الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي بين الانحسار والانتشار

حزب الكادحين في تونس

2013 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بصعود الإسلام السياسي في أجزاء من الوطن العربي إلى سدة السلطة تحت وصاية القوى الامبريالية الراعية للتحولات في المنطقة وغيرها من مناطق التوتر في العالم بعد ان كانت ولا زالت هي الطرف المساهم رئيسيا في بعث هذه الجماعات كأذرع سياسية وعسكرية توظفها في حل خلافاتها وتناقضاتها مع أعدائها وأساسا مع حركات التحرر الوطني الديمقراطي التي تكافح من اجل الحرية والكرامة الوطنية ذهب إلى اعتقاد البعض منها انه بإمكانها التفرّد باتخاذ القرارات لوحدها وهو ما جعلها تدخل في صراعات مع بعضها البعض ومع الدوائر الأجنبية والإقليمية المتحكمة أيضا .
عندما صعدت حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية التي أشرفت عليها الأمم المتحدة كخطوة لإظهار اعتدال الحركات الإسلامية وإدماجها في سيرورة التأهيل السياسي وامتصاص غضب فئات كثيرة تناصب الامبريالية العداء وفي إطار انفتاح القوى الامبريالية على المشروع الديني في المنطقة وإضعاف البديل الثوري، تصرفت كثير من التيارات الإسلامية في الوطن العربي وخارجه مع الأمر باعتباره انتصارا لمشاريعها وراحت تكثف دعايتها لبديل إسلامي وصل حد الحلم بتحقيق دولة الخلافة بطرق سلمية متكئا على تمويل من الرجعية الخليجية وإسناد من السلطة التركية ولكن العلاقة مع الأجنحة المتطرفة في الحركة الإسلامية العالمية ظلت قائمة وان شابتها بعض الخلافات الداخلية الظرفية المحكومة بقراءات مختلفة صلب مراكز القرار الدولي وفق تكتيكات ظرفية تقتضيها هذه الفترة او تلك من إدارة الشأن العالمي وترتيباته المتشعبة .
لقد انخرط الإخوان المسلمون في كل من تونس ومصر و غيرهما من الأقطار العربية في هذا التكتيك في حين اتجهت تيارات أخرى إلى اعتماد نهج التصلّب وخاصة في البلدان التي ليست للولايات المتحدة الأمريكية سيطرة واضحة عليها مثل ليبيا وسوريا والجزائر سابقا دون ان يحدث انفصال او قطيعة بين التيارين، ولما انفجرت الانتفاضات في اجزاء من الوطن العربي ركبت التيارات الدينية الموجة وفق خصوصيات كل قطر والنظام السائد فيه واضعة نفسها في خدمة المشروع الاستعماري لاعادة تشكيل المنطقة وسارعت الى تقديم الطاعة والولاء مقابل الدعم والتوجيه وضمنت القوى الاستعمارية بذلك نفوذها الذي اصابه الوهن جراء الانتفاضات الشعبية فأعادت ترتيب الاوضاع داخل هذه البلدان بما يقتضيه الامر سواء عن طريق الانتخابات واكذوبة التداول السلمي والديموقراطي على السلطة وهو ما حدث في كل من تونس ومصر اوبقوة السلاح وليبيا خير دليل على ذلك وما يجري الان في سورية لا يخرج عن هذا النسق .
الاّ أنّ الرياح لا تجري دائما كما يشتهي ربّان السفينة خاصة اذا كانت السفينة ليست ملكا نهائيا لطرف واحد بل موضوع نزاع مع اطراف اخرى تمنّي نفسها بقيادتها والاستحواذ على بعض محتوياتها وبذلك حدث بعض الارتباك في سياسة الاخوان المسلمين وان ظلت عروتهم الوثقى مشدودة باكثر من خيط الى هذا او ذاك من مراكز النفوذ و ذلك في علاقة بالرجعيات الاقليمية والعالمية .


صدر بجريدة طريق الثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسة عار على أى دين
Amir Baky ( 2013 / 10 / 18 - 05:19 )
وصل بنا التحدث عن الإسلام على أنه حركة سياسية و ليس دين بكل سهولة و يسر. نحلل التعاون الخفى و الظاهرى بين الدول الإمبريالية وبين حكام هذه الحركة السياسية. من حق أى إنسان نقد الحركات السياسية

اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_