الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطقوس الوثنية في الإسلام

موريس رمسيس

2013 / 10 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعيش المسلمون غارقين في طقوسهم الوثنية بشكل يومي ثم يختتمون سنويا بأكبر مهرجان عرفته البشرية لممارسة الطقوس الوثنية .. حقيقة لا يعرفها كل مسلم .. أطلق شيوخ الإسلام على تلك الطقوس من مئات السنين كلمات وردية خادعة .. / عبادات / صلوات / مناسك / ليتلاشى مفهوم الوثنية عند المسلم و أطلقوا على الإسلام بالديانة السماوية تشبها بالمسيحية و اليهودية على الرغم من كون جميع الديانات الأخرى على مدى التاريخ سماوية المعتقد فى نظر اتباعها أى مؤيدة من قوى غير مرئية متواجدة في السماء

نفس الطقوس الإسلامية الحالية من /عمرة / حج / صلوات / كانت تؤدى قبل الدعوة المحمدية من قِبل عرب الجزيرة و كانت تؤدى لأوثان (أصنام) مختلفة اللاتي اعُتبرت بمثابة رموز لقوى مختلفة (آله) تعيش في السماء ثم تحولت بعض الطقوس الى الصلوات الخمس بعد تحطيم أوثان الكعبة ، ابتعد الصقس تلقائيا عن العبادة متوجه لآله إلى طقس يُقام تقربا لمحمد الذي أقحم نفسه و عشيرته و اصحابه داخل تلك الطقوس جميعها

يعتبر محمد ابن الثقافة و ابن البيئة الصحراوية .. بسبب الانفصام الذى عانه منه فقد أعتقد فى نفسه "رسول و نبى" مؤيد من الآله المعبودة بالأخص الآلة "الله اكبر" فكان لا يختلف عن أي ملك فرعوني قديم فى ادعائه بالانتساب إلى العائلة اللاهية و الى السماء و تعامل مع إتباعه بالتشريع و التدخل في حياتهم الخاصة بأسلوب الترهيب و الترغيب مُدعى تواصله المستمر مع "الله اكبر" المنتقم الجبار عديم الرحمة و عديم الشفقة و القلب

يتعرض المسلم طوال حياته لقهر فكري و نفسي ابتداء من كلام كاتب القرآن و رسوله إلى العرف في المجتمع الإسلامي .. قهر جماعي يشارك فيه جميع المسلمون .. الكل يدور في نفس الدائرة يَقهر و ُيقهر في نفس الوقت ، يعلم المسلم ان تكفيره سيقود إلى ابتزازه نفسيا و اجتماعيا ثم الى إهدار كرامته و إنسانيته و دمه من قبل هذا الاسرة و الجمع .. ثقافة إبليس

يولد المسلم داخل معتقل فكرى كبير يحاط بسياج من الشريعة الإسلامية و حدودها و الأحاديث المصاحبة .. يعيش المسلم داخل معتقل شبيه أصغر خاص بيه يصطحبه معه في كل مكان يذهب اليه لذا يحى في حالة تخبط نفسي طوال حياته لإحتياجة الدائم لإيجاد المبررات الدينية لأفعال الغير إنسانية التى يقوم البعض بها باسم العقيدة و ينتهى بيه المطاف الى أحالة الأعمال الإرهابية إلى اكذوبة المؤامرة المعدة مسبقا من أعداء الأسلام لكي لا يتصادم مع واقعه الإسلامي .. يعيش فى حالة توقف لاى تفكير منطقي و لا يشعر بالسياج التي تحيطه .. يفعل الخير و الشر في نفس الوقت دون أى شعور بالتناقض .. يعيش حالة الانفصام النفسى و الجوع الروحي و الخوف القهرى و تلازمه أثارهم الجانبية أذا ما تم شفائه

مررت شخصيا بصراع فكرى طويل عندما كنت فى شبابى بسبب عدم اقتناعي بالمبررات الدينية فى حتمية الوضوء قبل الصلاة عن التنظيف و الاستحمام الكامل و انطبق نفس الشيء على حتمية الالتزام بمواعيد الصلاة و عدد ركعاتها و ما يقال خلال من طقوس الركعات و السجود و القعود و انتهى بى المطاف إلى تأدية الصلاة بلا وضوء و الاكتفاء بالاستحمام ثم إلى تأديتها مرة واحدة "قضاء" في المساء قبل النوم .. ثم انحسرت الصلاة على أيام الجمع و الأعياد و انحسر الصوم على أول و أخر ايام رمضان حتى تمكنت من الهرب من أسوار المعتقل عند أول اهتزاز له أمامي

لم يتساءل المسلمون الأولون عن كيفية ممارسة طقوس الصلوات من ركوع و سجود و خلافه و لا عن طقوس الحج و العمرة لذا لم يقم كاتب القرآن و الأحاديث بشرح تلك الطقوس المستقرة عند العرب .. لم يأتي محمد بجديد .. فقد قام بالحج قبل البعثة مرتين عاري الجسد تماما مثل الباقين من الرجال و النساء و قد أضاف إلي الطقس حتمية تبجيله و الصلاة علية و الدعاء له و لعشيرته و لاصحابه و الشهادة له كرسول و نبي باستمرار

يلاحظ من مواعيد الصلوات التوافق التام مع ثقافة أبناء البيئة و مناخها فلا يوجد زراعة و لا صناعة ، يسهر الجميع الليل بطوله حتى بزوغ الفجر ثم ينامون لمنتصف النهار لتفادى إشاعة الشمس و شدة حرارة

يبدأ المسلم صلاته برفع يديه عند إذنيه مكبرا ثم يقول .. نويت أصلى (أربعة / ) ركعات .. صلاة ( الظهر / ) حاضرا أو ( قضاء) . ثم يختتم المسلم صلته مرددا عند كل من كتفه اليمين و الشمال .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. موجه السلام إلى الملائكين الجالسين على كتفيه

يرفع المسلم يديه مكبرا مناديا على الملائكين الملازمين له ليقوما بتسجيل صلاتة في دفتر الصلوات و يراقبان تمام صحة الصلاة بلا غش و لا خداع أو نسيان لسجدة أو ركعة مع مراقبة شهادته على رسالة محمد و طلب البركة له و لعشيرته و لأصحابه و يتم إلغاء تمام الصلاة و عدم التسجيل فى الدفتر عند إخراج المسلم لأي ريح عمدا أو سهو

لماذا اثنين من الملائكة؟ هل ملاك واحد لا يكفى لقيام بكل العمل؟ أم هناك تخوف و عدم ثقة في الملائكة؟ أم هناك عدم ثقة في المسلم نفسه فاخترع محمد حكاية الملائكين المخبرين لكي يراقباه ليضمن ولاءه الدائم؟

يبدأ المسلم صلاته بقوله "نويت" متوجه الى الملائكة و ليس الى الآله لكون الآله يعرف مسبقا ما فى نية القلوب و ميعاد الصلاة "الحاضر" و "القضاء" المتأخرة .. عند تحليل كل كلمة تردد اثناء الصلاة نجد انها تعدت مفهومها الروحى و تحولت الى طقس مكتوب يتكرر فى مواعيد عدة لذا نجد شيوخ الأسلام يتحدثون عن فوائد آخرى لصلاة نفسية / دنية / صحية / طبية / جنسية / متجاهلين كونها من المفترض عبادة

لماذا يلف المسلم حول الكعبة سبعة مرات ماشيا و قفزا .. الكعبة بناء حجرى خاوى (مساحة 48 متر و ارتفاع 14 متر) .. يقع فى احدى اركانه تجويف بيضاوى لزوم الحجر الاسود (يشبه تسعة حبات الفول ) يتهاتف المسلم و يتزاحم من اجل تقبيله و التبرك بلمسه و يفعل نفس الشئ مع صورة كبيرة (14x28) متر مرفوعه على الحوائط (كسوة الكعبة) المصنوعة من الحرير الخالص المشغول بخيوط ذهبية

لماذا الطواف بين جبلى الصفا و المروة حيث كانت الأوثان الشهيرة ؟ و لماذ الوقوف على جبل عرفة و حول نصب الشيطان المسمى "الشاخص"؟ و لماذا حفلات رمى الشيطان بالحجارة المسماه برمى الجمرات؟

يتم التغير البطئ فى طقوس الحج و العمرة منذ عهد محمد الرسول عندما منع الرجال و النساء من الطواف عرايا عند الكعبة و اكتفى بالتحرش الجنسى من خلال قطعة قماش لستر الأجساد و يقوم الآن ال سعود بعمليات تغير منتظمة حتى لا يظهر مشهد الطقس الوثنى مستقبلا لكن يظهر كمشهد سياحى دينى

اتباع الوهابية السلفية يكرهون الأرض و الرمال التى مشى عليها الرسول فقاموا بتغطيتها بالرخام و يكرهون ما تعود الرسول على رؤيته فقاموا بتوسيعة الحرم و تغطية الجو بالمظلات الشمسية و تسيير السيور الكهربائية و السيارات و القطارات و التوك توك و الطائرات و يسخركل شئ لخدمة الطواف حول الحجر و البناء الحجرى و النصب الحجرى

مع شكرى و محبتى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ff
لؤي ( 2013 / 10 / 18 - 17:53 )
ولما تعتبر حضرك الطقوس الوثنية امرا سلبيا ، بالعكس الطقوس الوثنية كانت اكثر مصداقية واكثر ارتباطا بالارض والانسان ، المشكل الحقيقي في الاديان يكمن في ما يدعي بالدين السماوى ، والله المجرد عن العالم المادي ، فهذا الكائن هو سبب دمار البشرية (يدمرون العالم الواقعي في سبيل العالم الخيالي)

اما بخصوص الاسلام ، فالمشكلة معه (على الاقل بالنسبة لي ) هي اجرامه و استبداده ، وليس وثنيته ، بالعكس الحج امر جميل ، وهو افضل مليون مرة من حد الردة او الرجم ، او ضرب الزوجة

اصلا طقوس بالاساس كلها كانت طقوسا مباركة ، وهم الوثنيون كانوا اكثر تسامحا وانفتاحا ، فكعبة الوثنيين كانت تحوي مئات الالهة لعديد الديانات ، بينما كعبة المسلمين او فاتيكان المسيحيين الكاثوليك ، لا يقبل سوى دين واحد حصري استبدادي لا شريك له

الوثنية يا سماويين هي ارقى من خرافاتكم الاستبدادية التي هدفها الاول والاساس استعباد الانسان و استغلال هوسه بالموت والخلود لتمرير ما تريدون


2 - أختلف مع الكاتب فى إسلوب الطرح
Amir Baky ( 2013 / 10 / 18 - 18:58 )
من الناحية العلمية و التاريخية فهذه طقوس وثنية ولكن هذه الطقوس لها قيمة لوجود بشر يقدسونها. فإحترامى للمسلمين كبشر يجعلنى أحترم طقوسهم حتى ولو كانت وثنية. مشكلتى مع من يتهم الآخرين بأن طقوسهم وثنية رغم أن المسلم يطوف حول حجر و يسجد له أو بإتجاهه. فلماذا لا يتم إعتبار ذلك سجود لأصنام؟؟ فتبريرات المسلم لهذا التصرف لا تختلف عن تبريرات الهندوسى الذى يسجد لبقرة. ولو مطلوب من الهندوسى أو غير المسلم بتقبل تبريرات المسلم للسجود لمبنى حجرى فعلى المسلم تقبل منطق الهندوسى عندما يشرح لماذا يسجد لبقرة. فما يراه الإنسان بديهيا فى معتقدة يمكن أن يكون شيئ مختلف 180 درجة لمن لا ينتمى لهذا المعتقد. نحن نريد أن نتعلم إحترام الإختلاف العقائدى و إحترام الملحدين (إحترام إستقلالية التفكير البشرى) ليس مطلوب أن نفكر جماعة و نلغى شخصياتنا خدمة لرجال الدين و الشيوخ الدجالين. فهناك بلاد تعانى من مشاكل إقتصادية و تقوم بعمل حج قرعة يكلف ميزانية الدولة الملايين و هناك فقراء يضعون كل من يدخرونه لإنفاقة على هذا الطقس الوثنى. مشكلتى أن تتحرك الأموال من يد الفقراء لتصل ليد الدجالين الأغنياء