الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع يتغير ..ومدارس ثابتة

عبد الغني سهاد

2013 / 10 / 14
المجتمع المدني



مجتمع يتغير ..ومدارس ثابتة
-------------------------

ما تخشاه الدول الامبريالية الغربية في توجهات الدول غير المصنعة والسابحة في فلكها هووضوح رؤية هذه الاخيرة في مجال السياسة التعليمية .كون المعرفة والتكوين الفكري هو اساس كل تطور مجتمعي مرتقب .فهي تقوم بعرقلة جهود هذه الدول لبيقى التعليم بها هشا مترددا وفارغا من مضامينه التقدمية والقومية على الخصوص .تتعرض على الدولم الى الابتزاز من طرف صندوق النقد الدولي واملاءات هيئة الامم المتحدة. لقد ضيعت الدول غير المصنعة والتي تنعت بدول الجتوب فرص عديدة لاجل النهوض بقطاع التعليم وجعله قاطرة حقيقية للتنمية البشرية عندما تعثرت خطواتها في مرحلة ما بعد الاستقلالات السياسية.حيث لم تتوجه مباشرة الى سياسة التصنيع وهيكلة قطاع التعليم ..وانشفلت بالصراعات السياسية الدامية على السلطة فيما بين التيارات الوطنية التي حملت السلاح في وجه المستعمر ..وكانت الكلمة الفصل لتيارات العسكرية الموالية للغرب .الذي حافظ على امتيازاته الكبرى بها .
في الدول العربية حصلت الجيوش التى اسست او اعيد ترميمها تحت اشراف الدول الاستعمارية على دواليب الحكم من بعيد اومن قريب.وهي تمثل الطبقة الوسطى والبورجوازية الصغيرة المتذبذبة والانتهازية في كل مواقفها السياسية .فهذه الطبقات تارة تدعي الوقوف الى جانب الشعب ..وتارة تنكشف ميولاتها الى الغرب الامبريالي حيث تنفذ بالحرف املاءاته عليها.وتظهر العدائ الشديد لاجل الحفاظ على مصالحها الطبقية .
وبذلك توجهت الدول العربية الى الرفع من ميزانيات التسليح وتحديث الجيوش العربية والاجهزة المخابراتية ..استعداد لمواجة الاعداء الخارجيين الوهميين ..واغفلت الاعداء الداخليين ..الامية والفقر والجهل...والفوارقت الطبقية التي تستفحل يوما عن يوم منذ حصول الاستقلالات السياسية .وهو تغافل محسوب ومقصود.
والدول التي استوعبت دور التعليم جعلته عسكريا ..وليس مدنيا ..كالعراق وسوريا..ولييبا
وهي تعاني اليوم الويلات الدامية لاجل ارساء الدولة المدنية الديموقراطية.وتبين في الاخير ان هذا التوجه في السياسة التعليمية لا يهدف الا الى تركيع الشعب وحصار المد الديموقراطي ودحر المعارضة السياسية الداخلية .
في اليابان اسرعت الدولة القومية الى انجاز الثورة العلمية ( الميجيmijji) ثورة الانوار التي انطلقت من المؤسسات التعليمية و الجامعية .الى جانب الاصلاح الزراعي ..والنهوظ بالصناعة الوطنية .ودلك حدث في القرن التاسع عشر..وفي بداية القرن 20 اصبحت اليابان دولة قوية هزمة روسيا القيصرية في 1905 بالتفوق العلمي والتقني.وساعدتها في ذلك التناقضات التي كانت تحياها الدول الامبريالية ...
في الصين بعد الانتصارات الدامية للحزب الشيوعي ضد الاقطاع والبورجوازية الهجينة .اتجه الى انجاز الثورة الثقافية.في القرى والبوادي وقضى على الجهل والامية وكون المواطن الصيني الثوري الجديد..المصنوع في مدارس الهواء الطلق الثورية ...
نجاح هاذين النمودجين يعود الى توفر الارادة السياسية الثورية عند هذه الشعوب التي كانت ترزخ تحت نير الجهل والتخلف..والامية ..ومن جهة ثانية القيادات التي قامت بهذه المهام لم تكن من العسكر التابع للغرب بل كانت من المثقفين والسياسين الثورية وتعتمد على العقيدة الثورية الواضحة الاهداف والبرامج .
لكن الانظمة العربية السائدة العسكرية والمخابراتية تعاند في فرض سياسات تعليمية غير وطنية وتغيب التوجه القومي في ربامجها واهدافها لان مصالحها الفئوية والطبقية الضيقة تفرض عليها دلك .وهي حين ترفع شعار اصلاح التعليم ترمي الى ذر الرماد في العيون ..وتلهية الشعب بشعارات الاصلاح الفارغة من كل مضمون ..و تعمل في السر لاجل افشال كل المخططات البسيطة والشعبية القادرة على النهوظ بالمدارس والجامعات الوطنية ....فتضع مقصورة التعليم في نهاية قطار مايسمى التنمية البشرية..تسبقه مقصورات االعقار والمخدرات والسياحة والجيش...والمخابرات...
في بعض البلدان المدرسة تقود المجتمع وتتقدم مخططات التغيير ..وفي اخرى يسير المجتمع بالتوازي مع المدرسة والجامعة
وفي الدول العربية يتحرك المجتمع تاركا المدرسة وراءه في مستنقعات الاوحال والامراض.والعاهات اجتماعية والنفسية .مجالا للتجارب الخارجية الفاشلة....
ويبقى فيها - اي الدول العربية - دور المدرسة والجامعة عموما مدبرا... وليس مقدرا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ


.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة




.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة


.. ما الأسباب وراء تصاعد الجدل في مصر بشأن اللاجئين السودانيين؟




.. طواقم الدفاع المدني بمدينة رفح تنتشل 7 شهداء من محيط مخازن و