الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والأخلاق: النظام

كمال الدين

2013 / 10 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في النشأ على وجود قوة عظمى، تتدخل، أو سوف تتدخل لردع الظالم أو الجائر أو المستبد. هذه النشأة، التي في ذاتها تجل وتبجل تلك القوة العظمى التي لا تقهر بأي شيء ومهما كانت الظروف، تكون مهيأة نفسيا لتقبل وجود قوة أخرى. هذه القوة الأخرى، التي تتخذ من الأرض جبروتا لها، كقوات الجيش أو الشرطة، تقوم بصورة جزئية بنفس الوظيفة التي تقوم بها القوة العظمى: وهي ردع الظلم، كما تستقر الفكرة في الرؤوس، والجور والاستبداد، رغم تشككي في وجود ميمة مسؤولة عن هذه الأخيرة. إذن، يكون تقبل الناس للوجود الفعلي للجيش والشرطة، بفهومهما العام، موجودا بل جاهزا مُعَد مسبقا. ونجد أنفسنا على أعتاب سؤال ليس هينا: من يشكل الآخر، إذن؟

لا شك في أن وجود الله، القوة العظمى، تُسأل عنها النشأة الدينية. فوجود الله، من دون الربوبية، يغذيه الدين الألوهي، كالإسلام والمسيحية واليهودية وديانات الهند، باستثناء البوذية. فالدين إذن يشكل وجود القوة العظمى والإقرار بها في النفس البشرية. وقد تتولى الأخلاق مهمة المحافظة على مثل هذا التشكيل الذي يصب في مصلحة الحفاظ، كذلك، على منظومتين كالجيش والشرطة من الوجهة النفسية قبل كل شيء. والدليل، إنكار وجود الله يُقابَل بنفس ردة الفعل في حال إنكار دور أو مهام المنظومتين، أو إحداهما، أو دحض وجودهما كليا...

ومن هنا ننطلق، ويمكننا أن نذهب إلى أن الدين والأخلاق يتم تشكيلهما من قبل شيء ما ليقوما بخدمته، عن طريق تهيئة النفوس لتقبل وجود هذا الشيء الذي سوف نسميه النظام. النظام إذن، يعمل على تطوير الدين والأخلاق على مر العصور لكي يتلاءما مع ما يذهب إليه ويقصده. والأدلة التاريخية حافلة بتغير بعض المقومات الدينية أو الأخلاقية، بل الاستبعاد الكامل لبعض الأركان الدينية والمبادئ الأخلاقية، وكمثال: تعرضت المرأة لتغير جذري في العصر الذي ساد فيه العلم، أي العصر الحديث، من حيث موقف الدين والأخلاق منها. ويأخذنا كل هذا إلى طريق يعيد النظر في هذا النظام. هذا النظام الذي تعمل كل الميمات، إلا ما ندر، على الحفاظ على بقائه، كما يعمل هو لتعزيز بقائه دون مراعاة لجنس أو لعرق أو لدين أو لأي شيء مهما كان.

إذن علينا البدأ في البحث عن ماهية هذا النظام، إن وجدت. فإذا صح ما تقدم يكون كل البحوثات السابقة في الدين والأخلاق محض عبث. ولا شك أن فرضية مثل هذه عسيرة على التقويض، وليست هنالك كثير من الأدلة أو الدلائل لدحضها أو الإقرار بها. والطريق الذي يجب عليّ أن أسلكه للتأكد من صحة هذه الفرضية أو خطأها طويل، لأن طريق ميتافيزيقي شاق، أستبعد منه المنطق برمته. واللامنطق يشع بالفوضى والتداخل، لكن الفوضى العارمة تلك لا تعني الخطأ، بل إنها فقط لا تخضع للأسس المنطقية التي وضعها الفلاسفة وعلماء المنطق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو