الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الشاعر والناقد والمناضل اليساري العراقي الراحل ضياء مجيد السامرائي

حسين الهنداوي

2013 / 10 / 18
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



الشاعر والناقد والمناضل اليساري العراقي الراحل ضياء مجيد لطيف السامرائي، ولد في سامراء عام 1955 وتوفي اثر مرض عضال في حزيران 1994 في روما حيث ووري الثرى. اكمل الشاعر الراحل دراسته الاعدادية في مسقط رأسه سامراء قبل ان ينتقل الى بغداد بين 1971 و 1972 حيث اكمل دراسته الاكاديمية ثم الى ناحية الجبايش في جنوب العراق حيث عمل موظفاً صحياً لعدة سنوات وفيها بدأ نشاطه اليساري المعارض الذي رفده في السنوات التالية من بغداد بنشر كتابات عرضته الى مضايقات الاجهزة القمعية البعثية ما اضطره الى التخفي ثم السفر في 1978 إلى العاصمة الايطالية حيث رفض الاغراءات البعثية واشتغل كادحا في المزارع ومارس العمل اليدوي لتوفير لقمة العيش بكفاف فيما راح صوته الشعري يؤكد تميزه الحداثي عبر سلسلة من القصائد والمقالات النقدية الادبية والسياسية تحمل توجها فكريا تروتسكيا وميلاً صريحا للتجربة النضالية للقيادة المركزية كحركة سياسية ماركسية عراقية.

عمل في الصحافة العربية، وترجم الكثير من الشعر الايطالي لا سيما (رماد غرامشي) لبازوليني، وقصائد كثيرة للشاعر(سيزار بافيز). تعاون بنشاط مع مجلة «اصوات»، اهم مجلة ثقافية عراقية في المنفى خلال الحقبة البعثية السوداء، ونشر فيها العديد من نصوصه كما زار لندن في نهاية الثمانينات حيث التقيته فيها مرارا وكان بضيافة استاذه في الثانوية الكاتب والمترجم العراقي سعدي عبد اللطيف. له مجموعة شعرية مخطوطة بعنوان « صراع» وكثير من نصوص اخرى منشورة وغير منشورة ضاع معظمها بعد وفاته فيما ذكرت ابنة اخيه الشاعرة هند يوسف مجيد السامرائي ان قصائد مختارة له مكتوبة بين 1974 و 1975، نشرت في كتاب بعنوان (تأملات في ذات مستفيضة) ظهر مؤخرا.


يقول عنه برهان الشاوي الذي كان صديقه واهم من كتب عنه:
"تعرفت على ضياء في بداية السبعينات، حينما جئت بغداد من مدينتي الكوت لكي أواصل دراستي فيها، عن طريق زميل كان يدرس معي، اسمه كما اذكر(معين) الذي انتسب إلى تنظيمنا الطلابي السري (إتحاد الطلبة العام في العراق). والتقينا في مقهى المعقدين، في بداية شارع السعدون، حيث كان هذه المقهى ملتقى للمثقفين اليساريين، وهناك تعرفنا معاً على الشعراء: عبد الرحمن طهمازي، وليد جمعة، فوزي كريم، شريف الربيعي، طارق ياسين، وقتيبة، وغيرهم. لم يكن ضياء متحزباً تنظيمياً، لا للشيوعيين ولا لغيرهم، لكنه كان في نظر البعثيين شيوعياً، لذلك تم تعينه في الجبايش وهو السامرائي!!. لقد كان يسارياً نقياً، حالماً، متطرفاً، معادياً للبيروقراطية الإدارية أو السياسية، لكنه كان يسارياً بنفحة فوضوية، منتمياً لجيش الفقراء والحالمين بالعدالة، وبقيامة الإنسان الجديد. لدي بعض كتاباته، وقصائد وترجمات شعرية، كان قد أرسلها إلي ضمن الرسائل المتبادلة بيننا، فقد كان يراسلني بشكل متباعد ومتواصل".


ادناه عشر من قصائده:


1- بيخال

عذباً كان مساء الجمعة
ساحراً في الظلِّ، حضور الابدية
عيون مياه تجري
تتسمّر في ذاكرة الشجر
يودعها الطائر ملهوفاً
لنسيم عذب الروح
يعبر بيخال ذات مساء صيفي
روما - 1994


2- سيمون الجديد

عناق مع الماء
امتلاء العيون به نظر
استباحة هذا الدليل
سيمون الجديد
مثل تلك المرايا البعيدة
يذهب هذا الهواء
عناق مع الماء
أجج نار البراكين
امتلاء المحطات بالباعة
مسافر من هناك
عناق مع الماء
يهبط هذا الصغير الى القلب
يمتحن الاوردة
مثل تلك المرايا البعيدة
يخطف سيمون الجديد
امتلاء العيون بالنظر
جوهرة، في ظلام البناية..

روما - 1994

3- تأملات

وجهك الشاحب لو تبصره يوما شريدا
لو تداريه قليلا ياضياء
لو تزيل العشب الميت فيه
لو تقيسه عصف احزانك
لو تسكنه غيرك يوما
انما شاءت لك الغربة ان تأوى اليه
دون ان يلحظه نبض المخافة
وجهك الشاحب في ماء الخجل
حين يعدو عند غيرك
او يطيل النظر التعبان فيه
وجهك الريان من دمع المقل
صار ارجوحة شوق وشحوب
عندما اقبلت لي تقطن ازهار العناق من بساتين امراة
آه لو تمسك ذيل التعب الارعن
حتى في حنونك
آه لو تلقى عيونك
في بقايا من ظنونك
لو تصول الآن في ساحات من تهواه
في توقف اعوام الغضب
انما آه لأحزان سفر لايتقي منه انكسارات التمني
لايجر الفيء حتى بين غابات النخيل
حينما تشعر شوقا لأستراحة
في رحيلك كنت تعاهدت مع الاخر فيك
ان ترى وجه الفرح في وجوه الاخرين
انت من لاتضيء الدرب في عز الظلام تتولاك
اذا ما أجتزت بحر الروم زخات المطر
ولهذا لم تقدر ان تنذر اعوامك اقواس قزح
ومحطات حنين للصبايا
ولهذا لاتجسيد الفرح المجنون
لاتعدو الى الشارع حنوءا ومرايا
انت مستاء اذن بعد فصول وفصول
ساعات العمر اذا ما انهمرت ألعابها وقت الذبول
لاتداريك ولو قدمت اذكى ماتقول
ساحة العمر اذن تستاء من كل الحلول الهاربة
ثم لاتعرف سرا للتأمل
ساحة العمر هنا مزرعة للسمك المخنوق في شاطئ غيره
ساحة العمر هنا ميناء من لايرتجون السخرية
ساحة العمر هنا تجسيد المعصية
لعبة ان تكتب الشعر ولايقرؤه غيرك
ان تحل السر في رأس قناة صامتة دون ان تدخل ابواب الفرح
وتناديهن يستيقضن من صوت بطيء
وترى انت على وجهك موتا من دهاليز المدينة
لعبة ان تتقي الاقدام تنحاز لصف المتعبين
وتمنى النفس في سير سفينة
قد اخليك واستأذن ان تأوى لوحدك
وتجاوزني ولاتفهم سري
وتناديني ويأتيك الصدى
قد تمر الليل مابين ومابين الردى
ثم لاتبصرني في الظل ايام المتاهة
غائبا عنك ارى وجهك في حلو الوجوه
ولهذا ارتديك وطنا يرسو على ميناء عاشق
او تراتيل لصوت انثوي
اوبقايا لحرائق
في ملاذ السفر الدائم تأتيني متاعا
لعبة ان تتقيني
لعبة ان تنبذ الاحباب تنساهم شراعا


4- صلاة الغائب

حين تعوي الريح
لا اسلخ وجهي، حين اعوي استريح
فلذا ارجأت حزني للدهاليز السجينة
غابة في الليل
لاتأت الينا غابة فيها احتراق الكلمات
غابة شاخت وما اعذرت طائر
حين نعوي للسبايا
لا يمر الخسوف مسموما على واجهة النهر
كما كنا نريد
مالذي تأويه بعض الامنيات
ان تجي اليوم مجنونا على ارصفة العصر
تنادي او يتبع الحظ فيها
لايهم العابرون ماالذي يأويه
سمعي ان ادوخ رافضا صوتك
لاتأتي الينا لاتروم العشق في دفأ العناق
غابة شاخت وماحنت علينا ربما تلمع في الشمس المرايا
ربما تسقط دون الوهج بين الزاويا صورة العاشق فجأة
انما ترسمه تلك الشموس اللاهبة
وطنا يحرق في الرأس
يضيق الحزن فيه راية حمراء تعدو خلفنا
تفتدي الاغنيات المتعبة
لاتقل غنو الينا ان من غنى الطيور العائدة
قد يشيخ القلب من هول الفرح
او يناديك ويستأذن منك العاطفة
هل تروم الكذبة المرتقبة
انه قلب كبير تتمشاه المحبة
حرنّي الليلة وجهك
كأن من دون الوجوه عابرا سهر الليالي في الزحام
افتديه او اخليه قمر
لست ادري جاءني عاشق همي وارتحل
ماتذكرت سوى طعم البكاء
كانت الاصوات تعلو في تمادي المذبحة
لم اذن تماديت عليك
هل تمر اليوم في قلبي رسولا للسبايا
مرة اخرى اذوق الطعم طعم العشق والموت
وأويك الينا استحل الوطن القادم في عينيك
شارات مرور ثم ادنو
29/5/1974


5- استشارة


الخطوة الصامتة تثير حولي الزوبعة
الخطوة الميتة تمتص عنف المسيرة
نبحث عن هذا الذي يأتي في كتب التنجيم
يأخذنا الزحام لو تاتين لترفعي وجهك بين الوجوه
لنفتدي الميتين من كبر مايلقوه
يتصارع في حرب الدعوات اثنان
يتقاسم جرحك ياوطني من جرحوك
في هذا الزمن المتسارع نسمع كلمات لاتؤذي
فالدعوة ان لاندعو من يتسأل
او يبحث في المقصود عن رائحة منسية الحرب
بدت لكن بشظية اذ تنفجر اليوم بقربك يغتالوك
ماذا خبأ فيك الصيادون
يامجرفة بأسمك ضاع العشاق
وضيع درب الرجعة من سافر دون متاع
ياوطني لاتبكي اليوم اذا باعوك
فاأنت تباع وتشرى في حفلات الصيد اليومية
من يسمع الاصوات تعلو من يمر على الوجوه الشاحبة
تتساقطين مع الحروف لتمسكين الكلمات اللامعة
كانت محطات لذاك القائد النوار
تأبى ان تقاوم اليوم تحترق الوجوه
ولاتقاوم انسيتمونا في لهيب الكذب الاسود
مالنا ذكرنا
لكن ذاكرة تخون تطاوع الدم والحراب
سيمر يوما تحمى فيه الشهادة لي للتواريخ
لعار المجد في ظل البلادة
أتذكر الأن الدم المسفوح يوم السبي
ياوطني اغثني
أتذكر الأن المنادي
ماذا تريد اريد كأس الماء قبل الموت
او وجه امراة يتصارع الاثنان
ياوطني اغثني
ان رأسك داسه الأتون من جهة
قبل ان تلد العيون وليدها البكر اللقيط
ماذا السنة القادمة ترنيمة اخرى
هذي التي قامت على كل الجهات
وضوء احمر منها على ليل العراق
لتلبس الثوب الموشي بالرجولة
يابطولة عاشقة تلد الضياءات الكسولة
في السهر نامي فلن يأت الذي في القلب يوما


6- مساهمات جادة في اعادة ماتهشم

ولولاك ما انشق بحر
ولاعبرت سفن كل هذي المحيطات تطلب وجهك
فهلا اذا امتشق الحقد غيري وتابعني
كي يحل بروحك ضيف
اذا كنت عاتبتني ثم ضيعتني
في الرصيف المحاذي لدرب السلامة
ضفاف الرحيل المعافى
أاكتب أني طويت الملفات في خاطري
حين بعثرت الريح مني الجوازات
أاكتب ان الممات بعينيك سر الخلود
أامد جذوري أارحل دون الاقامة
شريدا تطارده الذكريات
وحيدا يبايع في الحب من لايطيق
ويتركها قمرا شاحبا عثرات الطريق
أيا قمرا لايجيء
تنير السماوات هذي الحرائق
وانت سكون وانت تلبي الشروط البغيضة
قمري ليلتي لم احس بها
انتظرت انهمار الارق بعيني
صعقة درب المهانة
وعيني حين تنامان متعبتان
يداريها الليل بالانبهار ويأتيهما في التطلع
وجهك وجهي ومن دون صوت بكيت صرخت
تسالت اين هو المبتدا
اين هو المتنهى
اين عيني حبيبي
فماعاد لي بصر يتسلق في الليل ورد الصباح
ماعدت اقتنص اللحظات الذبيحة
سوى في ارتعاشة قلبي
قمري حبيب المساءات
ساعة يحلو السهر رفيق الاحبة
يامنتظر انني راحل منك سماءي
غدت ارضنا وارضي تطاردنا
لتصطاد فينا اللهاث
كلاب الوفاء الاصيل
قمري راحل جذرنا قطعته
اهتزازات ليل طويل قمري
وجهتي عراق بكى
عندما انكرت وجهة قوافلنا
وعراق صحا وهو يرضو الينا
وعراق تمرغ في الخوف
حتى بدا تائها في الجزيرة
شمسه يستحم بها الراجفون
عراق البلاد التي طاوعت ذابحها
ثم عادت الينا حينما انكروها
قمري وجهتي الريح
والريح عند العواصف تقتحم المدن الأسنة
ان القوافل حين تدوس لاترى جسدا يبتغي مأمنه
انها تذبح وحشة كل الدروب البعيدة
انها عمرنا عندما نتعرف فيك بسر الوجود
حبيبة كل الليالي التي تسترت شبح القائلين
حبيبة درب الجنون أتيناك ليلا نروم العتب

4-5/3/1975


7- حلم


افتقدنا الغناء طويلا
ولازلنا وثمة رغبة اكيدة بالشعر
انه التعويض
انتقيته هذا السحر الذي ابتدعه الانسان قبل الغناء
كيف لي ان ابرر انتقائي او ليس التبرير عاطفي هنا
في المدارس كان صراخ الكلمات المتواصل البديل
غير المحتمل يقابله غناء بحماسة
افتقدت مانتحمس له اعني اناشيدنا
وفي البيت بالنسبة لي كان صوت امي
وهي تغني موتاها واي غناء
ترى هل يفيق العراقي على تاريخه
منذ ان يبصر اول ماتمتد اليه انكساراته
تلك التي تقضى صراخا يلتهم الصمت الموحش
لأجراس الحياة
لسنا بصدد الرغبة بالبكاء
لكن ماذا تعني الاشياء اذا افتقدت اسماءها
غريبة تلك الوجوه التي كونت لي رؤاي
ما اختفت في تمادي الزمن
وماظلت وشما ملأ ذاكرتي
افقت مع صبايا شاكست حياتهم عواقب
كيف تكون الاشياء هل التشويه المتعمد للمعطى
ام التشويه امتزاج بالعناء
اعني ان تبقي في أسار الاشياء ذاتها
مارغبت يوما ان اعتزل في عالم لايرحم النبيين في عزلتهم
لكن كي احببت حد الدلال فلسطينية زاملتني في الروضة
يالي من محظوظ
هذا القلب الذي ماأسره يوما سوى الجمال
ساعة اصمت الحدود عن شظايا التي ماعرفت
كيف ولمن تتوزع
لااظن يوما ان في الكتابة قد يكون محددة ابعادها
اواه كأنه اسار يميت القصيدة -التحديد-
أي منطقة في عالم مسكون بالشياطين
اما الهدوء فأتركه لغضب الفرح حين يصفو
وألفة الروح مع المسرات
كتب لنا ان لاندفع القصيدة للتفجر مرة واحدة
صخرة عارمة تنهي سخرية الاشياء
وحدودها القاصرة
هل القصيدة تلغي المفردة
وكيفما لشيء ان يتلون بألوان اخرى
اذا بات التعري به خطيئة ازاء كل الالوان
على هيكله عن المقررة
لابد ان نعيد تاريخها في تاريخ جديد
يستعد حياته من تلاطم المفردات
تخليص للمقررة
لكن اذا توالت القصائد وتاريخها جميعا متداخل
تزدهي هنا المفردة بكل موقع جديد لها تعد اكتشافا
لكن قد تظل أسيرة في موقع ماتغير
مالذي يتغير في قصيدة الحالات للايقاع هذه
الايقاع السابق صداه وغضب الحالة
هل الغضب لحظة تنتفض بها الروح
تحطم فجاءة اسوارا ماوجدت سوى في خطأ التصور للافكار
فأعتدنا الاتفاق غضب الطبيعة توالي المنغصات
زحناه في الرغبة
تسيس الحياة
بتعاقب الألاعيب
ساعة تحن لها روح عن أي شيء نفقد ولم نختلف
لماذا افتقدنا الصوت قبل التبلور
ولماذا يظل قاصرا بعد ان يقتدر
او يضيع في امبراطورية اللغة التي لاتلج حياتنا سوى عنوة
ان لانخلق حياتنا كما تقودنا الفكرة
تصفعنا الابواب الفجائية
تابعتنا الثورة والردة شاهرا سباياها علنا
او في السر
ونصيب الكلمات ضياعها في غياهب المجهول
المجهول الذي تجهله لا الذي اكتشفناه
الكشف عن نصيب الصدف التي لاتأتي
ولاتأتي ما كتبنا عما نحياه الا في الذهول
نكتب لحالات الغياب جيدا
هل يغيب جميع ما كتب يوما
ويبقى الاحباط تاريخنا المقدر
هكذا عناؤنا
وهذا هو الشعر عندنا
عن الثورة ملانا الرأس بالكلمات واخفقتنا
أ ليست هي المراة -الحلم-
تغيب الكلمات ماذا تفعل


8- لأمراة عيناها الافق

الاهداء
لأمراة تبحث عني تتوزع بين شراييني
تنساني في اليم اطفو او اغرق
تقرأ لي عن فوهة بركان
تترك في اذار العشق الدافىء
تتبنى العشق الدموي
معلنة بدأ السفر المتوحش
لأمراة تولد في لهب الاعصار
يأمراة تشعل في القلب النيران
في شهوتنا نحتلك مدنا للعين
تتجرأ اذا تقرأ اسماء القتلى
حين تبوحين بالسير على ارض التكوين
حين تصيرين الام
يامرآة كشفت ارصف متاهتنا
جئناك الليلة منذورين
فالليلة ميلاد النجم الاحمر في كوكبنا
أ تكونين محطة عشق للثوار
اذ تعدو مابين الضفة والضفة
فرس القوم المنهوكة
تستأنث رحلتها ترفع من تربيك
أ تشمين روائحنا
فلقد ابصرناك تجيئين تلتفت بأوراقك اوراق سمراء
ولاتتكترثين يامرآة تتدلى للعائد من سفر التكوين عناقيدا
مرة من غضب الرغبة والاحباط
كنت نذرت همومي في وجه التعب الحر
عاهدت القلب تكونين لي المأوى
في ليل شتاءات موحشة اتنسم منك هموما اخرى
تحمين بها صورة انثى
تتفقد في البرد نحرتها
تستأذن رحلتها كالعادة يأمرآتي
ها انا استطلع ذل الايام بجنبك
استقرأ وجهك يستطيب معرفة الانواء الجوية ورياح الشرق
يستعذب ان يتداخل مثل الموجة
ينباءنا كضياء البرق بالمطر المتساقط
طلقات في السوق المكتظة بالعمال في الغابات
في صبح مرّ ببطء يبرج حيث تمر الراية
تحملها نسوة موسكو يعرفن الوطن الام
الوطن الام
يامرآتي يامن فتشت تباغته الثوريات قصرت الثورة
ها اني اسقط احزاني في عينيك
يبحرها استشرق صيايا
يأتون اسمع صوتا
فر الينا من جزر مجهولة
اغنية مسموعة
سنمضي سنمضي
اسمع وقع صياح الرجل الذئب تقحمه
(صبيتهن بعيونهن)
يامرآة تستنجد بالاملاك الدوارة اشتاقك
تنكشفين بلون الجرح
ابتز حنينك للحظر وأويك بدرب البدأ
ها اني اقتحم حصونك
فما بين البيت وسجن البلدة
وجهك يفترش المنفى وينام وحيدا في الكل
يصير الشاهد والمشهود العابد والمعبود
أتيك الليلة كوني للرجل المتعب غايته ياحلمي
اذا لاابصر في الظلمة غيرك سأمر سريعا
فالعيد الأتي ينبأنا بالاعياد
ياوطن للامجاد توقفت اليك حدودك مرساتي
وحبيبتك موطننا يستصرخ فينا الوطن الاكبر
حيث العالم بيتي كوكبه
انت تضيئين دروب العتمة
حيث خطانا النجمة
ومرافئنا الفقراء تتوقف فيهم مثل الماء
وتغادرهم في نلقاهم في الزحمة
اغنية اخبره لوجه يغيب
تنامين حيث انطمار الرضوخ بواجهة الرفقة المتعبة
ينير المساءات بالخطوة الواثبة
هنا حيث شئنا تنام لقيود بمعصم عصر شيخ
توزع احلامنا في زاويا الصمود
نضيء نضيء
اذا وقفت ظلمة من بعيد مسار الجموع لماوىء العبيد
تنامين يامرآة تشتهي ان تعيد ملاذ الهوى

1975

9- قــدوم:

تجـيء الليـالي..
يجــيء الشـفق
وبينهما العاشقـان..؛
الضحــى والألـق..!
يجــيء النهــار..
الصغار إلى المدرسـة
الكبار يحيون أعوامهم..
والقــلق..؛
حاشداً في الصدور الحرائق..؛
ماحيا في العيون النعاس..؛
فاتحاً للمسير السـؤال..!!
تجيء النجوم
إلى الكــف..؛ للمقصـــلة..!
يجـيء الشهيد،
تحييه أمكنة وجياع..
يجيء الجياع..؛
رافضين الأناقة..؛
يحيّون آجرة وجسور..؛
تُرى من يوفر مرثية أو شهادة..؟
من يخرب أرصدة أو حدائق..؟
من يرى في الشهيد المخرب..
عزز أشعاره في الأقامة..
هدد كل المجازر بالكشف..
أشعل كل الصخور،
وروى بلادا..
من تُرى سفّه الحالمين..؟
سفّه كل الطريق..
وداعب أرصفة وزلازل..!
من ترى سيقيم الخيام الحجر..
الزروع الثمر..
الخطى مطراً ونهارا.

روما 1979


10- شــــبح:

شبح يرمي بنا صوب البداية..
نحو ليل الغاب..؛
صـوب الغرفة المنفلقة
شـبح كالشرنقة..
هل تراه؟
يفتح البحر ويردي سفن العشاق
يردي أغنياتي..
وبكف من سلام..
يختبيء قنبلة وسط البيوت..
شبح طاف الرؤوس..
وأحتمى منك بأشلائك
أردى لهجة الأسئلة-البكر
أدار المذبحـة..
أتُرى يمضي بنا هذا الشبح
نحو بستان يداري الجائعين..؟
أتُرى ينسف أحقاب السنين؟؟
ويُعيد الله للقلب..؛
يِؤاخي الجلجلة..؟
شبح سبّح للـه،
لموت الحلم الأخضر..
لليل سـديماً..
ثم أعطى أمره للنازحين..
نحو دار دونما باب..
ملاذ دونما أمن..
وشرطي بأثواب الملوك..
شبح يمضي بألعاب الطفولة
نحو دار العجزة...
شـبح كالمعجــزة..!!

روما 1980










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا