الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسول محمد لم يكن يحكم

حسن كمال

2013 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل كان الرسول يحكم وفقا للمعنى السياسى الحالى فى ظل دعوات تيار الإسلام السياسى للحكم بما أمر الله وفقا للقران وكما كان يفعل الرسول وقتها كما يدعون .

السؤال الأن :
يعنى إية حكم ؟

كلمة " حكم " وتعنى فى اللغة الإنجليزية Governance و لها عدة تعريفات وفقا للمفهوم السياسى الحالى , وسوف نأخذ أهمها :

1- هى عملية صنع القرار والعملية التى من خلالها يتم تنفيذ قرارات ) أو لم تنفذ ). " لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية الاجتماعية لآسيا والمحيط الهادىء – UNESCAPE ".
2- هى ممارسة السلطة السياسية والاقتصادية والإدارية لإدارة شئون البلاد. " برنامج الأمم المتحدة الإنمائى – UNDP ".
3- هى الطريقة التى تمارس السلطة فى إدارة الموارد الاجتماعية والاقتصادية لبلد من أجل التنمية. " بنك التنمية الآسيوى – ADB ".

و من كلمة ( حكم ) يأتى مصطلح حكومة " Government ". وهى مجموعة من الناس تحكم المجتمع, وتدير السياسة العامة وتمارس السلطة التنفيذية والسياسية والسيادية من خلال الجمارك, والمؤسسات, والقوانين داخل الدولة. و الحكومات يمكن تصنيفها إلى حكومة ديمقراطية, ملكية, جمهورية, أرستقراطية, دكتاتورية وهى عدد قليل. ( راجع التعريف الوارد فى http://www.businessdictionary.com ) .

فهذا هو تعريف لفظ ( حكم ) فى المعنى السياسى المتعارف عليه حاليا , والذين يتمسكون به تيار الإسلام السياسى بإعمال حاكمية الله وفقا لما جاء بالقرأن فى العديد من آياته " و من لم يحكم بما أنزل الله ... ) .


والسؤال الآن : هل لفظ " حكم " فى القرآن هو نفس المعنى السياسى ؟
الجواب بالنفي . كما أوضح المستشار / محمد سعيد العشماوى فى كتابه " الإسلام السياسى "

فلفظ " الحكم " فى القرآن الكريم لا يعنى السلطة السياسية على المعنى الذى يقصد من اللفظ فى لغة العصر الحالى. لفظ " الحكم " يعنى – فى لغة القران ومفرداتها ووقائعها – القضاء بين الناس, أو الفصل فى الخصومات, أو الرشد والحكمة. فهو يعنى القضاء بين الناس ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء 4 : 58 , و هو يعنى الفصل فى الخلافات ( إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ) الزمر 39 : 3 .

أما مفهوم السلطة السياسية بالمعنى الذى يسمى فى العصر الحالى : الحكومة , عبر عنها القران الكريم بلفظ " الأمر " ومن هذا اللفظ جاء لفظ الأمير, أى الشخص الذى يتولى الحكم والسلطة. وفى القرآن الكريم ( وشاورهم فى الأمر ) ال عمران 3 : 159 ) و آمرهم شورى بينهم ) الشورى 42 : 38 .
أى أن لفظ الحكم فى القران الكريم جاء بمعنى القضاء بين الناس و الفصل بين الخصومات فيما بينهم وليس بالمعنى السياسى الحالى فى مفهوم الدولة الحديثة .


والسؤال الآن : ماذا عن آيات حاكمية الله فى القرآن ؟

يستخدم تجار الدين و تيار الإسلام السياسى و الأصولية الدينية , عدد من آيات القرآن الكريم حتى يحتكروا الحكم بأسم الله ويرددون تلك الآيات .. ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون .. ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون ) سورة المائدة 5 : 44 – 47 . ويقصدون بذلك أن من يحكم – فى السياسة أو القضاء – بغير حكم الله فهو كافر ظالم فاسق, لا تحق له طاعة ولايجب له ولاء : وأن حربه واجبة, وجهادة لازم, واغتياله تنفيذ لحكم الله. وبعد أن اوضحنا لفظ الحكم فى القرآن وما المقصود من المعنى الحقيقى للفظ الحكم فى القرآن, نوضح ماهية تلك الآيات القرآنية .

فالآيات المنوه عنها – والتى تستعمل كشعار سياسى وهتاف حزبى – نزلت بسبب معين, عندما أخفى اليهود عن النبى حكم رجم الزانى, فى واقعة احتكموا فيها إلى النبى لكى يقضى فيها ؛ ووفقا لأسباب نزول تلك الآيات, فهى نزلت فى أهل الكتاب , وأنهم وحدهم هم المقصودون بها , وليس المسلمين كما يدعى تيار الأصولية الإسلامية .

راجع فى ذلك الأمر ( الجامع لاحكام القرآن الكريم المسمى تفسير القرطبى - طبعة دار الشعب – ص – 185 ومابعدها , أسباب النزول لأبى الحسن الواحدى ص 131 وما بعدها, أسباب النزول للسيوطى ص 72 وما بعدها , تفسير البيضاوى ص 177 وما بعدها , تفسير النسفى ص 220 ومابعدها , تفسير الطبرى ج 10 ص 346 , الزمخشرى ج 1 ص 616 .

فالمحتجون بتلك الآيات – للإثارة الجماهيرية والشغب على الحكام – يستعملونها على أن كلمة " الحكم " الواردة فيها تعنى الحكم السياسى, وقد سلف أن هذا المعنى يعبر عنه فى القرآن وفى أحاديث الخلفاء الراشدين بلفظ " الأمر " لا بلفظ " الحكم " .
وعلى ذلك فلم يكن هناك حكم أيام النبى وفقا لمفهوم الحكم السياسى الحالى الذى يستلزم من قيام سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية, فكان لفظ الحكم المقصود منه هو فقط ( القضاء أو الفصل فى المنازعات ) و أيات حاكمية الله التى يتم الإستناد لها كان يقصد بها القضاء فى واقعة حكم رجم الزانى عند اليهود .


و هل كان يحكم الرسول إجباري أم إختيارى ؟

حكومة النبى إن صح تجاوزا أن تسمى حكومة " لأنها بالتعبير القرآنى " إمارة " حكومة من نوع خاص جدا. فهى حكومة تحكيم يلجأ إليها الناس مختارين وينفذون أحكامها راضين طائعين, وليست حكومة حكم تفرض على المواطنين – بأسم القانون – أن يلجأوا إلى سلطاتها وأن يخضعوا لأوامرها و أن يصدعوا لتنفيذ أحكامها وقرارتها , و لو جبرا عنهم. بمعنى أن النبى لم يكن يحكم فى القضايا إلا إذا رفعت إليه من الخصوم محتكمين إليه, على أن يرتضوا حكمه فى ذلك وينفذوة طواعيه واختيارا؛ وهذا على عكس حكومة الحكم – وهى النظام الحالى للحكومات, ونظام الحكومة الإسلامية فيما بعد النبى, وخاصة منذ أيام عمرو بن الخطاب. فحكومة الحكم تفرض القانون على رعاياها, كما تلزمهم الإلتجاء إلى سلطانها ومحاكمتها, ثم تنفذ الحكم بالجبر والقوة إن اقتضى الأمر.

ومن الجدير بالذكر إنه لم تنشأ فى عهد النبى إدارات, ولا دواوين, ولا شرطة, ولا أجهزة. ولا كان النبى _ بنفسة أو من ينوب عنه – يشرف على الزراعة أو التجارة أو التموين أو الرى أو ماشابة ذلك. ولم يضرب النبى عمله ولا أتخذ نظاما نقديا ولا أنشأ بيتا للمال. و كل ما كان يصدر عنه فى ذلك إنما هو النصح والإرشاد.


و السؤال إذن
متى سوف يقرأ المسلمون القرآن الكريم و أسباب نزول الأيات و يتدبرون فى معانيه ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دولة الرسول
شاكر شكور ( 2013 / 10 / 24 - 03:36 )
محاولة لا بأس بها لأنكار ان الأسلام دين ودولة ، ولكن الحقيقة غير ذلك لأن وضعية الأسلام في عهد الرسول كانت اشبه بدولة مصغرة ذات دستور تتحكم فيه الآيات والأحاديث وقرارات القيادة كانت تشبه قرارات مجلس قيادة الثورة فالصحابة كانوا يمثلون البرلمان وشيوخ القبائل يمثلون (الشورى) والخرّاج والجزية هي غنائم وضرائب تذهب الى بيت المال الذي يقابله وزارة المالية ، اما الجيش المحمدي كان جيش منظم ضمن وزارة الغزو تحمل علم الدولة سيفين وأعدوا لهم لأن الرسول لم يكن بحاجة الى وزارة الدفاع وكان دائما معلن الطوارئ للهجوم ، غنائم القوافل المحملة بالبضائع كانت تذهب الى مخازن وزارة التجارة التي كانت ترأسها خديجة ، اما جهاز الشرطة كان يرأسه زيد بن حارثة الذي ارسله رسول الرحمة لشق أم قرفة وقتل عصماء بنت مروان ، وزارة الري ظلت شاغرة لأن مياه زمزم لم تكن كافية لسقي المزروعات ، اما وزارة المرأة وشؤون الحيض والنكاح فقد تواضع الرسول الكريم لأستلام هذه الوزارة لأهميتها عنده لأغراض التكاثر وليباهي ربه في يوم القيامة ، اما وزارة نشر الدين فقد استحدثت لاحقا بعد موت الرسول ، تحياتي للجميع


2 - دوله الرسول
على سالم ( 2013 / 10 / 24 - 05:34 )
يجب ان نعلم جميعا ان محمد كان رئيس عصابه من اللصوص والقتله والصعاليك ,كان عملهم الاساسى هو السطو المسلح والاغاره على القوافل ونهبها واسر نساؤها من اجل النكاح ,اذن هم كانوا قطاع طرق فى المرتبه الاولى ,عندما توسعت هذه العصابه وانضم اليها العديد من اللصوص والجوعى والقتله كان لابد من عمل عقد اجتماعى لتنظيم اليه السرقه والسطو المسلح وسبى النساء ,انا اتفق معك ان محمد لم يكن يحكم لانه كان مشغول معظم الاوقات هو وعصابته فى الغزوات الدمويه والسطو والقتل والنكاح ,الايات التى تذكر الحكم هى ايات غامضه ومبهمه سرقها محمد من كتب العهد القديم والجديد والزرداشتيه وساعده فى ذلك بحيره الراهب وورقه ابن نوفل ,الذى اسس الحكم بشريعه الله هم الشيوخ والفقهاء والمفسرين الكذبه ,كانت عباره الحكم بما انزل الله هو مصطلح تم طبخه بين الشيوخ الفجره ورئيس القبيله اللص ,كان الهدف هو اعطاء شرعيه قدسيه لارهاب الناس وقمعهم حتى يتسنى لهم خلق شرعيه الهيه عنيفه قاسيه من اجل سرقه الناس ومص دماؤهم وارهابهم والا فالسيف فى انتظارهم


3 - ردا على شاكر مشكرو
حسن كمال ( 2013 / 10 / 24 - 08:52 )
انت بتقول ان الصحابة كانوا البرلمان !!! يعنى الوحى كان بينزل على الصحابة بقى :)


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 10 / 24 - 09:49 )
لا شكّ أن النظام الإسلامي في زمن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- كان مبني على نظام الشورى , كما أن القرآن ذكر حكم بلقيس , و مشاورتها للملأ , و لم ينكر هذه السياسه .
مقاله تحتاج إلى تأمل .

تحياتي المخلصه


5 - شاكر شكور
عبد الله خلف ( 2013 / 10 / 24 - 09:52 )
نهدي للمسيحيين هذا الرابط :
http://www.youtube.com/watch?v=nt2eR194G-4
و
https://www.facebook.com/ElBa7eth?fref=ts


6 - نهدي للمسلمين هذه الروابط
نور ساطع ( 2013 / 10 / 24 - 12:47 )


http://www.youtube.com/watch?v=bmOu8lGG6VU

http://www.youtube.com/watch?v=nvYNTUThmGY

http://www.youtube.com/embed/3YWv6dmTb9k?rel=0

http://www.youtube.com/watch?v=Shz3CyrMo_A

http://www.youtube.com/watch?v=5m8LWkRy1Zc

http://www.youtube.com/watch?v=ndk47EzmIG4


https://www.facebook.com/daringquestions?sk=wall


http://www.answeringmuslims.com


http://www.answersaboutfaith.com/pal/aldalil/the_true_face_of_islam.htm


http://nihaiatulislam.wordpress.com


http://www.faithfreedom.org


http://www.muhammadanism.org


http://nihaiatulislam.wordpress.com/الحمل-بالرسول-4-سنوات/


http://nehaiatulislam.blogspot.com.au
http://islamrevealed.wordpress.com


: )



7 - رد على تعليق الأخ حسن رقم 3
شاكر شكور ( 2013 / 10 / 24 - 13:43 )
تعليقي رقم 1 كان مجرد تهكم على الزمرة الخارجة عن القانون ، هل تصدق مجموعة من قطاع طرق يمكن ان يؤسسوا برلمان وشورى او حكومة ؟ اغلب هؤلاء الصحابة ورئيسهم ماتوا مقتولين او مسمومين لطمعهم في الغنائم والنكاح وأعتدائهم على القبائل الآمنة، المعلق الأخ علي سالم رقم 2 كشف الحقيقة افضل مني دون لف او دوران ، تحياتي

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا