الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!

سامر عبد الحميد

2005 / 5 / 29
المجتمع المدني


جميع المصادر التي تنقل عادة أخبار اعتصامات المعارضة السورية،لاتتطرق بتاتاً إلى الحديث عن "الوسط"المحيط بتلك الاعتصامات.ولا عن ردود أفعال الشارع العادي حين يشاهد الناس هذا العدد من المعتصمين،يحيط بهم في الغالب عدد أكبر من رجال الأمن.
فعلى سبيل المثال،فإن أكثر الاعتصامات تقع أمام مبنى محكمة"أمن الدولة"،الذي لايبعد سوى أمتار قليلة عن"السبع بحرات"وعن"الصالحية"حيث تكون حركة الناس والسيارات في أوجها طوال اليوم.
شاهد عيان نقل لي بأن بعض المارة كانوا يلقون نظرة خاطفة على هذا الحشد،ثم يتابعون سيرهم دون اكتراث وكأنهم معتادون على هذه المشاهد منذ أن ولدتهم أمهاتهم!!.
البعض الآخر كان وبدافع الحشرية يحاول أن يستفهم عن سبب هذا التجمهر،لكنه في الغالب لايتلقى سوى بعض الهمهمات.عندها بنظر إلى لافتة أو اثنتين مما يحمله بعض المعتصمين،فيقرأ بسرعة"لا لقوانين الطوارئ"أو"الحرية لمعتقلي الرأي"،ثم يتابع سيره وهو يشيح بوجهه متقززاً وكأنما شم رائحة فساء!!.
الاعتصام الأخير لناشطي المعارضة وحقوق الانسان وأهالي معتقلي منتدى"الأتاسي"،والذي تم بجوار حديقة"السبكي"،لم يشهد أية ردود أفعال مختلفة من المواطنين والمارة.
النظرات الزائغة ذاتها،عدم الاكتراث ذاته.
الغريب أن بعضاً من المشاركين بالاعتصام كان يراودهم إحساس ما،بأن هؤلاء المواطنين يكنون لهم حقداً دفيناً،وكرهاً يكاد يرتسم على الوجوه،دون أن يجد هؤلاء المعتصمون تفسيراً لاحساسهم الغريب هذا!!!!.
وحين كان أفراد الأمن ينهالون ضرباً بالهراوات على أجسادهم،كما يحدث في الغالب،كنت تشاهد عدداً قليلاً من الناس تجبر نفسها على الوقوف لتتفرج بحيادية وكأنها تشاهد نشرة أخبار.وقد أقسم لي أحد الناشطين المعروفين،بأنه شاهد البعض منهم يتثاءبون مللاً،بينما تنهال الهراوات والعصي على أجساد المتظاهرين،كما حدث أمام القصر العدلي في آذار الماضي!.
لو لم تسير السلطة بلطجيتها من اتحاد الطلبة والبعثيين أثناء اعتصام"قصر العدل".ولو لم تدفعهم لضرب المعتصمين،لتكفل المواطنون والمارة بعمل اللازم لهم!!.هذه قناعتي.

.......................................
حدثني صديق لي كان مطلوباً بتهمة الانتماء إلى أحد الأحزاب اليسارية،عن كيفية اعتقاله في نهاية الثمانينات فقال:
طلب مني رجال الأمن التوقف،لكني لم أمتثل ولذت بالفرار.عندها أطلق علي أحدهم طلقة من مسدسه فأصابت أحد المارة في ساقه.فاضطررت للتوقف.
حملتنا السيارة أنا والمصاب،لكن الغريب أنه طوال الطريق إلى المشفى لم يكفّ ذلك المواطن المصاب في ساقه عن توجيه الضربات والصفعات لي صائحاً:كله منك يابن الحرام.ياعدو الدولة!!.
قال الصديق:لم أنل من المخابرات أثناء التحقيق من الضرب،مانلته على يد هذا المواطن الطيب المسكين!!.

.....................................
في فترة"المراهقة"،كنت أعتقد بأن شعبنا يستحق حياة أفضل.وبسبب قناعتي هذه أعتقلت لمدة تقارب العشر سنوات.
حين خرجت من المعتقل في بداية التسعينات،زحفت الجماهير الشعبية في بلدتي لتهنئني على الخروج بالسلامة.قلت في نفسي:"ماأعظم هذا الشعب.فعلاً يستحق التضحية!".وفرحت.
لم تدم فرحتي طويلاً.إذ اكتشف بأن هؤلاء ماأتوا إلا ليتأكدوا من أني قد فهمت الدرس جيداً،وبأنني قد كبرت وعقلت.وبأنني لن أعود إلى مثل تلك"الولدنات"مرة ثانية!.
وإلى اليوم وحين أشكو فقري وبطالتي وجوع أسرتي بسبب حرماني من حقوقي المدنية،يسارع الناس إلى القول بشماتة:
تستحق مايجري لك.فأنت هدمت مستقبلك بيدك!.

............................
لايختلف حال الشعب السوري عن حال بقية الشعوب العربية.
فالأموات تتشابه.
كيف وصلت هذه الشعوب إلى ماهي عليه الآن؟!.
حلل واستنتج عزيزي القارئ!.
قال الشاعر:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة.....
نقول:إذا أراد....!
هل نستنتج من كلامك أخي الفاضل،أن تكف المعارضات العربية عن الوقوف بوجه أنظمتها.لأن الشعب لايريد حياة أفضل؟.
وهل هذا يعني بأن الأنظمة العربية الحالية أحسن من شعوبها؟!

بالتأكيد....بالتأكيد....

"...وظل يعيدها حتى ظننا بأنه لن يتوقف....".

...................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين