الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية العربية ...بين أزمة البحث عن الذات، والثقافات الدخيلة

سجاد الوزان

2013 / 10 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الهوية : ما يجعل الشيء هو نفسه بالنظر إلى ذاته، وعندما ترتبط هذه الهوية بالشخص تصبح هي ماهيته وجوهره .
( المعجم ) بزيادة .
المشكلة العربية تندرج اليوم في أعظم مصائبها، حول مسألة البحث عن الهوية بأعتبارها تعبير كامل عن ماهية وذات الشخص العربي، فالفرد العربي يعيش جوانب تخبط متعددة أبرزها :
1- أزمة البحث عن ذاته .
2- أزمة تراكم الثقافات الدخيلة .
3- أزمة عدم تحديده لهوية ثابتة يدافع عنها تمثل وجوده الحقيقي بماهيته وجوهره .
4- أزمة انتسابه للدين، على الرغم من خروجه عن تعاليم الدين الذي ينتسب أليه .
ويقول (جون لوك ) في أطار تحديد الهوية الشخصية :
لكي نعثر على ما يكون الهوية الشخصية، ينبغي أن ننظر إلى ما تعنيه كلمة شخص ذاتها، إن كلمة شخص تعني في ما اعتقد كائناً مفكراً وذكياً وذا كفائه عقلية وفكرية، وهو كائنٌ بمقدوره مراجعة نفسه باعتبارها كذلك، أي باعتبارها نفس الشيء الذي يفكر في اوقات مختلفة وأماكن متباينة .....
لأنه من غير الممكن بالنسبة لأي كائن مهما كان، أن يدرك دون أن يدرك بأنه يدرك .
فأنتم عندما تنثر عطراً وتقوم بإدراكه بحاسة الشم، فذلك أحساسٌ وأدراك، وكذلك السمع، أو تأملك لقضيةٍ ما، فهذه المعرفة ترافق إحساسك الإدراكي على الدوام، ولا تستطيع أن تنكر ذلك .
ومن هذا المنطلق يكون كل واحدٍ منا هو نفسه بالنظر إلى ذاته، فالوعي مثلاً يرافق الفكر، واللون يرافق الناظرة، والصوت يرافق السامعة .
لذلك فلتحديد هوية أي شيء، يجب أن يكون هو نفسه ذلك الشيء، لكي لا تنفصل الماهية عن الجوهر في الخارج .
فمثلاً عندما أرى صورتي في المرآة أو هوية الأحوال الشخصية، فيجب أن اكون أنا بما هو لدي ولدى نفسي، وليس صورتي الخارجي شيء، وما أضمره شيء آخر .
فلو حدث التباين في هذا المحتوى الأخير فقدت الهوية تعريفها .
فالهوية العربية مثلاً يجب أن تحمل ماهيتها وجوهرها لنفس الهوية المسماة بـِ ( العربية ) وإذا فقدت أحد معطيات تكوين الهوية، حدثت أزمة الهوية العربية، وسوف تكون مستقطبة لصناعة هوية أخرى، تعيد صياغة الماهية لها، وقد تتعدى إلى صياغة جوهرها كما هو اليوم في وضعية الفرد العربي .

وهذه الأزمة نفسها حدثت على المنتسبين للدين، عندما لم يفهموا الهوية الدينية – ماهيتها وجوهرها، غرضيتها وأهدافها – فأصبحت الهوية أزمة فعلية تقصف بلاد الشرق، فهم فقدُ التعريف لهويتهم العربية، وفقدُ التعريف لهويتهم الدينية أو الإسلامية، حتى أصبحت ( الهوية العربية والإسلامية أزمة ) حمّلت أفراد المجتمعات تبعات هذه الأزمة وفقدان الذات الإدراكية لنفسها وما هي عليه ( ماهيتها ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهوية العربية الدخيلة !
ماجد جمال الدين ( 2013 / 10 / 10 - 12:48 )
جذر المشكلة في أن الهوية والثقافة العربية وما يسمى الثقافة الإسلامية ، كلها هي دخيلة ومفروضة جبرا على كل مجتمعات وشعوب الدول ( العربية ) .. هذه المجتمعات لها حضارات وثقافات متعددة وعريقة جدا . ولكي تنهض هذه الشعوب وتجد هويتها الفعلية ، لا بد لها أن تعي ثقافاتها الأصيلة وتقارنها بالثقافات الأخرى بما فيها ثقافة المستعمر العربي الإسلامي الحاكم والمتغطرس حتى اليوم ..
مسألة البحث عن الذات ( والهوية ) مسألة صعبة نفسيا حتى على الإنسان الفرد ، وبالطبع هي معقدة وتستغرق وقتا طويلا بالنسبة للتكتلات المجتمعية وخاصة في ظروف الأزمات والصراعات على المستوى الإنساني العام ( والإقليمي أو الدولي ) .. ناهيك عن العملية الديالكتيكية الموضوعية لتقارب شعوب الأرض وتوحيد الثقافات .
عزيزي الكاتب
مقالك هذا ليس أكثر من محاولة للإبهام ، والإيهام بأن كل من يتكلم العربية هو عربي ، وحن شبعنا من هذه الأفكار القومجية .
تحياتي

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -