الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارق ..واضطرابات النوم

اسعد الامارة

2005 / 5 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حينما يجافي النوم أجفاننا في ليا لي عديدة نشعر بأ ن شيئا ما يحدث في داخلنا ، هل هي أزمة عابره استصعب علينا حلها ،أم ان كربا ما استفحل في دواخلنا وبات من الصعب علينا عزله اوتحييده على الاقل ، أم أن هذا أضطراب لشكوى لم نعد نعيها ؟ كل تلك وامور اخرى ربما تداعب لاشعورنا ونحن في غفلة منها لانعي مداها او قوة تأثيرها ، الا ما شغل بالنا وتفكيرنا وحرمنا من النوم وهو الارق . لذا فأن الارق هو أحد مصادر الشكوى الازلية والاكثر شيوعا بين ا لناس في القديم وفي حضارتناالمعاصره ..
فأحيانا يؤدي بالبعض منا الى تعكير الوظائف الاجتماعية والحياةالعائلية وينعكس ذلك على عطاءاتنا في العمل والانتاجية وربما اختل توازننا ، كثرت الشكوى وازدادت نسبة الذين يشكوون منه ، ليس في فئة عمرية محددة كالمتقدمين بالسن كما الحال الشائع لدى العامة بسبب القلق والخوف من الموت فحسب، بل في فئات عمرية اخرى مازالت في مقتبل العمر او وسطه ، حتى بات الارق عرضا لاضطراب آخر وليس مرضا بحد ذاته وربما يكون مقدمة للامراض النفسية ، وبناءا على ذلك يمكننا تصنيف هذه ا لظاهرة ا لى أنواع أستنادا الى ديمومتها :

- الارق ا لعابر ...وهو الذي يستمر لعدة أيام ، ويعد بحد ذاته رد فعل لفترات من الشده او بعض
الازمات ا و ا لضغوط ا لنفسية ا لحادة .
- الارق القصير ا لامد ... وهو الذي يمتد لثلاثة أسابيع، ويرتبط ايضا بنوع الشدة والضغوط
النفسية في المواقف الحياتية الاجتماعيه العامه التي يمر بها الانسان، اوأحيانا أخرى بسبب
مشكلات تتعلق بالوضع الاقتصادي ا لشخصي او مشكلات العمل ، او مشكلات أسرية تنتاب
الفرد خلال مسيرة الحياة ولا يستطيع حلها .
- الارق ا لطويل الامد ... وهو الذي يستمر لعدة شهور او سنوات ، وينجم عن ظروف صحيه
او نفسية او عن ا ضطرابات ناجمه اساسا عن بعض الادمانات ا لكحولية المزمنه .

يرى علماء النفس ان عسر النوم ناجم عن حالات نفسية المنشا في الاساس ويصاحبها اختلال في كمية و/ أوكيفية ا و توقيت ا لنوم ا لممثل في حالات الارق في أغلب ا لظن ،وينعكس ذلك في أ ضطراب جدول وتوقيتات النوم واليقظة ، ويمكننا تعريف الارق :
بأنه حا له من عدم أكتفاء كمي أو كيفي من ا لنوم تستمر لفترة لا بأس بها من الوقت تجعل الانسان في حالة من الوهن والضعف الجسدي مما لا يقوى على اداء اية فعاليات .
أن تكرار الشكوى بين الافراد الذين يعانون صعوبة في السكون الى النوم يليها صعوبة ايضا في الاستمرار با لنوم ، وحتى و أ ن حصل ا لنوم ، فبعدها يكون الاستيقاظ المبكر الذي يترك أ ثارا على حالة الانسان ا لنفسية ، ومنها ا لشعور با لوهن اوالتعب اوالارها ق . ومن ا لحقائق ا لتي يظهرها الافراد ا لذين يعانون الارق وخاصة النساء وكبار السن بأنهم يشعرون بالتوتر والقلق والانشغال بالافكار او حتى ا لنوبات الاكتئابية ،ومن أعراضها يشعر بعض الافراد كأ ن أفكارهم تتسابق وأنهم يجترون أفكارهم وتتعقد الصورة وتتزاحم حتى تبتعد ا للحظات التي تقود البعض منهم الى النوم وبالتالي يجافي عيونهم .
عد الارق عرضاً شائعاً لدى الافراد الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية والعقلية ، مثل الاضطرابات الوجدانية والعصبيه ، وأضطرابات الاكل ، او في أضطرابات النوم المتمثله في الكوابيس ، ويصاحب لحظات النوم القصيرة اوالمتقطعه بعض الكوابيس وحتى الاختناق احيانا فضلا عن ا لرجفان العضلي الليلي .
ان اضطراب موعد النوم واليقظه يعد مؤشر لفقدان التزامن بين برنامج ا لفرد في النوم واليقظه وبين برنامج ا لنوم واليقظه المرغوب فيه من قبل الفرد نفسه ويحصل حينئذ اختلال في الساعة البايولوجية التي اعتاد الجسم ان ينظم من خلالها توقيتات النوم والاستيقاظ ، مما يترتب عليه شكوى من الارق بشكل عام ، لذا تتصف اوقات ا لنوم واليقظه بعدم ا لتنظيم .
ما يسببه الارق في حياة الانسان هو عدم قدرته الى الخلود للنوم فيبقى مستيقظا لمدة تتراوح الى عدة ايام وبهذه الحاله يختل الانتظام في ساعات النوم واليقظه ، وقد رصد علماءالنفس بعض التأثيرات السلوكية الناجمة عن عدم القدرة على النوم وظهور بعض الاستجابات المتمثلة في ظهوراختلالات واضحة في ا لتركيز مثل ا لهلوسه ، وضعف القدرة على الانتباه وفقدان تسلسل التفكير ، فضلا عن أخطاء في الادراك ، وهو أضطراب مؤقت يزول بزوال التأثير الفاعل المؤثر بسبب قلة النوم ، وأذا ما أستمر الافراد باعمالهم ، فأنهم يؤدونها ببطء اكثر وظهور اخطاء واضحة في العمل او انتاجية اقل من الوضع الاعتيادي وبعض الاحيان تؤدي الاخطاء الى حوادث واصابات في العمل خصوصاً اذا كانت الاعمال القاسية والخطرة مثل معامل الحديد والصلب والصهر العالي للمواد الصلبه ومعامل النجارة الكبيرة ذات المكائن الحادة . أما ا لتأثيرات البدنية ا لناجمة فتتمثل بظهور رعشه خفيفة في ا ليدين ، مع صعوبة في تركيز العين (زغلله) ، وبروز واضح في تهدل ا لجفون، وكذلك ا لحساسية الزائدة للالم، مع هبوط واضح في النشاط العام بمرور الوقت ، وقد اثبتت النتائج البحثية والطبية في هذا المجال ، ان حرمان الفرد من النوم لمدة خمسة ايام وليال متتاليه تجعل من القلب والجهاز التنفسي في حالة خمول ويؤديان وظائفهما بتكاسل تام .
وجد العلماء ان هذه التاثيرات ستزول حتما في المدى البعيد عند عودة ا لفرد الى وضعه الطبيعي ، وأستعادة قدرته على التحكم بساعات ا لنوم الاعتياديه ا لتي تتراوح بين8 -10 ساعات يوميا وحسب أختلافات الفئات العمرية وحاجتها الى ساعات النوم ، فالتعويض عن النوم المسلوب سيساعد الفرد في استمرار حياته الاعتياديه ، وخلاصة القول في كل الاحوال السابقه لحالات الارق ، فأنه يعد واحدا من المظاهر التي تعتري الانسان في الحضارة الحديثة وهو من نتائج العمل المضني والتفكير المتزايد والطموحات الواسعة التي لاتتناسب مع القدرات المتاحة للعمل مما تؤدي الى الاجهاد البدني والنفسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مناظرة تبادل الاتهامات بين بايدن وترامب | الأخبار


.. انقطاع الكهرباء في مصر: السيسي بين غضب الشعب وأزمة الطاقة ال




.. ثمن نهائي كأس أوروبا: ألمانيا ضد الدنمارك وامتحان سويسري صعب


.. الإيرانيون ينتخبون خلفا لرئيسهم الراحل إبراهيم رئيسي




.. موريتانيا تنتخب رئيساً جديداً من بين 7 مرشحين • فرانس 24