الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الامام الصدر

احمد عسيلي

2013 / 10 / 10
المجتمع المدني


نشرت جريدة الحياة اللندنية في عددها الصادر يوم الاربعاء 9 تشرين الاول تحقيق صحفي عن زيارة قام بها مشرق عباس مندوب الجريدة للنجف و لقاءه عدد من مثقفي و رجال دين النجف الاشرف...و كان من أهم هؤلاء هو الامام الصدر...و قد لفت انتباهي حجم الجرأة و الثقة الكبيرة التي اصبح يتمتع بها الامام الصدر في تناوله للاحداث و رؤيتها لها بشكل مختلف جدا عن مرجعيته الدينية في قم مؤسسا بذلك لتيار له هويته الدينية و السياسية و له قدرته على الفصل بين الناحية الدينية و الناحية السياسية....و خاصة عندما أكد على انه ليست كل مصالح ايران تلتقي بالضرورة مع مصلحة العراق
و بدا بذلك أقرب لفكر السيستاني من اي لحظة أخرى
الزيارة لم تقتصر فقط على الامام الصدر بل شملت ايضا العديد من الشخصيات الاخرى التي نادت بضرورة اعلاء شأن الانتماء للهوية العراقية و عدم ذج الشيعة في معركة عائلة الاسد المجرمة و جعلهم يدفعون أرواح شبابهم من اجل حفنة مجرمين....و اعتقد ان هذا الجانب الاهم بالنسبة لنا كسوريين
خطاب الصدر بكل تأكيد جيد و يستحق الثناء و يجب أن يلقى الترحيب و السعي بنفس الاسلوب من قبل رجال الدين السنة سواء بالعراق او سوريا و لبنان...لان التقارب السني الشيعي ضروري جدا و خاصة في هذه المرحلة
و لا اقصد بالتقارب هو تقارب ديني او حوار حول الخلافة و ما شابهها من أمور لا اعتقد انها ضرورية حاليا....بل اقصد بالتقارب هو التعايش السلمي و الاحساس المتبادل أن التنوع غنى للامة و ليس مصدر شقاق.....
يجب ان نتعلم من دروس الماضي و الحاضر.....فهذا التنوع استغله من هب و دب من قوى خارجية و داخلية و دفعنا ثمنه الكثير من الحقد و الدم و الخراب....و جنى من ارباحه الكثير من العصابات التي تتدثر بغطاء طائفي
نحن بحاجة لصوت مثل صوت الصدر و بشجاعة الصدر....و ايضا لصوت جواد الخوئي و غيرهم من اصوات الشيعة المعتدلين الذي يولون اهمية للانتماء الوطني
ادرك ان الصدر مازال مقيدا بالكثير من الحيثيات التي تتعلق بالتراتبية الدينية و اضطراره الى الالتزام بصوت ايات اللله في قم... و التي تمنعه من ممارسة دوره بالشكل الذي يرغب به....لكن هذا الصوت بحاجة ايضا لصوت سني ايضا يدعمه في مسيرته تلك
بل نحن بحاجة ايضا لصوت مسيحي و و مندائي و ايزيدي و صوت كل الطوائف المشكلة لنسيج الوطن
و ان لم نجد صوت بحجم الصدر يجب ان نضغط على القيادات الروحية كي تتحلى بروح المسؤولية تجاه وطنها و ابناء طائفتها من اجل صياغة هوية وطنية جامعة
ربما مازلنا في طور الامنيات.....لان كل القوى المحلية و الاقليمية و الدولية لها مصلحة في هذا الصراع
فمحليا هناك حزب الدعوة و المالكي الذي يطمح الى تأسيس دكتاتورية على اسس طائفية و هناك عائلة الاسد التي تريد توريط الشيعة في حربها ضد الشعب السوري من اجل استمرا مجدها الاسري
و اقليميا هناك ايران و السعودية و التي لهما مصلحة كبيرة في تأجيج هذا الصراع.....بل ان شرعية النظامين تعتمد على هذا هذا الصراع.....لذلك نجد الدعم السعودي الكبير للكثير من قنوات الفتنة الطائفية كالوصال مثلا و خلقهم لظاهرة العرعور ....ايضا الدعم الايراني لقنوات الكوثر و لقنوات اخرى بنفس التوجه
هناك ايضا اسرائيل و سعيها الدائم لنقل الصراع الى داخل مكونات دول المنطقة نفسها.....و هكذا تعيش هي بسلام و تصبح مجرد متفرج على حروب المنطقة بعد ان كانت طرف فيها
ايضا هناك الولايات المتحدة و روسيا اللتين لهما ايضا مصالح حيوية في استمرار هذا الصراع
التحدي كبير اذن....لكننا مجبرين على خوضه و البدء به....و لا نملك اي خيار لأن الأحتمال الاخر هو استمرار المأساة و الحروب و الفقر و التشرد
و هذا ما يدفع ثمنه السوريون حاليا....لانهم يحاربون كل تلك القوى و التي تريد استمرا حكم الاسد.... ففي استمرار حكمه ضمانة لابقاء التشتت و الحروب الطائفية
و حين تحدث الصدر الى مندوب الحياة و قال انه يقاتل وحيدا...اعتقد انه قال الصواب لانه بالفعل وحيد في وسط هذا الصراخ من قبل كل الاطراف التي تطالب بالدم و الاحقاد و الغاء الاخر
لا اعلم واقع النجف حاليا لاني لم ازرها بعد....لكن من الواضح من خلال خطاب محافظ النجف عدنان الزرفي انها تتغير و تحاول ان تغير ايضا في العقلية الدينية الشيعية
و هذا ما نحتاجه في كل العقليات الدينية سواء السنية او المسيحية
فأهلا و سهلا بصوت الصدر الذي نحتاجه كثيرا و يشكل ظاهرة رائعة تستحق الاشادة بها و دعمها من أجل بناء هوية وطنية جامعة لدول المنطقة و من أجل طرد صوت الاجرام الذي يحاول تفتيت مكونات الشعوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هذا الامام
ماجد فضيل ( 2013 / 10 / 10 - 16:57 )
الموضوع عن الامام الصدر
من هو هذا الامام الصدر هل تقصد مقتدى الصدر ام من هو ياترى


2 - نعم
احمد عسيلي ( 2013 / 10 / 10 - 23:05 )
نعم هو .... مقتدى الصدر....

اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة