الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتراحات تعاونية لمشاكل واقعية

سامح سعيد عبود

2013 / 10 / 17
المجتمع المدني



يغامر عشرات الألوف من شباب العاطلين المصريين سنويا ببيع بعض ممتلكاتهم أو ممتلكات ذويهم الصغيرة ليدفعوها لعصابات الهجرة السرية لأوروبا حيث يتعرض هؤلاء الشباب إما إلى الموت فى عرض البحر أو الترحيل من على الشواطىء الأوروبية، فهل يمكنا أن نساعد من يفكر من هؤلاء الشباب بتلك المغامرة بتنظيمهم فى جمعيات تعاونية إنتاجية يستثمرون فيها نقودهم القليلة ومهاراتهم المختلفة ، ويضمنون عمل حر فى بلادهم بدلا من تلك المغامرة غير المأمونة.
يدفع أولياء الأمور المصريون حوالى 17مليار جنية سنويا على الدروس الخصوصية غير المصاريف الدراسية و فى نفس الوقت لا يتلقى أولادهم تعليما جيدا ،كما أن المدرسين أنفسهم يطحنون فى تلك العملية بعد اليوم الدراسى الرسمى الذى يحصلون مقابله على مرتبات متدنية فهل يمكن قيادة تنظيم مدراس تعاونية يساهم فيها أولياء الأمور و المدرسين ليضمن أولياء الأمور خدمة تعليمية جيدة ورخيصة لأولادهم ويضمن المدرسين عبرها فرص عمل مجزية ومريحة فى نفس الوقت.
تعمل غالبية قوة العمل المصرية باليومية فى القطاع غير المنظم من الاقتصاد فى الزراعة والبناء وتجارة الشوارع والمنشئات الصغيرة،،يعيشون يوما بيوم و لن ينفع معهم حد أدنى أو أقصى للأجور، وهم معرضون لاستغلال مقاولى الأنفار والتجار وأصحاب المحلات وهم محرمون تماما من أى شكل من أشكال الضمان الاجتماعى، وتشتريهم القوى السياسية بالاحسانات، وهؤلاء يمكن تنظيمهم فى عشرات الأشكال من التعاونيات الإنتاجية كتعاونيات اليد العاملة التى تحميهم من مقاولى الأنفار وبلطجية الشوارع.
يتعرض حوالى 3 مليون من الباعة الجائلين لعمليات بلطجة سواء من قبل رجال الإدارة الحكومية أو من البلطجية العاديين فضلا عن استغلالهم من تجار الجملة فهل يمكن مساعدتهم فى تنظيم أنفسهم فى مواجهة كل تلك الأطراف التى تستغلهم بتنظيمهم تعاونيا ونقابيا.
تنتشر الأمية بكافة أشكالها فى أوساط الأطفال والصبية فهل يمكن تنظيم جمعيات أهلية لتبنى محو أمية هؤلاء وتعليمهم حرف بسيطة وتنظيمهم نعاونيا فى أعمال إنتاجية وخدمية تحميهم من استغلال أصحاب العمل الذين يستغلون جهلهم وصغر سنهم وحاجتهم.
يدبر الملايين من المصريين حاجتهم المختلفة عبر ما يعرف بالجمعيات التى يسددون أقساطها الشهرية ويقبض قيمتها أحد المشتركين شهريا بين الجيران والأقارب وزملاء العمل و هى فكرة طبيعية بدائية تحتاج لتطوير لتحويلها لصناديق تضامن ذات طبيعة دائمة بين هؤلاء.
الحقيقة إنه لا توجد مشكلة تمويل حقيقية للعمل التعاونى فى ضوء حقيقة الأرقام المهولة التى ينفقها فقراء ومتوسطى الحال من المصريين على المخدرات والمكيفات وتغيير الموبلايات والرنات والعمرة والحج والتسالى والدروس الخصوصية والسحر والشعوذة والانفاق الاستهلاكى السفيه.. كل تلك الأموال يمكن تجميعها وضخها فى استثمارات تعاونية متنوعة وهذا يحتاج أن تتحول الكتلة الواعية من المواطنين من المجال السياسى المنحط والعقيم إلى المجال الاجتماعى والاقتصادى والثقافى التعاونى..لكن المظاهرات والهتافات والوقفات و الحنجورية أسهل وأحلى طبعا ونضفى بطولة على من يمارسها، ولأن عبادة الدولة والسلطة وانتظار المن والسلوى منها أريح فستظل المشاكل قائمة والزار السياسى منصوب، لكن يظل الأمل فى من يكفرون بتلك اللعبة.
بالطبع أن هذه المقترحات لا تغطى كل المشاكل الاجتماعية التى يمكن أن نتصدى لها، ولكن المهم هو المنهج نفسه الكامن وراء تلك المقترحات الذى يتجاوز الاعتماد على دولة الرعاية التى اصبحت غير راغبة فى الحل أو عاجزة عنه ، كما تتجاوز نظرية الخدمة التبشيرية لشراء ولاء الناس ذات الطبيعة السلطوية التى لا تخفى على أحد، فالمطلوب هو مساعدة الناس فى تنظيم أنفسهم و حل مشكلاتهم بأنفسهم مع ما هو ضرورى من الإرشاد والمبادرة والمساعدة منا، وهو الأمر المطروح نظريا فى المقال المنوه عنه عاليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال


.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في


.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت




.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي