الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزيرة

مزوار محمد سعيد

2013 / 10 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ينشد الفرد البشري حلما في المتناول، جعلته ظروف معينة غير ذلك، في كلّ مرة يسود صمت رهيب، لكنه ليس مهيبا لذوي الاحتواء المركز.
في كل عام تطلّ على الفرد الإنساني أيام مهمة، يرى فيها الكثير من الأعمال، من الذكريات و من البشرى بحياة أفضل، لكن السعادة هي مثل الدواء للعلل، هي مثل الأحلام في سن التعرّف على العالم، و هي التي يريدها الفرد الإنساني بشدة، مهما ذاق من الشدّة.
مكاسب الإنسان هي التي تحفزه لبذل المزيد، و إخفاقات البشريّ هي التي تدعوه للبكاء على الماضي، و بين هذا و ذاك، تقبع الحرية الفردية في القبو مع كامل رغباتها في التفجّر، و على هذا الأساس يهون كل شيء في وجه البشر، تهون الحياة، تهون السعادة و يبقى الفرد يقتات من التعاسة إلى حين آخر.
ما جدوى الحياة بلا صعاب؟ ما جدوى العيش بلا مخاوف؟ ما جدوى الهناء؟ لا بد من أحد هذه العناصر في حياة البشريّ حتى يتمكن هذا الأخير من الإقبال على الدنيا، و كم هي موجودة، منتشرة و غير قابلة للإزاحة بالسهولة التي يتمناها البشر.
من الجميل أن يتذكر الفرد الإنساني أنّ له حياة تنتظره، و من الصعب أن يقضي الفرد حياته كلها في الانتظار، لأنه أكثر من عار إن زاد الحِمل على المضبوط من المعيار، و مع هذا هناك عينات لا بأس بها من هذه النماذج، من هذه القوالب و من هذا المضمار.
في علاقة الإنسان بعالمه هو يصنع حدودا مميزة، و بها يرتقي البشر إلى مراتب صافية، أو تبدوا له كذلك، و من هذا كلّه يبقى البشر في حضرة الإنسان بلا عنوان، لأنّه يحب أن يبقى في دائرة الوجل، و يكره كل ما له علاقة بالوحل، لأنّ هذا الأخير لا يخدم سوى قطرات الماء الممزوجة به.
من السخيف أن يزيد الفرد الإنساني على فهم الفهم مفاهيم غير مفهومة، يريد بها أن يجول بجانب المنشورات اللبقة، و يساندها في سبيل ذلك بأعمدة خاصة، يساوي بها ما بين الموجود و غير الموجود، و كأنّ الوهم هو الحياة، و هذه الأخيرة لا يمكن تجاوزها مهما كانت المحاولة.
النية الحسنة غالبا ما تولـّد المشاكل إن هي لم ترفق بالمقادير الصائبة للوحدات التي تحيط بها؛ ليس من السهل أبدا أن يكون البشري ساذجا طوال حياته، و ليس من السهل أيضا أن يكون العقل تلقائيا في كل الحالات المتحولة، إنّ الأمور غالبا ما تكون ضمن إطار غير مفهوم، التواجد في محيط غير مألوف لا يكون مثلما يتصوره الفرد الإنساني الحسن النية، لذلك بقيت النية الحسنة غير كافية لتسيير الحياة.
إن لم تـُبنى الفكرة على قواعد فلسفية واضحة، فهناك أمر غير مستحب يدور حول هذا المولود الجديد، متانة حياة الأفكار من متانة بنائها، الفكرة لا تكتسب مناعة من اسمها، و إنما مناعتها من براهينها، و بالتالي تتفاعل الأمور مع كلّ الكل من أجل بيان ما تهدف إليه وفق السلاسة المطلوبة.
الناس لا ينظرون بمنظار وحيد، هذا ما لا يفهمه، أو لم يهضمه الكثيرون ممن يدعون الانفتاح، هناك فرق كبير بين الحقائق الواقعية، و ما بين الأكاذيب الوهمية، رأي الفرد مصادَر إلى إشعار غير مسمى من قِبل المتعالين من العبيد، من أجل هدف واحد هو: الاعتراف بالتقدير لجلالهم، و ما الجلال سوى لله سبحانه و تعالى.
نفخة الفرد البشري الواهم هي من أسباب الشقاق بين البشر، لا يوجد بشريّ مثالي، هذا ما تثبته الأيام في الألفية الثالثة، هناك من يصدّق بأنه مثالي، و هؤلاء مرضى على الأطباء المتخصصين النظر في شؤونهم.

" .... و هكذا ظلوا في وليمتهم طوال اليوم كله حتى غروب الشمس، لم ينقصهم شيء من عناصر الوليمة الفاخرة، و لا القيثارة الجميلة التي كان يمسك بها أبولو، و لا حتى ربات الشعر اللواتي أخذن ينشدن، مجيبات الواحدة على الأخرى بأنغام رخيمة.... "
هوميروس

عندما تـُدرك جماعة أنها تقوم على التنوع، و تطبّق هذه الرؤيا بحذافيرها، في ذلك الوقت فقط يمكن القول: أننا نعيش زمن الانفتاح، إنّ هذه الفكرة هي مشكاة نور حضاري، لكنها في الأوساط المتزمتة تتحول إلى تبرير لجرائم روحية خطيرة؛ الله يستر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة