الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليش النرفزة المفبركة

ربحان رمضان

2005 / 5 / 31
القضية الكردية




عندما تخطو الحركة الوطنية الكردية خطوة نحو الأمام متجاوزة سنوات من الفرقة والانقسام والتشرزم فإنها تقترب من الجماهير وقضاياهم أكثر وتزرع في نفوسهم الطمأنينة على أن الخير لم يعدم جوازيه ، و أنه لاتزال هناك مساحة من الزمن لمجاراتهم من قبل القوى والفصائل الأخرى
إلا أن الدوائر الأمنية لم يرق ولن يرق لها ذلك فعمدت وكالعادة إلى توجيه رموزها في (الداخل وفي الخارج) للتحرك وإظهار هذا التطور على أنه غير مناسب ولا يستأهل الكتابة عنه لا بالحسن ولا بالقبيح .. فجندت من جندتهم لمحاربته على طريقة محاربتها لأول تقارب بين فصيلين كرديين اتفقا في الثمانينات من القرن المنصرم ( البارتي والاتحاد الشعبي الكردي) على صياغة وتوقيع التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا فقيل عنهم ماقيل وهوجما من أعداء الحركة الوطنية الكردية بأشكال وصنوف شتى من النعوت ..
ومع تتطور العصر وإنطلاق ثورة العصر في المعلوماتية والعلاقات الدولية بالأسلوب المتطور الجديد ، والبحث في مسيرة وتاريخ كل قوة في العالم على حدى ( أولها البرويسترويكا السوفييتية) في عشية وبداية القرن الواحد والعشرين تطورت آليات النضال ومفاهيم سياسية كثيرة ، وتطورت بالمقابل أيضا أساليب النظم الشمولية والديكتاتورية في العالم وأجهزة أمنها المتخصصة في قمع الناس وكبت حرياتهم الفكرية والسياسية ، ولجأت إلى أسلوب مواجهة الإعتصامات الاحتجاجات بقوى يقال عنها منفتحة وليبرالية ومثقفة ، وأعني بذلك الاتحاد الوطني لطلبة سوريا التي هي نقابة طلابية يشارك فيها وللأسف أحزاب مايسمى بالجبهة الوطنية التقدمية .. وهذا مالامسه الشارع السوري عندما توجهت فصائل طلابية لمواجهة التظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير والاصلاح السياسي مقابل قصر العدل أو في ساحة المدفع بدمشق ..
وما أن أعلن مؤتمر حزب الاتحاد الشعبي والمفترض أن يكون العاشر عن دمج الفصيلين الأساسيين من الاتجاه اليساري الذي انبثق في الخامس من آب عام 1965 حتى تداعى فنانوا التحدث والكلام ليهاجموا (في غرف الدردشة) أو البالتاك شخصيات وطنية كردية (وبحجج واهية) لأنها فقط عبرت عن رأيها وكتبت مشاعرها بالتهنئة لخطوة حزبي اليسار والاتحاد الشعبي الكرديان في سوريا التي تقدما فيها عن الآخرين ليصلا إلى وحدة اندماجية قطعت شوطا كبيرا من الزمن الذي كان مراهن عليه أن يقطع بفترة أطول للوصول إلى وحدة فصائل كردية وطنية في البلاد .
وهم إذ أبدعوا في الهجوم وإطلاق النعوت المختلفة فلأن أسيادهم في دمشق لم يرق لهم ذلك ، فعادوا من جديد إلى بث روح التفرقة والتشرزم ، وهذا إنما هو استمرار لسياسة البعث السوري الذي اختلف مع النظام البعثي في العراق في آلية معالجتهما للقوى السياسية غير أن النتائج وعلى الأغلب كانت واحدة ، ففي حين أن النظام المقبور في العراق كان يعدم مباشرة أي معارض أو ُيعتقد بأنه معارض كان النظام في دمشق يمارس الإجهاز على معارضيه بطريقة أخرى وهي شرذمة القوى المعارضة وزرع بذور الفتنة بين فصائلها لتبقى ضعيفة يسهل ركوبها متى ما شاءت أجهزة أمنه ومخابراته ..
وإذ نهنئ أنفسنا أو بعضنا البعض إنما ندعوا الآخرين إلى حذو نفس الخطوة وفتح صفحة جديدة من النضال بعيدة عن المهاترات والاتهامات وإطلاق النعوت كي للوصول إلى حركة وطنية كردية تستطيع تحمل مهامها على عاتقها من أجل تحقيق أهداف ومطالب الشعب الكردي الذي عانى على مرّ عقود طويلة من التجاهل والتغييب ، وتحمل ظروفا قاسية نتيجة ممارسة سياسة الاضطهاد القومي والمشاريع الاستثنائية العنصرية البغيضة بحقه .
وليثق أولئك المهاجمون والمدفوعون من أجهزة أمنية بأنهم لن يستفيدوا بعد الآن لأن سياسة فرق تسد ستنتهي بنهاية سياسة مخططيها ومنفذيها ..
ليس ذلك وحسب بل ولأنه أصبحت هناك شرائح واسعة من المجتمع العربي السوري تتلمس معاناته فتتضامن معه وتؤيده ..
إضافة إلى الكثير من القضايا المشتركة بين الشعبين الكردي والعربي أصبحت مطالب راهنة وعاجلة بحاجة إلى الحل كالفساد الإداري ووجوب معالجته ، ومسألة الحريات الديمقراطية ، وقانون الطوارئ السئ الصيت ، ومظاهر العسف الخارجة على القانون والذي لاتوجد إلا في سوريا وبقايا دول خارجة عن المسار الديمقراطي التي خطته غالبية شعوب العالم في زمن الانفتاح والعولمة والحريات الديمقراطية وإطلاق سراح معتقلوا منتدى الأتاسي ، وفضيلة الدكتور محمد معشوق الخزنوي ، وكافة المعتقلين السياسيين ، أو حالتهم إلى محاكم علنية عادلة و (نزيهة) .
وفي هذا المجال أحيي رفاق حزبي (آزادي) وأهنئ جماهير وأصدقاء الحركة الوطنية على خطوة الوحدة الاندماجية ..
أحيي القابعون في معتقلات السلطة نتيجة موقف سياسي أو معتقد فكري ..
أحيي فضيلة الشيخ الخزنوي في سجنه الذي أصبح عبئا ً على السجانين الكبار .
* عضو اللجنة المركزية لحزب آزادي الكردي في سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعة العربية تدرس خطوات عزل مشاركة إسرائيل فى الأمم المتح


.. الجامعة العربية تدرس خطوات عزل مشاركة إسرائيل في الأمم المتح




.. لحظة اعتقال القوات الإسرائيلية شاباً فلسطينياً من محله التجا


.. مع نشره أجندة معادية لأوروبا والمهاجرين في بريطانيا.. من هو




.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق