الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعم الموت / رفع الروح عن الجسد

ناجى الطيب بابكر

2013 / 10 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


قبيل ثوره سبتمبر كان المنطق يفترض ان تعرف الرجل فى الاول ثم لاحقا تتعرف على احلامه بعيدها صار بالامكان العثور على احلام الرجل الشجاع مبعثره باهمال جوار دمائه خلف روحه الصاعده للسماء قبل ان تعرف اسمه او تحظى بشرف التعرف عليه .

اذن الى هذا الصغير الذى لا اعرف له اسم او عمر او لون , الصغير الذى افصحت دمائه عن احلام شعب , الصغير الذى كتب بدمائه على تراب هذه الارض :

الى من لا يهمه امر العدل

الى من يهمه امر الظلم

السلطان

عسس السلطان

البصاصين

القتله المأجورين

مرتزقه اخر الليل

المخنثين الذين يعطرون الشوارع بالغازات المسيله للدموع

لذلك الذى يعلق على كتفه الايسر بندقيه وعلى كتفه الايمن يحمل تاريخ امه السرى فى البغاء

انصاف الرجال فى مكاتب الامن

القوادين القابعين فوق المآذن

السيدين الصغيرين

الساسه الذين حرفتهم الخساسه

ايضا الى اولئك الصامتين فى قعر البيوت يوم تحدثت الدماء فى الشوارع

الى ما لا اخره ......... من الذين يدونهم التاريخ فى معسكر الاوساخ

الموت ليس فكره مخيفه او معقده بقدر ما انها خيار لا نملك الا قدرالانصياع له حينما يقرع طائر الموت باب الجسد لو امكننا ان ننظر الى هذا النصف من الكوب لن نهتم مطلقا بالنصف الاخر او يتسرب الينا خوف ان نفقد الحياه .

لن نفهم الموت على هذا الشكل غير المخيف ما لم نجد طريقه نفهم ونفسر بها الحياه ذاتها , يجب ان نعرف لماذا نحيا ولاجل من نعيش وكيف نتعايش مع الحقائق التى حولنا حتى يتسنى لنا معرفه لماذا نموت ولاجل ماذا يجب ان نموت بمعنى اكثر عمقا لن نعرف مطلقا اسباب الموت اذا لم نعرف فى البدء اسباب الحياه .

لم يخلق الله للانسان اجنحه يهيم بها فى الفضاء مثل العصافير فعلام يصنع السلطان قفص ويحشر الانسان فيه ثم يسميه وطن علام يسجنه فى قفص , يطير الوطن الى الجحيم مئه مره ولا يطير الانسان ذليلا فى قفص .

قبل ان يخلق الله الانسان خلق له حريته الا كيف اختار ادم الشجره الحرام اذا لم يوفر له الاله حق حريه الاختيار , هذا الحق الذى يمنحنا له الرب بسخاء ويسرقه مننا السلطان بطمع , الحريه فى حقيقتها حق اصيل للانسان وسبب اساسى للحياه قد لا نراها بشكل محسوس ولكنها تشبه الهواء الذى ينفذ الى الرئتين ولا نراه فيمنحهما الحياه وحين ينقطع عنهما يصير سببا للموت , هكذا كانت تقول دماء الصغير هكذا كانت تدعم فكره الموت وترفع سبابتى النصر صوب معسكر الاوساخ .

الانسان يأكل هذه جمله بديهيه غير معقده لحد انه لا تستطيع ان تدخل عليها علوم البلاغه وجماليات اللغه لتشرحها بشكل مدهش , يأكل فعل يفعله الانسان بشكل متكرر يوميا حتى سلبه التكرار القدره على الادهاش , عطفا على الاستطراد للفعل المكرر يوميا يمكنا القول ان الانسان يأكل ليعيش , الانسان يريد ان يأكل مره والسلطان يريد ان يأكل الف مره , فيحدث الجوع ويتحقق سبب اخر اصيل يدعم موقف الموت , هذا ما كانت تفصح عنه دماء الصغير فى سبتمبر , هذه احلامه الصغيره التى وضعها برفق وطواها بعنايه قباله جثته , هذا هو التخريب فى عرف السلطان .

صعد الصغير الى السماء بعد ان علمنا اسباب الحياه , بحياء شديد نقشنا فوق شاهد قبره قول الشاعر :

ان تراب العالم اجمعه لايغمض عينى جمجمه تبحث عن وطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -