الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد في الإسلام

كايد عواملة

2013 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منع.. قمع.. سجن.. مظاهرات.. قتل.. حرق.. تهديد بالقتل..

هذه بعض المظاهر التي ما زالت حية في القرن الواحد والعشرين والتي تمارس على اختلاف بالرأي والمعتقد وحتى على فكرة!

ذكر التراث الإسلامي لنا مشاهد من نقاشات إلحادية – إسلامية، ومنها ما ذكره المتقي المكي في مناقب أبي حنيفة عن مناظرة جرت بين جماعة من الملحدين والإمام أبي حنيفة إذ قال لهم:

"ما تقولون في رجل يقول لكم: إني رأيت سفينة مشحونة بالأحمال، مملوءة بالأمتعة وقد احتوشتها في لجة البحر أمواج متلاطمة، ورياح مختلفة، وهي من بينها تجري مستوية ليس فيها ملاح يجريها ويقودها ويسوقها، ولا متعهد يدفعها، هل يجوز ذلك في العقل؟

فقالوا: لا. هذا لا يقبله العقل، ولا يجيزه الوهم.

فقال لهم أبو حنيفة: فيا سبحان الله! إذا لم يجز في العقل وجود سفينة تجري مستوية من غير متعهد، فكيف يجوز قيام الدنيا على اختلاف أحوالها وتغير أمورها، وسعة أطرافها، وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ ومحدث لها!"

وهناك قصة أخرى يتم تداولها بكثرة في النقاشات الإلحادي- الإسلامية:

"أن جماعة من الملحدين طلبوا من أبي جعفر أن يتخير لهم من يناظرهم ووقع الاختيار بالطبع على أبي حنيفة، وقيل للناس هل أنتم مجتمعون، وعلى ذلك الشاطئ اللاهب وصل المتحاورون وجلس الخليفة في مجلسه ولكن أبا حنيفة لم يحضر ذلك الحوار في الموعد المحدد! وطال انتظار القوم وبدأ الغمز والهمز واللمز، وقال بعضهم لبعض لو كان لديه حجة أو برهان لما تخلف عن تقديمها، وأحرج الخليفة الذي لم يكن يتوقع أن يتخلف أبو حنيفة عن أداء واجب كهذا، وقبيل الغروب يطل ابو حنيفة وتنهال عليه الأسئلة في سبب تأخره ويختار أن يجيب على الفور بأنه كان في الضفة الأخرى من دجلة ولم يجد مركباً يحمله إلى مجلس القوم، وقال: لقد انتطرت طويلاً ولم أحصل على مركب، ولكن كيف وصلت؟ يسأله الناس! قال أبو حنيفة بينما أنا في انتظاري إذ نزلت خشبة من السماء وصادفت خشبة في النهر وحضرت مطرقة ومسامير ودسراً وضرب بعضها ببعض، ونزل من السماء طلاء وزيت وفرش واصطف كل في مكانه واكتمل مشهد قارب جاهز تقدم إلي فركيته ووصلت إلى موعدكم هذا متأخراً!!‏

قال القوم: يا أبا جعفر إن رسولك الذي اخترته لنا لمجنون!‏

كان جواب ابي حنيفة بسيطاً وقوياً: كيف تنكرون ضنع قارب بدون صانع؟ ثم تقبلون أن تكون سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج من صنع العبث والوهم والمصادفة؟‏ وتفوق أبو حنيفة بالنقاش..."

لن أخوض بحجج أبي حنيفة هنا، فما يهمني هو ذلك المشهد الذي يخفى على الكثيرين في هذه القصص وهو برأيي أهم ما فيها، وهو مشهد يصور المناظرات الإلحادية- الإسلامية وقد كانت تقام على العلن وبحضور الخليفة في زمن كانت الدولة الإسلامية في أوج قوتها..

المناظرات والنقاشات الإلحادية - الإسلامية كانت قبل ألف عام تتم دون قمع.. دون شتائم.. دون قتل.. دون اضطهاد..الملحد لا يخفي إلحاده والمسلم يصلي في الجامع.. ويعيشان معاً.. وكل منهما يؤلف كتباً بوجهة نظره.

من المثير للإنتباه أن كثير من الانجازات العلمية والترجمات المهمة والفنون في الدولة العربية الإسلامية تعود لتلك الفترة.. عندما كانت الدولة الإسلامية علمانية.

الفيلم.. بالفيلم
والرسم.. بالرسم
والقصيدة.. بالقصيدة
والكتاب.. بالكتاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تصدق هذا الكلام !
محمد بن عبدالله ( 2013 / 10 / 16 - 01:14 )
المناظرات والنقاشات الإلحادية - الإسلامية كانت قبل ألف عام تتم دون قمع.. دون شتائم.. دون قتل.. دون اضطهاد
!!!




هذا إذا صدقنا ما أورده المؤمنون من حكايات غير حقيقية اعتمدت عليها في مقالك ولم تحدث في الواقع يا أستاذ كايد فمصير من كان يتهم بالالحاد أو الزندقة في تلك العصور لا يخفى على أحد


2 - المسكوت عنه
سلوم السعدي ( 2013 / 10 / 16 - 11:05 )
ان الفكر الالحادي موجود على مر التاريخ ولا يقتصر زمن الدوله الاسلاميه
لكن على ما اضن انه ليس بشكل مباح و من الممكن ان نسميه المسكوت عنه
من جانب اخر ان القصص التي ذكرتها في مقالك ليس الا ان تكون دعايه كما نسميها اليوم
او ان تكون التلويح بالعصى
تحيه للجميع


3 - شكرا للأخ محمد بن عبد الله مع التحية
عادل البحراني ( 2013 / 10 / 16 - 11:58 )
الأخ محمد بن عبد الله وبالمختصر المفيد قد فند ما ورد في المقالة بشكل صحيح ومن دون توسع أو اطالة وأنا أثني على ما ذكره


4 - كلام غريب
نيسان سمو ( 2013 / 10 / 16 - 14:33 )
انه فعلا كلام فيه الغرابة لأنهم لم يكن يعلموا حتى ما معنى الإلحاد بالمناسبة هي كلمة لا وجود لها ........ومع هذا ما تقصد يا أخي الكريم من كلامك الغريب هذا ؟ لا يهم الخلوية التاريخية ولكن ألذي يهم هو الآن وكيف تطور ذلك الإنسان الملحد وكيف عاد للوراء ووووو يعني الشغلة فيها غرابة سقوط الشعر حتى قبل ان تسمع أو ترى ...تحية


5 - كاتب المقال يجهل تاريخ الإسلام !
صلاح يوسف ( 2013 / 10 / 16 - 15:03 )
تمتع المسلمون بنوع من الحرية الفكرية زمن المأمون العباسي الذي اعتنق مذهب المعتزلة الذي يقول بالانحياز إلى حكم العقل إذا تعارض مع حكم النص .. ولكن هل تلك الفترة القصيرة تصلح للقياس على التاريخ الإسلامي كله ؟؟ لا يا عزيزي الكاتب، ففيم قتل عبدالله بن المقفع والشاعر بشار بن برد ؟ وفيم تم تكفير المعتزلة وإعدام بعضهم وإحراق مؤلفاتهم، فما وصلنا من فكر المعتزلة هو تلك الرويات الشوهاء التي كتبها المجرمون، ولكن أين هي فلسفتهم وعلومهم وآدابهم ؟ جميع علماء الدولة العباسية أمثال أبو بكر الرازي وجابر بن حيان والحسن بن الهيثم والبيروني وأبو العلاء المعري وأبو حيان التوحيدي وابن الرواندي والشعرات غيرهم - كانوا لا دينيين أو ملاحدة وقد اضهدوا وعذبوا وتم نفيهم عن أوطانهم. لم يصلنا من تراثهم العريق شيء يذكر.. هذا هو التاريخ الإسلامي !!!


6 - الشيطان ليس ملحدا
Amir Baky ( 2013 / 10 / 16 - 18:46 )
لو المتدينون يتباهون بأنهم يؤمنون بالله فالشيطان أيضا هو أفضل مؤمن بالله. يا عالم المشكلة ليس فى الإيمان بوجود الله أم لا. المشكلة إرهاب البشر بحد الردة و تهديد الناس فى أفكارهم. بل و تمرير تعاليم ليست إنسانية و بدائية على إنها تعاليم ربانية ورفض من يعترض على هذا العبث


7 - -
صافي عرنوس ( 2013 / 10 / 19 - 15:42 )
اعتقد أنَّ الدولة العثمانية هي اكثر حكم اسلامي قمعي وديكتاتوري حكم العرب وهي سبب اساسي للتخلّف و القمع الذي تعيشه شعوب بلداننا العربيّة و الاسلاميّة بدليل أنَّ الدول العربيّة التي استعمرها الغربيون كفرنسا و بريطانيا لا زالت دولاً علمانية وشعبها اكثر انفتاحاً من الدول التي لم تحكم من قبلهم كالصومال و دول الخليج العربي
واعتقد مع احترامي لك أنَّ الحريّة بالمناظرة مع الملحدين مبالغ بها كثيراً حتّى بجميع مراحل الحكم الاسلامي للوطن العربي و شرق اسيا و اوروبا

اخر الافلام

.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه


.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك




.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟


.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع




.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل