الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء اليوم الدولي للمرأة الريفية

منى حسين

2013 / 10 / 13
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حددت الجمعية العامة للامم المتحدة بموجب قرارها 62 / 136 والصادر بتاريخ 18 كانون الاول 2007 اعتبار الخامس عشر من شهر ديسمبر يوما دوليا للمراة الريفية وخصوصا نساء الشعوب الاصلية، وقد جاء في رسالة الامين العام بان كي - مون بمناسبة أقرار هذا اليوم (ان تمكين الريفيات لهوا امرا اساسي اذا اريد لنا القضاء على الجوع والفقر، ونحن بحرماننا النساء من الحقوق والفرص نحرم اطفالهن ومجتمعاتهن من التمتع بمستقبل افضل، وهذا ما دفع الامم المتحدة في الاونة الاخيرة الى ان تطلق برنامجا مشتركا بين هيئة الامم المتحدة للمراة والمنظمات الثلاث المعنية بالغذاء والزراعة، والكائن مقره في روما بهدف تمكين المراة الريفية وتعزيز الامن الغذائي)..
لو قرأنا كلمة "الامم المتحدة" في مناسبة اليوم الدولي للمرأة الريفية بشكل عابر لتوصلنا الى نتيجة مفادها كم هي عطوفة هذه المنظمة وكم هي انسانية التي تتفجر منها شلالات من الحب والحنان، وهذه المرة كانت من نصيب المرأة الريفية. الا انه اذا دققنا بالمتابعة والملاحظة بعيون اقتصادية ماركسية سنجد ان الامم المتحدة التفتت للمراة الريفية بمنحها يوما دوليا مستندة على اساس العمل والربح. اي ان السبب الاساسي للالتفات للمراة الريفية هو الأبقاء مع التركيز على أستغلال جهودها في العمل التي جاءت بشكل صريح "تمكين المرأة". ان فكرة هذا اليوم لم تأتي على مشاكل المراة الريفية الصحية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية وان كان كتحصيل حاصل ستصل الى تلك النتيجة لانه هي احدى العوامل لتهيئة الظروف لاستثمار الرأسمال ومستلزماته. اي بعبارة اخرى ان الرأسمال بحاجة الى اسثتمار قوة العمل التي ستدر ربحا اكبر. وان دفع جزء من الرأسمال سيكون لتوفير الحد الادنى لمعيشة المرأة الريفية لتجديد قوة عملها. اي ابقاء المرأة الريفية على قيد الحياة وفقط على قيد الحياة لتجديد ربحية الرأسمال التي ستكون عمالة رخيصة جدا. صحيح هناك عوامل اخرى في التفات الامم المتحدة الى المرأة الريفية مثل الحركات الجماهيرية العديدة وصيحات منظمات حقوق الانسان والصحافة اليسارية او القريبة منها، ولكن نفس تلك المنظمة هي اداة سياسية لحل مشاكل البرجوازية في العالم التي نجحت في بعضها وفشلت في البعض الاخر. وعليه ان غاية الامم المتحدة لتمكين المراة الريفية تحت عنوان "القضاء على الجوع والفقر" ليس اكثر من ترتيب عمل المرأة الريفية في الزراعة لحصد أكبر مايمكن من الربحية... والمثير للسخرية ليست المرأة الريفية لوحدها معرضة للجوع والفقر بل مليار انسان على المعمورة يعانون من الجوع حسب احصائيات نفس المنظمة ولم تضع الحلول لها سوى الاستجداء من فتات موائد الدول التي تنفق اكثر من 25% على ترسانتها العسكرية. ان الامم المتحدة تعمل كوسيط لأستغلال عمل المراة الريفية بحجة القضاء على الفقر والجوع لصالح الشركات المتعددة الجنسية للاستثمار في الزراعة التي تظهر بأنها جاءت لمصلحة المرأة الريفية والمجتمع وتحملها المنة في ذلك للتستر على انتاج العمل المأجور.
ان اعلان يوم دولي للمراة الريفية يعني تصنيف قضية المراة ووضعها في خانة نوع العمل ونوع السكن.. ان هذا الشكل من التصنيف غايته تجزئة قضية المراة والالتفاف عليها.. ان اعلان هذا اليوم اعتراف صريح من المنظمة الأممية وعلى لسان أمينها بتعزيز الطبقية والأبقاء على العمل المأجور وبالتالي الابقاء على الجوع والفقر وتركيزهما.. غايته الأستغلال والربحية أكبر ما يمكن تحت ستار القضاء على الجوع والفقر.. أن قضية المرأة واحدة غير قابلة لأن نضعها في فهرست التصنيف والتجزئة.. وأن المشاكل التي تعاني منها واحدة سواء كانت ريفية او تسكن المدينة.. امية او عالمة.. الجوع والفقر والانتقاص والاعمال المضاعفة والأستغلال ارتبطت بها سواء كانت ريفية او تسكن المدينة..
ان اعلان يوم دولي للمراة الريفية شكل جديد لتقنين دور المراة والزج بقوة عملها في معترك قتال الفقر والجوع الذي أرسته قواعد الراسمال وأنظمته لحرف الانسانية عن حقوقها، ليس على حساب قضية المرأة يتم القضاء على الجوع والفقر وليس على حساب تركيز استغلال جهودها، أن الجوع والفقر هو أحد أهم مرتكزات العمل المأجور، لن نقضي على الجوع والفقر بدون القضاء على العمل المأجور.. حين أنتشر الجوع والفقر مع أزدياد ربحية الراسمال، ألقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمات الغذاء والزراعة كاهله على حساب قضية المرأة وأقرت يوما دوليا لتصنيفها، هرعت نحو المراة الريفية بطيات تخفي تحت الوانها الهدف الحقيقي الذي وجدت من اجله. ان الاعتراف بما تضطلع به المراة في الريف وخصوصا في المجتمعات الزراعية التي تصنف بالأصلية، من دور واسهام حاسمين في تعزيز الزراعة وتحسين المستوى الغذائي. أن لمشاركة المراة دور كبير وحاسم في الايرادات الاقتصادية سواء للبدان النامية اوالمتقدمة. المراة الريفية تشارك باعمال مضاعفة بالاضافة لمشاركتها في الزراعة وانتاج المحاصيل ورعاية الماشية وتوفير الغذاء، فالأعمال المنزلية تقع على عاتقها من الطبخ والتنظيف وغيرها بالاضافة الى رعاية الاطفال والمسنين والمرضى، ومقابل كل هذا الجهد نجدها لا تكلف المستفيد من جهودها اي اجور سواء على صعيد الدراسة او الصحة او الترفيه. تسلب كل واردات عملها وتستغل.. لياتي اعلان هذا اليوم لتركيز استغلالها وشرعنته وفرضه والقبول به كأمر مسلم به.. المراة العاملة سواء في العمل الريفي او الصناعي الانتاجي او اي عمل اخر، تعاني مضاعفات خطيرة من جراء معاملتها بدرجة أدنى مضافا أليه استغلال أرباب العمل او مستعمر العمل لقوة عملها.
ان النظام الراسمالي المعاصر مهدد بخطر الزوال كونه لا يخدم الا الطبقات المالكة والحاكمة والتي تستحوذ على رؤس الاموال وتستحوذ على السلطة، ولا تمثل هذه الطبقات الا فئة قليلة وقد حوتهم قائمة مجلة فوربس لعام 2013 المختصة في تصنيف الأغنياء في العالم، حيث حوت قائمتها لهذا العام على (1426) أسم، مع زيادة في الثروة الأجمالية من (4.6 تريليون دولار) الى (5.4 تريليون دولار).. بينما الجوع والفقر يحاصر أكثر من مليار أنسان..
*************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيةً وتقديراً
حميد خنجي ( 2013 / 10 / 13 - 22:23 )
شكرا أيتها الزميلة على هذا المقال النوعي وعلى نظرتك العلمية-الطبقية للأمور، التي استطاعت أن تميز السم المحشور في الدسم- العسل


2 - المرأة و المنظمة الدولية و حقوق الانسان
علاء الصفار ( 2013 / 10 / 13 - 22:26 )
تحية الزميلة منى حسين
التفاتة قوية في زمن النهب للغزو الامريكي حقا ان المهزلة اول ما تنال المرأة, ان الحروب الامريكية إذ كانت موجه ضد البشر فأول ضحاياه النساء, فللان المرأة الفيتنامية تنجب اطفال مشوهين ولتلحقها المرأة العراقية في القرن الحديث.المنظمة الدولية حطمها الراسمال الاحتكاري بالامبريالية الامريكية, عجزت المنظمات الدولية عن منع امريكا لغزو العراق باكذوبة الاسلحة المدمرة, لتأتي امريكا على الشعب العراقي المسالم باليورانيوم المنضب,نفس هذه المنظمة حاولت تخليص صدام من استخدامه للكيماوي في حلبجة التي راح البشر ومن ضمنها المراة ضحية للجرائم الحربية التي اتفقت مع صدام في قتل البشر.هكذا تعداد النساء الارامل بالمليون في العراق,هكذا صارت المرأة هي من تعيل العائل, اي المرأة صارت يد عاملة ينبغي استغلالها اسوة باخيها الرجل, فالتباكي على حرية العراق صار الى تدمير كل البنى التحتية والمؤسسات الاقتصادية و تدمير كهربة البلاد, وهكذا امريكا تنشر الارهاب بحجة مكافحة الارهاب فهي من خلقت جهاز القاعدة لتدمير الشعوب و بعد موت الرجال جاء المنظمة لتعاين كيف يتم استغلال المرأة بعد ان تم تحطيم البلد والرجال


3 - شكرا
ادم عربي ( 2013 / 10 / 13 - 22:43 )
شكرا
شكرالك ايتها الرفيقه وانت بالمعيتك ترصدين وتقراين الفكر الماركسي تحليلا وتوضيحا


4 - لن يمرورها علينا
منى حسين ( 2013 / 10 / 13 - 23:07 )
الزميل حميد خنجي تحياتي لك
لم استغرب رسالة الامين العام لقد تعودناعلى اخفائهم جواهر الامور بمحارات الاستغلال والتمييز الطبقي.... الى الان عدائهم لقضية المراة ينهش النساء بانياب التحطيم والدمار وكما ذكرت بتعليقك وعبرت يدسون السم القومي والديني والعشائري وكل انواع السموم يدسوها بعسل مناسبات دولية وعالمية كل مضمونها ارباح واستغلال


5 - الزميل علاء الصفار اجمل التحايا
منى حسين ( 2013 / 10 / 13 - 23:55 )
مهزلة النهب الاستغلال المرافقة للغزوات الأمريكية اصاب المراة وعلى الصعيد العالمي.. وكل الحروب تترك بصماتها على النساء وكذلك الازمة الاقتصادية للراسمال العالمي التي وجدت ان المراة مملوك جيد بامكانة العمل والانتاج. وبالتالي سيدر ارباح كبيرة قد يساعد في لملمة أزمتها. لم تكتفي الراسمالية بتسعير المراة وتسويقها لمؤسسات صناعة الجنس والاتجار بالبشر. عادت باقرارها يوم دولي للاستغلال النساء العاملات بالزراعة، ولا يمكن للمنظمات الدولية ايقاف أستغلال راس المال بل أن هذه المنظمات هي جزء من منظومة الراسمال العالمي ومصدر رئيسي لتركيز عبودية العمل المأجور، وهكذا تدور دوائر الاستغلال والتمييز والمراة الاكثر ايذاء بكل ذلك.. وحصتها اكبر في الفقر والجوع والجهل. وبالتاكيد اعداد الارامل في العراق ضرب الرقم القياسي وسجل نجاح لخطة امريكا وحجج امريكا للتدخل وافتعال الاقتتال والحروب التي لا تنتهي..
يتبع


6 - الزميل علاء الصفار اجمل التحايا
منى حسين ( 2013 / 10 / 13 - 23:56 )
في الوقت الذي تتحمل فيه المرأة ما تتحمل من مأسي في سوريا وفي ايران وفي افغانستان وفي السعودية وغيرهم، نرى المنظمة الدولية لا يعنيها وضع المرأة تحت رحمة سياط الأنطمة الدينية لكن الذي يعنيها شرعنة سرقة جهود عمل المراة الريفية وكيفية استعماره لزيادة الربحية ومضاعفتها.


7 - الاستاذ ادم العربي تحية طيبة
منى حسين ( 2013 / 10 / 14 - 00:08 )
اسعدتني كلماتك وتواصلك
نحتاج الى جهود متكاتفه لمواجهة كل الالم والدمار الذي يقترب كل يوم اكثر واكثر


8 - الاستاذه منى حسين المحترمه
سناء بدري ( 2013 / 10 / 14 - 17:16 )
انهم يحاولون اظهار حراك واهتمام بالمرأه الريفيه لايهام المجتمع انه هناك تضامن مع المرأه ويجدولونها .امرأه ريفيه ومدنيه ومتعلمه وعامله وجاهله والمحصله هو استغلال بشع لقضايا المرأه.انظري حال المرأه العراقيه بعد الدمار الامريكي وها هي اختها السوريه في الداخل ومخيمات اللجؤ والمرأه الفلسطينيه وكل نساء العالم المستغلات.
تحيه لقلمك وكشفك للحقائق .مقال رائع


9 - بعديداً عن العيون الأقتصادية والماركسية
Aghsan Mostafa ( 2013 / 10 / 18 - 17:37 )
تحياتي للكاتبة منى حسين المحترمة وللقراء الأفاضل
من مقالك والتعليقات!، فهمت انكم تعتضرون على الأمم المتحدة بتحديد يوم دولي للمرأة الريفية وذلك لأنها تقوم بتصنيف قضية المرأة بشكل عام!؟
ولي اعتراضي على ماكتبتم والذي أسنده بأدناه:-
اولا: اليوم هذا (موضوع النقاش) هو يوم دولي وليس عربي!؟
ثانيا: التصنيف هنا يضع المرأة الريفية بمكانها الصحيح واتمنى ان يكون هناك يوم للرجل الريفي (لو الرجال ماله حق بالأيام!؟)
ثالثا: وبأستناداً الى ثانياً، بهذا نكون خدمنا المرأة الريفية وغير الريفية وعرفنا راسنا من رجلينا!؟
رابعا: بتفكيركم!، أراكم تخلقون زعزعة وخلل في بنية اي بلد!، فلايمكن ولا بأي حال ان نجعل الريفي مدني والمدني ريفي، تخيلوا معي امرأه ريفية تلبس سواريه وتأكل بالشوكة والسكين، واداة العمل المستخدمة (كومبيوتر)، وبعكسه نضع المرأة المدنية تحل محل الريفية,,,, (يبووووووه علينا)؟
خامسا: قضايا المرأه لن تحل بالمجتمع العربي!، طالما سوء الظن موجود
سادسا والأهم: تقديراً واكراماً لحق المرأة الريفية، يرجى عدم المتاجرة بها!؟
مع تحياتي لكل نساء/رجال وحسب التصنيف الواقعي والمفروض، والله يكثر من أيامهم!؟


10 - لا بد من كشف الحقائق
منى حسين ( 2013 / 10 / 19 - 20:34 )
عزيزتي سنا ء بدري اهلا بك
لقد تصدعت روؤسنا من ايامهم الدولية والعالمية وكما اشرت كبر الوهم واصبحت جهات مهمة تعيشة وتؤمن به والمشكلة في اشكال الاستغلال التي بدات تاخذ الوان طبيعية كما لون اليوم الدولي للمراة الريفية تتحول المراة وقضيتها الى شظايا تتقاذفها مصالح الراسمال والاستغلال وياتي من يرى اللون بهيج ليصفق ويصطف على مصطبة الوهم الذي دخل بالونات كبيرة وصار يطير بمناسبات واحتفالات اسمها حماية المراة او حقوق الانسان وكما ذكرت النساء في العراق وسوريا ومصر وكل مكان بالعالم
عزيزتي اعتذر تاخرت بالرد عليك للاسباب عدم توفر النت عندي
تقبلي كل الود والاحترام واكرر اعتذاري


11 - النت المفصول!؟
Aghsan Mostafa ( 2013 / 10 / 20 - 13:52 )
تحياتي للمبدعة البديعة الكاتبة المحترمة، وبعد
لا مالج حق ست منى!، بتعليق 10، وماكو بعده 11!؟، يرجى تفنيد ماكتبته بتعليق 9 وبصورة مباشرة ,,,, الناشط بحقوق المرأة والمساواة من صدك!، هيجي يسوي!؟

عزيزتنا سناء تعليق 8، نبهتني على جملة بتعلقيك الأستاذة منى (مشكورة!)، انا نظرت لحال المرأة العراقية! قبل وبعد تحرير العراق من الطاغية على يد الأمريكان(مو هيجي ست منى! مو كان طاغية وحررنا منه الأمريكان!؟) وشفت حالها يبجي بالأثنين!، صدقيني أبتلاء!، وطبعاً بلوة الريفية كان أعظم من ناحية انها تتزوج وهي صغيرة وتحبل وتلد وتربي وعلى هالمنوال كل سنة وعندما كبر ابنائها ساقهم (الطاغية!) بحروب لاناقة ولاجمل فيها ورجعوا محملين على الأكتاف بالأعلام (وكلهم فدوة لعيون الوطن الغالي) وبالقير والجهنم!، الريفية وخليها تلطم وتنوح وتلبس السواد طول عمرها شنو يعني!، مادام احنا نقدس الوطن وليس الأنسان!!، ونخطب عن المرأة!؟، وهناك من سيصفق لنا!!!!!!!!!!؟
فصل النت الآن!، نتمنى ان يعود بعد ان نرى محاورة مباشرة وصريحة من الأستاذة منى على هذا التعليق والذي سبقه!؟
تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال