الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشبة صفراء

محمد صالح

2013 / 10 / 16
الادب والفن


لم يكن بيني وبين حافة النهر سوى بضع خطوات حين غربت الشمس تماماً، وبدا الشفق يتموج على جسد الماء وسط الظلمة، شعرت بحركة ما في النهر، استطعت أن اتبينها مع استمرار خطواتي، تحت ضوء قمر يتوسد السماء بخجل وراء أشرطة الغمام الأسود، شعرت بالفزع حين رأيت أياديَ وأرجلاً تمتد من النهر وهي تفرد أصابعها، كانت حمراء .. او تهيأ لي ذلك، فزعت أكثر عندما دوى صراخ قادم من النهر .. وخرجت الأيادي والأرجل، بإتجاهي .

كانت فرادى .. وتقطر دماً غطاها تماما .. ضجت الضفاف بصراخها .. هربت ، وكانت تلاحقني .. تعثرت وسقطت على العشب المتيبس .. استدرت بجسدي ، واستطعت مع تشوش نظري ودوار رأسي أن اتبين تجمع الأيادي والأرجل حولي، وهي تقطر دماً .. تحدق في بلاعيونها ..
ظننت أنها نهاية درامية لي، كإنني في فيلم رعب تجاري أبطاله مصاصو دماء وجدوا أن دمي الفاني صالح لخلودهم .. مع فارق أن أبطال فيلم نهايتي بقايا أجساد .. تصدر أصواتا هادرة من اللاحناجر وتظهر أنيابها من اللاأفواه .. شعرت بلهاثها المسعور يأتيني من لا أنوفها وهي تقترب أكثر، لتلتهمني .. أغمضت عيني هلعا، وأنا أطلق صرخة جنونية هزت جسدي .

فتحت عيني، وأنفاسي تلهث وصراخي يدوي في رأسي .. واجهني السقف الشاحب فوقي، وببطء تحسست أصابعي فراشي .. تحولت بنظري يمينا ويسارا مذهولا .. وجدت الحيطان المعتادة والثاث و.. كذلك النافذة الوحيدة في الغرفة، والمتوارية وراء الستائر.
تركت السرير بتثاقل، نحو الحمام . كنت بحاجة ماسة لاغتسل من التعرق . ومع انسياب الماء على وجهي شعرت بانتعاش الظمآن بعد شدة عطش .
وحين نظرت الى وجهي في المرآة، لمحت شيئا يتدلى من شعر رأسي . مددت يدي اليه، كان عشبة صفراء تلطخ جزء منها بدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة