتظاهر ضده فى يوم نصر أكتوبر، وكأن هذا اليوم ليس نصرا للشعب المصرى بأكمله. هذه دعوة لا تعنى سوى أن ثمة طائفة لا تشاطر مجتمعها سوى القليل، لذا فهى تسعى فقط لحماية مصالحها حتى ولو على حسابه. للأسف، فور انتهاء أحد أعضاء الجماعة من قراءة هذه السطور، سيتهمون كاتبها بأنه، كما يحلو لهم أن يؤكدوا دائما: «لاعق للبيادة». إلا أن أحدهم لن يفكر، ولو لمرة واحدة، أن يراجع نفسه ليقول: «لقد أخطأنا النهج والسبيل».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الذى كان السبب فى هذا المرض؟
Amir Baky ( 2013 / 10 / 9 - 08:58 )
مرسى كان يخاطب عشيرتة فقط. لم يستطيع عمل أى خطاب جماهيرى و أكتفى بتظيم مؤتمرات يحضرها أنصارة امام كاميرات التلفزيون. فتاريخ الجماعة طائفى بإمتياز. فحسن البنا قال : أنا لا أنتمى لوطن. وقال سيد قطب : ما الوطن إلا حفنة من التراب العفن. وقال مرشدهم السابق مهدى عاكف: طز فى مصر واللى فى مصر. وقال محمد بديع مرشدهم الأخير : الجماعة فوق الجميع. وقال أحد نوابهم أن الإخوان المسلمين أسياد الشعب. وقال صفوت حجازى بكل طائفية اللي مش عجبه حكم الاخوان يشوفله بلد تانيه. فالسؤال هنا هل هذه عقليات سوية أم عقليات تحتاج لمصحات نفسية؟ وكيف سيتم محاورتهم على أرضية الوطن وهم لا يعترفون بالوطن أصلا؟


2 - التكافؤ بين الدولة والاخوان
محمد البدري ( 2013 / 10 / 9 - 13:47 )
ليست هناك مشكلة للجماعة، فلا سلطويتها ولا مشروعها «التمكينى»، أو حتي أزمتها فى التلاعب بالدين تمثل عائقا لها للوصول الي اهدافها. فالدولة نفسها قامت بكل هذه الحيل علي مدي 60 عاما لتمكين حفنة تمثل تحالف الثروة والسلطة ممثلة في نظام مبارك ونجحت بامتياز فيه. اليس هذا التكافؤ بينهما ما يجعل الاخوان مصممون ولو بالعنف واستجداء الخارج للعودة الي مواقعهم؟ انهم بالفعل صورة اخري للدولة التي اسقطتها ثورة 25 يناير. ورغم فساد الدولة الذي ادي لاندلاع الثورة مرتين فان هناك كتلة كانت صامته وتحركت في الحالتين لتصحيح امور الدولة وامور الاخوان علي السواء وقبل ان يصل التمكين في الحالة الثانية الي منتهاه والذي كان سيستمر الي 500 عام حسب قول احدهم بسبب الارتهان للدين بعكس نظام يوليو الذي كان يتلاعب بالدين. هنا يمكن معرفة كيف نحل الاشكال بان تنفي الدولة مرجعية الدين نهائيا حتي يستقيم امرها فلا يختطفه منها الاخوان أو السلفيين مرة اخري مستقبلا وان تستعيد الكتلة المصرية، التي كانت صامته ونطقت اخيرا، حقوقها وعندها لن يجد الاخوان والسلفيين اي رصيد جماهيري يؤيدهم وستتفكك تنظيماتهم التي اصبحت عدوا من الداخل

اخر الافلام

.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية