الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحرب - تكريم الجندي

عمار عكاش

2013 / 10 / 13
الادب والفن


في الحرب1:
مسوّدة
( تكريم الجندي )
1 - كان الجنديّ تحت العلم الملطّخ باللون كيفما اتفق
شامخاً كالديك الرومي
يمطّ رقبته،
وندبةٌ حمراءٌ طويلة فوق تفاحة آدم
- من أثر الذبح -
تخدش العيون....
قلدّوه نيشاناً
غُزّ في سترته يسار الصدرِ
نَخْزُهَا يردُّه إلى أنثى دوريٍّ
نقّرت منتصف حلمته اليسرى؛
ثمّ ذبَحَهَا صيّادُ الأمثالِ القديمة بعينين دامعتين
نيشانٌ يغزّه، ينكز كل الصور؛
نفخ في حضرة العَلَمِ صدره المزدحم
بعصي أبيه تؤنّب باطن قدميه على ذنوب لم يقترفها؛
بطفلٍ يقلقل أرضاً صغيرةً
يذرعها شبح جده جيئة وذهابا
بكرةٍ ينططها خمسين مرة بين قدميه في حصة الرياضة
بصبيحةِ صحوتهِ على سروال داخليٍّ ملطّخ بالهلام والدهشة

2 - "كيف أحفظ وصاياك أبا بكر؟!
ورايتي أطول من هامتي
فكّرت بتحسّس ردفي امرأة على الحواجز وجَبٌنْتُ
ورسمت صورة صديق مهجعي القتيل
على جثة رجلٍ أرديْتُهُ، ونشرت خرائط طفولتي وعمري على وجهه
التمعتْ حين هَوَى
كزر السترة المعدنيّ
ضحكة طفلته من جيب سرواله
ولسبب أجهله لم يرمش لي جفنٌ
ولم أجد ضحكتها تشبه
زقزقة طفلة جيراننا الجميلة

أنا ياما رقصت ورفاقي على أكوام اللحوم وحول الحرائق
وكأننا نقدم الأضحيات لآلهة الحرب
هلّ لي بعد هذا أن أغنيك يا ابن العربي مرة أخرى؟!
من ينثر شاماتها على أديمي
فأصير أنا من اهوى ومن أهوى أنا
وأغادر نفسي لأحلّ فيها روحاً وبدنا "

3 - غنّى الجنديٌّ البطل النشيد شامخاً، وقلدوه النياشين
وكانوا يسهبون بإطراءاتهم على :
الحرية والوطن والرجولة
عاد إلى منزله حَبُوراً
رمى خوذته المعدنية،
حربة الروسية
حذائه المنهك
جوربه
وفاح عفن قدميه المزمن
استلقى وحيداً
لم يعرف أفرّت منه أم قتلها
أم هو ذهاب الشيخ من صباه إلى العنانة...

النياشينٌ مرهمٌ يداوي ذكورة مثلومة في عنق
ديك الحبش
حين فرّ من حقيقة الحرْبة قبل ثانية من الذبح
من يداوي خصياً سكنته حروبه الداخلية
في زمن
يتمدد كالجسر العتيق
من ماضيه إلى المقبرة
13 -10- 2013
عمار عكاش- غازي عنتاب
ناثر وكاتب سوري من مواليد حلب 1981
مسودة نثرية من ديوان أعمل على إنجازه بعنوان : غيم رطب ثقيل أو برزخ المهرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس