الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب وولادة الدكتاتور

سنان الخالدي

2013 / 10 / 14
المجتمع المدني


إننا نمارس التعصب بشكل يومي في العراق ونسمعه حتى في المنابر التي تزعم أنها تسعى الى التنوير إلى ما فيه الخير. يجب إدراك الغاية فيما تصب إليه تلك الجهود الحثيثة في العراق من أجل تغذية العدوانية لدى افراد المجتمع. فنتيجة التعصب هي أن يعيش المجتمع داخلياً في فتنة وتوتر وشحناء مستمرة تدخله في مواجهات تشعل فتيل الاحتجاج والتنابذ ثم العنف. وبهذا يؤول إلى مجتمع مشلول ومعزول وفقير في المعنى الإنساني. وفي الحالات المتطرفة إلى مجتمع خطر على الاستقرار والسلام داخلياً ومع العالم أيضاً. إن الاختلاف طبيعي بين الناس والمجتمعات، ولن يكون الناس كلهم مثل فرد واحد. وليس هناك اي طريقة للتعايش سوى أن نذكي نحن المثقفين روح الانتماء للوطن وجعلها فوق كل الانتماءات. إن نظرة إلى التاريخ ترينا أن التعصب ضروري لولادة الديكتاتور، وحاضنة للاستبداد الذي يوطد سلطته دوماً بالديماجوجية والعنف. فالتغذية متبادلة بين الجماعة المتعصبة وبطلها، وهي تغذية تخلق الأوهام و الأكاذيب بما يشوه تفكير المتعصبين المتضادين من الطرفين ويعمل على إحكام دائرة الانغلاق والقهر والتجهيل. وبالطبع فإن التعصب ذريعة الديكتاتور لتكميم أفواه من يطالب بالعدالة، لأن تحقيق الأخيرة يعني الخرق لجدار التعصب الذي يتكئ عليه. و سوف يبقى حالنا المتردي هذا على ما هو عليه لألف سنة أخرى إن لم يتخلص المتعصبين من عقدتهم النرجسية بما امتلكوا من ايديولوجيات وطدت دوماً لتنتهي بالمجتمع إلى الانقسام والتشظي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية