الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غريزة الجوع لا تحتاج الى الفتوى

مسعود علي

2013 / 10 / 15
المجتمع المدني


غريزة الجوع لا تحتاج الى الفتوى
يعرف علماء النفس الغريزة بأنها ذلك الدافع الفطري للسلوك التلقائي غير الواعي لدى الكائن الحي من أجل التكيف مع البيئة المحيطة به عن طريق تلبية الحاجات الفردية لهذا الكائن سواء كانت حاجات عضوية أو وجدانية، من هنا يمكن فهم الغرائز الطبيعية على أنها المحفزات الطبيعية التي تدفع الكائن باتجاه البقاء والاستمرار في الحياة لكل جنس من هذه الأجناس على حدة، لذلك يلغي كل فتوى تسمح للجائع ان يبدا بالأكل وهذا ما حدث مع الانسان خلال العصور القديمة حتى الان اثناء تعرضه للجوع خلال الحروب لم يتوقف عند اي معتقد ديني او عاطفي بل تحول الى انسان لا واعي يبحث عن ارضاء حاجنه وتم الغاء كافة الغرائز الوجدانية ولم يقيم اثناء جوعه وزنا لقيمه الشخصية ولا للمقدسات الدينية لديه ولا للاعتبارات الاخلاقية بل تحول الى كائن يبحث عن ارضاء غريزته وخاصة عند تصادم غريزته مع غريزة الامومة او الابوة وهذا ما حدث في ريف دمشق مخيم اليرموك بعد تسعون يوما من الحصار والجوع المقصود من قبل النظام تحت سياسية الجوع او الركوع بدا الناس هنالك بتحمل الجوع خلال هذه الشهور التسعة وصل الحال بهم الى ذبح الكلاب والقطط الشاردة على نفايات والجثث المدفونة تحت الانقاض لمن لم يتمكن المنظمات الحقوقية والانسانية العالمية والمحلية والمدنية الوصول اليهم مما ادى تكاثر عدد القطط والكلاب بسبب وجود الجثث والنفايات مما ادى الى ابداع نوع جديد من الصيد لدى اهالي المخيم وريف الدمشقي صيد القطط والكلاب وتسليخها كما يسلخ الخروف من اجل انقاذ اطفالهم هنا لا يمكن ان نطلق على هذه الحادثة بغريزة الجوع فقط بل على علماء النفس اجتهاد من جديد وايجاد مصطلحات سيكولوجية جديدة بسبب اختلاطها مع غريزة الامومة والابوة والتحدي الموت والقصف وتكررت هذه الحادثة خلال التاريخ القديم في ازمنة انعدمت فيها هذه المؤسسات الدولية التي تتفرج على هذا المشهد الواقعي الوجودي بكل تفاصليه في ريف دمشق في قرن العشرين بعيدا جدا عن اخبار الكتب التاريخية القديمة التي شهدت احداث مشابهة ولم يبقى اي اثار سوى في الكتب والمتاحف القديمة مثلا في اسبانيا
الحصار الذي فرضته القوات الإسبانية عام 1491على اهالي مدينة غرناطة، حتى اضطرهم إلى أكل الكلاب والقطط،
و أكل الباريسيون عام 1590 لحم الخيل والكلاب والقطط لشدة الحصار والجوع واثناء حروب الهنود في امريكا وجد في احدى الرسائل في أرشيف العائلة لدى أحفاد بيرسي في فرجينا وتذكر الرسالة ما يلي: "بعد أن تم أكل الخيول والحيوانات الأخرى كنا سعداء لتذوق الكلاب والقطط والفئران والجرذان ...والأحذية المصنوعة من الجلود وغيرها. ولكن الجوع كان زاحفاً مصمماً وبدا للجميع أن الغاية تبرر الوسيلة والغاية هنا كانت البقاء على قيد الحياة مهما كلف الأمر، حيث قمنا بنبش الجثث من القبور وأكلها حتى أن البعض منا أصبح يمص دماء رفاقه". وحتى ربيع عام 1610 نجا 60 شخصاً فقط من إجمالي يتراوح بين 300-900 شخص وفقاً لمصادر مختلفة من المستعمرين.
و مخيم يرموك يحتوي اليوم على 100 الف مدني محاصر ويعاني من الجوع ربما نشهد في الايام القادمة اخبار عن اكل الجثث البشر ومص الدماء اذا وقف المجتمع الدولي صامتا وعاجزا عن تقديم اي مساعدة وفك الحصار على المخيم عليه التحرك السريع قبل ان يسجل التاريخ الكلمات التالية: كان 100 الف مدني موجودا في المخيم ولكن بسبب الحصار بقي الف شخص او أقل .
لا اريد ان يرى الاجيال القادمة هذه الكلمات الاخيرة في الكتب التاريخية لسوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم


.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #




.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا