الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات

عقيل الخضري

2013 / 10 / 12
المجتمع المدني



الخوف في ثقافتنا العربية من بغداد لتطوان ، يتغلغل في وجداننا منذ الطفولة...فالأم أو الجدة تبدع في سرد الموروث في حكايات السعلاة والغول والطنطل ،و تحيط براءة الطفولة بكل صور الجحيم، منذ البداية ،حتى تتفنن في تشويه جمالية الصور التي خلقها ذهن الطفولة ،تعبث في فرحه وحبوره وتسلبه التفكير والصور المبهجة ، فتتلاعب في وعيه وتقزمه، ولا ردود أمل عند كل تساؤلاته ، سوى خيار عدم الحركة وإغماض العينين والنوم... فيشل بالسكوت والصمت هاربا من تجربة الكبار والحياة صوب اللاوعي ويسقط نائما، خائفا...وذاك هو مرام الأم العفوي في النهاية.
جنوب وشرق آسيا على خلاف من طرقنا وتجاربنا في دفع الطفل للنوم في الوقت المحدد... فالكثير من الهنود يقولون أن الأم تلجا إلى الأساطير الجميلة لحياة السلاطين والأمراء ،والتي تعزز روح العمل والطموح عند الطفل ، فيتفاعل معها وعي الطفل ، حتى يذهب معها بأحلامه وينام غارقا في جمال الصور...وهذا ليس غريبا على الهند القديمة التي وضعت لبنة ألف ليلة وليلة،ولا الهند الحديثة المتمثلة ببوليود وأفلام بوليود...الطفل في الصين مدلل، ومحبوب وتصحبه الجدة للعمل حين تكون الأم في عملها ، وتتفرغ لتربيته والكدح لتعليمه ، وتعلمه منذ الصغر الأدب الصيني فتروي له قصة الأمير وابنة الخادمة أو حتى قصص الأدباء أو وشعر الشاعر العظيم دوفو ، الذي كتب أشعارا وهو في السابعة...
في وعينا يسكن خوف السعلاة والغول ، كما يسكن الملاك الذي سيأتي من السماء ويخلصنا من كل هذا الرعب الذي عشناه حقيقة أو وهما طوال التاريخ.

الخوف...تلك الحالة المشلة للوعي ، والمنتزعة للذة عيش الإنسان ورغبته بالحياة والإبداع... والمهددة له بكل مكروه ، سواء بانتهاك حياته ، وتدميرها أو العبث بمستقبله، وسحله إلى ما لا يريد... سجنه دون مبرر ...استعباده...واغتصابه...رجمه ، أو قتله بأبشع الأشكال والصور...أو انتهاك أطفاله أمامه أو العكس! والكثير من الحالات التي تحتاج إلى موسوعات لإيرادها.
لم ينزل الله من السماء ليفرض الخوف وينتزع فتات الفرح من المساكين من الخلق...ولم تنزل الملائكة لتشترك في كوارث بربرية ، ولم يقتحم الشيطان حياة البشر ويهددهم بما لا يملك...ولم تهجم وحوش الغابة على بنى آدم لتنتقم من الآلة و التكنولوجيا التي امتلكها الإنسان واستطاع من خلالها تطويع كل المخلوقات ،ومخلوقات الغابة في الصدارة!
انه الإنسان ذاته الذي يحاصر أخيه الإنسان ويذله ويطأ كرامته...ينتهكه ، ويستعبده ، يسحله حتى الموت...ويرجمه حتى ينزع منه آخر نفس...ويفعل به ما لم تفعله أجيال الشياطين منذ نزول آدم حتى اليوم.
اليوم...حيث وصل الإنسان إلى مرتبة رفيعة في الرؤى الإنسانية، وفي تفهم حق قبول وعيش الآخر ،بآرائه ومعتقداته وفكره و بالحوار والتمدن ، وجعل من الحقوق والحريات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في لب دساتير الدول ... هناك آلاف من البشر في حالة خوف ورعب قصوى...شلوا...وانتهكوا ..ماتوا وهم أحياء بانتظار سيف الرحمة الذي يهتز ، ويلوح ظلما وهمجية بكل الأسماء قبل ان يهوى على رقابهم ويمحو إنسانيتهم من صفحة الحياة.
امرأة قاربت الستين من العمر ، نزع عنها ثيابها و سحلت في شوارع مدينتها عارية أو شبه عارية حتى قضت سحلا أمام أعين مئات الناس...والسبب ان زوجها في خصومة مع أحد الجناة!!
ورجل اغتصبوا بناته أمام عينية لأنه مدينا لوجيه قبلي!!
ولك ان تتصور شكل القلق والخوف في الساعات القليلة التي عاشتها فتاة فيتنامية عرفت بنشر فيديو جنسي مفبرك لها من قبل زملاءها في الثانوية ، قبل إقدامها على الانتحار ، وعلى منوال هذه الحكاية حكايات تتفشى بيننا وتدارى ، بحكم المجتمع والعرف...وأكثر حالات الانتحار لا يفصح عن حيثياتها، وهي دون شك هربا من حالة الخوف المرعب والدائم...كهروبنا من مقبل السعلاة والغولة التي تهدد بأكلنا ونحن أحياء.
أو ساعات الخوف التي عاشها مجموعة عمال ايزيديين قتلوا بدم بارد دون سبب! وحال عوائلهم...كأقلية في مجتمعات ترى بعين واحدة.
ولا أدري كيف أترجم لزملائي معني الهتافات بالتكبير...والهتاف الله أكبر...وفتيان يجردون صبية مسيحية من ملابسها ويغتصبونها في طريق عام ...أو التكبير عند قطع رأس عامل...أو ذبح ولد ،جذوره العقائدية تختلف عن آخرين.
حالة الخوف التي عاشتها عائلة مسلمة في كوخ في قرية بمينمار ،وقد تجمع حول الكوخ مئات من البوذيين المتعصبين ، يحملون المشاعل والعصى والسكاكين ...قبل ان ينفذوا حكمهم بحرق الأسرة أجمعها، وهم أحياء!

هناك العشرات ممن يحاربوا كل عناصر الخوف الفردي ، ونذروا حياتهم بثورة ان لا خوف ونحن معا! ويوم بعد يوم تزداد مساحة الثورة على الخوف في كل العالم…تدعوا لعدم الاستسلام لبطش القوة البربرية أو الشيطانية…ومجابهة حالة الخوف بالصراحة و تفهم الحالة والبحث في وئدها ورفضها ...و التكاتف والتآزر مع أصدقاء حقيقيين يقفون معك حتى نهاية المطاف…أما الهروب من الخوف فهو انتصار للظلم والتعسف والهمجية وشريعة الغابة.
العالم بحاجة إلى ثورات ضمير...ثورة على ثورة ، حتى تأكل الثورات حب الذات ، وتهزم الذوات وتتراجع الأفكار والخطابات التي ألهت غير المؤله ، حتى يعي الإنسان قيمة أخيه الإنسان...واحترام حياة الآخرين ، التي أقرتها الأديان و الشرائع ، وعظماء الفلاسفة ،لما كانت الغابة مثالا للفوضى والافتراس... وما كانت حالات الخوف الفردي لتحدث وتهدد حياة ناس مثلنا ومثلكم ، لولا خمول تنفيذ القوانين...وقوة البلطجة في غياب دولة...ونوم أجهزة الدولة في ظل أنظمة مهزوزة... وشخصيات كارتونية، همها ، همومها وانشغالاتها الذاتية...ليكن القانون حكما في تسوية النزاعات والخصومات...وأما دعوات الدين فهي كارثة من كوارث الخوف لا غير، مغلفة بسليفان سماوي كل يدعي امتلاكه.
دولة عربية وإسلامية ، تصلنا منها تقارير مهولة بالانتهاكات، و قضايا الاغتصاب الجماعي المؤذي للوجدان بشكل عام.. والسرقات الصغيرة المصاحبة للقتل...لم يردعهم دين ولا مذهب ، ولا تهديد أو وعيد بالنار الآخرة...ولو سارت الفتاة بمفردها وبحجابها في شارع خال ، ليلا أو حتى نهارا، لتعرضت للتحرش والاختطاف وتناوب الاغتصاب الجماعي عليها ، وكأننا في غابة... ولاشك ان الكثير من الحيوانات تتنزه عن مثل هذا السعار …وقد غاب الدين تماما ، وكذلك العرف والشهامة... عندما يوسوس الشيطان! وكل المصائب ترمى على رأس الشيطان الغائب عنها و الحاضر فينا!
بالمناسبة...هنا في الصين... لا دين تقريبا...أي أن الشيطان هو المتحكم في الشارع... ( بمفهومنا الديني) و لكن ...من المألوف جدا ،رؤية صبية بمفردها وفي ملابس ، يتعوذ الصالحون منها...في ساعة متأخرة من الليل أو في ساعات الصباح الأولى...الفتيات يجلن في الشوارع وفي الساحات والأزقة المظلمة والشبة مظلمة شبه عرايا أو سكارى...ولم أر يوما صينيا يتحرش بفتاة أو يجر فتاة غصبا عنها...ولا حتى يهتم ان كانت فتاة وغير فتاة...وحتى دكاكين الهوى فهي موحشة وأغلب زبائنهما من رجالات العرب .
ما أكثر ما عاشت الفتاة العربية خوفا مرعبا يتمثل بتهديد ليلي يتسلل إليها عند الظلام أو حتى اللاظلام...من الأب أو الأخ...وويل لمن يتدخل...من الغرباء، كما حدث ذات مرة معنا...حتى هددوا ان يشعلوها حربا عشائرية... تسدد جذورنا القبيلة ثمنا لتدخلنا لانتشال ابنتهم منهم...أو في حال فضح الحال.
و في موضوع الردود بين العرب والهنود ، لابد ان نذكر أننا طرحنا ، تقديم تكريم لكل الشخصيات التي قدمت دعما معنويا ، في مساعدتنا في مكافحة حالات خوف فردي، وتداولنا أسماء كبيرة ليكون التكريم ذا قيمة معنوية ، فرأت زميلة لنا ان نتواصل مع أحد الممثلين المعروفين ، وتوقيعه تكريما لا يوصف بالنسبة للهنود... أما أنا فاقترحت اسم أبو بكر عبد الكلام رئيس جمهورية الهند السابق...فردت الزميلة بأن هذه الشخصية لا يعرفها أكثر الشعب الهندي ، وهي ليست كشخصيات بولييود...وبعد يومين جاءت الزميلة برد من الرئيس عبد الكلام ، يبارك عملنا ولكنه مشغول في شؤونه العلمية وليس متفرغا للعمل معنا...أي فهمها بالهندي...و من واجب ما يذكر ... أقف احتراما لرد هاتفي من وزير داخلية مقاطعة قوانغدونغ ، في العاشرة مساءا ، بعد مطالبته بالتدخل الفوري لمعالجة حالة خوف تعرضت لها مواطنتان ، بعد عملية خداع قام بها أكثر من شخص.
وقال الوزير توه تشن ان المواطنتان الآن في حرية وان المتجاوزين على القانون سيقدمون للعدالة...
من المناسب ان نذكر ان أحد الزملاء ، احتاج إلى إصدار جواز سفر جديد ، بعد نفاذ صفحات جواز سفره العراقي( بالمناسبة ان جواز السفر العراقي يعد ثاني أسوأ جواز سفر بالعالم بعد جواز سفر أفغانستان بالنسبة إلى تعامل التأشيرات وجاء بعد العراق الصومال حسب دليل( Partners & Partners ) فاتصلنا بالسفارة العراقية في بكين فتعامل الموظف الصيني في السفارة بكل أدب وحولنا على موظفة عراقية لم ترد على السلام وقالت فورا: ماكو... ! ماكو جوازات...أما السيد القنصل الذي استقبلنا بود لا ينكر ، فيما بعد ،فنصحنا بالسفر إلى العراق...لاستخراج جواز سفر جديد...وفي موقع وزارة الداخلية العراقية وضع بريد الكتروني لمديرية الجنسية العامة المعنية بالأمر...و نحن نرسل لهم كل أسبوعين رسالة بعنوان استفسار من الصين...ولم نستلم ردا من حوالي السنة... نحن نحترم مسؤولية الموظف العراقي المعين لهذه المهمة ومشاغلة الكثيرة بتصفح ما يحلوا له من مواقع...في وقت يتقاضى ثمن ذاك الوقت والتصفح، من قبل ميزانية الشعب العامة.
عند كتابتي لهذا الموضوع ،وأنا أتصفح مواقع الأخبار ، قرأت في موقع عراقي خبر بدا أقل من عادي ولم تتطرق المواقع العراقية الأخرى عن إيراده ، لعلها تنزهت… جاء فيه ما :
أفاد مصدر في شرطة محافظة كركوك، اليوم الخميس( 10/10/2013 )، إن "قوة من الشرطة عثرت ظهر اليوم، على رأس فتاة شابة يتراوح عمرها بين (20 - 25) عاما في مكب للنفايات قرب كلية القانون وسط كركوك"
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "الرأس يعود إلى جثة شابة مجهولة الهوية عثر عليها يوم، أمس الأربعاء، وعليها آثار طعنات بالسكين في مناطق متفرقة من جسمها على طريق ليلان شرقي كركوك!
ولا أحبذ فتح سيرة ،لا تجيز وظيفتي البحث فيها!
ولكن... لو حدثت هذه الجريمة في إي دولة ، فلا تنتهي التظاهرات والاحتجاجات حتى سقوط الحكومة أو الحكومة المحلية في أدني نتيجة… في بنغلادش ، انهار مبنى صناعي فقتل عمال ... فهجت الجماهير تاركة عملها وأشغالها ، وعمت التظاهرات كل بنغلادش تطالب بالعدالة وتعلن الحزن ... فأجبرت الحكومة على اتخاذ إجراءات حماية مواطنيها العمال...وتعويضهم.


معهد اكيودي لمكافحة الخوف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: عدم دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمر كارثي أما


.. مصطفى زمزم رئيس جمعية صناع الخير: التحالف الوطني قيمة مضافة




.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو