الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غضب رب السماء

محمد خضوري

2013 / 10 / 19
المجتمع المدني



حينما تختل الموازين فوق سطح الارض وتزداد مساحة الاختلال لتلك الموازين ،هنا يأتي دور السماء لكي تقول كلمتها التي تقرع باطن الارض كي ترجعها الى قانونها الاول ،وما يحدث هذه الايام في السماء ألا هو دليل على غضب السماء على اختلال تلك القوانين التي خرجت خارج اطارها الذي من اجله كانت الوجودية .
نعم ان هذه الاهوال التي تنزل من السماء انما هو ردة فعل كي تحذر العالم الذي عبث بتلك الموازين التي صنعتها السماء ،والتي كانت غايتها اعمار الارض بذلك البناء الذي يسموا به المدرك لتلك القوانين فوق الانسانية والظلم والاستبداد.
ان ما ينزل من امطار الغضب هي نفسها التي ارسلتها السماء لتلك الاقوام التي عبثت بتلك الموازين ،والذين تصورا ان تلك السحاب انما هي عارض خطير لهم ،ولكنهم جردوا ما كان من ذلك العارض فقد اهلكهم ذلك العارض واغرق قراهم ومدنهم وشردهم في الاصقاع ،وما اشبه الامس باليوم فهذه الامطار انما هي نذير لتلك الجموع التي استكبرت على السماء صحيح هي خير ،ولكن في غايتها التي نزلت من اجلها ،هي دعوة لمعرفة السماء بشكل بسيط وبدون تكبر على السماء.
نعم هذه المقدمة هي جزاء لا يتجزءا من احداث العراق الدامية ،التي تحصد ارواح الابرياء في كل يوم بل في كل ساعة ،والجميع واقف يتفرج الى هذه الارواح وهي تغادر الى السماء حزينة وغير راضية بهذا المصير ، وبهذه النهاية ، اشخاص مقطعون الى اجزاء صغيرة وكبيرة منتشرة على ارض الموت ارض الدمار هذه الارض التي غطتها دماء الشرفاء دماء المستضعفين بالأرض ، وأصحاب القلوب المتحجرة يقفون فوق هذه الجثث يتحدثون عن المستقبل القريب ،عن مستقبل بلد لا حياة فيه عن مستقبل اشخاص مدفونون بالحياة ، انها النهاية ، نهاية بلد يسمى ابو الحضارات ، ولكن(الّتتار)قد عادوا من جديد الى بغداد وسوف تصبح شوارع وانهر بغداد ممتلئ بالدماء كما الحدث القديم .
نعم كل هذا بسبب غضب رب السماء على الطغاة على المتكبرين على اصحاب المقام العالي ، نحن نعرف ان كل من في السماء غاضب على هذا البلد وعلى شعب هذا البلد ، وسبب هذا الغضب هو السكوت على الباطل وعلى الظلم وعلى مسلسل القتل اليومي ، يجب عدم السكوت على الحقوق المسلوبة وعلى انتشار الفساد والسرقة في دوائر الدولة ، اضافة الى هجر الاحزاب الاسلامية التي عاثت في العراق فساد ودمار وقتل وتهجير ، حتى يرضى عنا من في السماء ونكون قد حققنا اهدافنا في تحقيق الامن والامان المفقودين في ارض الرافدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف