الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء

مفيد بدر عبدالله

2013 / 10 / 17
المجتمع المدني



عندما يقلب أحدنا ( البوم ) صوره يتمالكه هاجس غريب وكأنه يحيى اللحظات التي انقضت من سنين طويلة فيستذكر طفولته وصباه وأجمل الصور هي ذات اللونين الأبيض والأسود فمن يتأملها يجدها توثق الماضي الابعد بحلوه ومره ولا يخلو إي ( البوم ) من الحدثين المهمين ( التخرج والزواج ) وهذان الحدثان يوثقان عند الكثيرين بعشرات الصور كونهما منعطفان كبيران في حياة إي إنسان ، فالزواج بداية لحياة جميله وما يثمر عنها من أطفال ليزيدوا الأيام حلاوة ويكونوا الأمل والغاية والتخرج هو نهاية حياة جميله تنسمنا منها عبير الصداقة والتي وصلت حد الاخوة بعطائها الصادق فكم هو رائع ان يزيل الصديق عن صديقه الهموم ويذرف كلاهما الدموع في لحظة الوداع ( لحظة التخرج ) باتجاه المجهول ففي كل الدنيا لحظة التخرج اشبه بالعرس وعندنا ماساة تبدأ معها معضلة البحث عن التعين والذي أصبح حلما وثامن عجائب الدنيا السبعة لبعض الاختصاصات فأصبح أمرا معتادا جدا أن يتقدم ثلاث أو أربعة آلاف شخص لبضع درجات وظيفية وهذه الإعداد تعزز بآلاف أخرى من الخريجين دو تخطيط مسبق وبالتالي تزيد الطين بللا وعندما تطرح القضية على سادتنا المسوولين يكون الجواب سنقضي على البطالة ، وجوابهم هذا يثير السوال المحير ( متى وكيف ) وما نشاهده على ارض الواقع هو غزو العمالة الرخيصة للبلاد وحتى الشركات الاستثماريه الوافده والتي تحتاج إلى كادر حاصل على شهادات معينه أجورها متواضعة إذا ما قورنت بأجور بلدان العالم والعدد الذي تستقطبه لايمثل نسبه من الكم الهائل من العاطلين والذين بدا البعض منهم يعمل بأي عمل وبأي اجر .ان إطلاق الدرجات الوظيفية بأعداد تفوق حاجة الدوائر وما سينتج عنها بطالة مقنعه لا يمثل حلا للمشكلة بل إن الحل يكمن بالتوسع بالمشاريع الانتاجيه التي تلبي حاجة السوق المحلية لخلق كم كبير من فرص العمل المثمرة في الصناعة والتجارة والزراعة وباقي القطاعات الاخرى.ان تاريخ الخرجين والكفاءات العلمية في عراقنا مليء بالأسى والآهات تبدأ من ثمانينيات القرن الماضي ليكون التخرج أتعس الأيام ويتلقى الخريج عبارات المواساة باستلامه لوثيقة التخرج بيد وكتاب السوق للتجنيد بالأخرى ويدخل في النفق المظلم والذي أن خرج منه يجد نفسه في حصار التسعينيات اللعين الذي اضطر الكثير ممن تعينوا لترك دوائرهم و يتجهوا للأسواق ومنهم أساتذة جامعات وهم غير ملامين فلا شيء أهم وأقدس من حق الإنسان في الحياة والتي لا تدوم دون الخبز والذي شح كثيرا في بلد يسبح على بحر من البترول والكثير من أحبتنا ممن امتلكوا الكفاءات الكبيرة والنادرة هجرونا مرغمين ليضيئوا قناديلا يهتدي بها في بلدان أخرى وأصبحت لهم بصمات واضحة جدا في كثير هذه البلدان ومن تبقى منهم واتاه الفرج بعد المشيب من الصابرين دفع ضريبة كبيرة من القلق والخوف فالعصابات الاجراميه التي استهدفت الكفاءات العلمية والتي حصدت ما حصدت منهم فهي تومن بان لا يستحق الحياة من يحمل أعلى من شهادة البكلوريوس .
ان ما شهده العراق من تقلبات واقتصاديه في السنوات الاخيرة جعل من الظروف ( القسمة والنصيب ) تلعب الدور الأكبر في مستقبل الإفراد ففي سنين الحصار العجاف ما تقاضاه اغلب الموظفين لا يتعدى خمسة او ستة دولارات شهريا لدرجه أن اصبح اجرهم محطة لسخرية البعض واليوم اصبح من المحسودين ، ففي بلدنا التخطيط والعمل الجاد غير كافي لانه مرتبط بالاستقرار السياسي والاقتصادي.ما نتمناه أن يساهم كل أبناء هذا البلد في بنائه وحملة الشهادات قبل غيرهم وان نضع نصب أعيينا الكم الهائل من الحيف الذي وقع عليهم لننعم بغد كان حلما من عشرات السنين وان لا يشعر أيا منهم بان تعب السنين لم يجن منه سوى الثمار الجوفاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو