الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول التعليم في المغرب

محمد بكراوي

2013 / 10 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


بعد متابعة برنامج الأستاذة بوعلاق نعيمة على موجة الاذاعة الوطنية بالرباط مساء يومه الاربعاء الثالث والعشرين من أكتوبر الفين وثلاثة عشر ميلادية، ثار لدي رغما عني السؤال التالي: أتراه من المعقول القول بأن المغرب في حاجة الى إصلاح التعليم؟
كل من يوجد في هذه الأرض الطيبة، ويمتهن التربية والتعليم بصدق ، يتحكم فيه مبدأ واحد ووحيد هو: نموت جميعا ويحيى الوطن؛ وبذلك يحمل هم الماضي والمستقبل، ويرفض النخاسة والمزايدة والوصولية . فهذا وأمثاله الكثر يعرفون أن القضية تخص الوجود الحضاري لأمتنا بين الأمم في عصر مجتمع المعرفة. وعليه فالسؤال الجوهري: بماذا يمكن وصف هذه الحالة التي تتجلى في صرف أكبر ميزانية من المال والاهانة والتبخيس مع تحقيق اعلى درجة من التخلف والتقهقر وتدني المردودية؟
فمن اللازم وضع الأمر في حيزه التاريخي ، ليكون أول سؤال : متى بدت الحاجة إلى النظر استراتيجيا لأهمية التربية والتعليم من حيث النوع والكم، في مجالات ضمان استمرار المغرب وجوديا متميزا فاعلا؟ والمقصود فرض احترام السيادة على الآخر سواء كان مشرقيا أو غربيا أوربيا على مستوى العلاقات الدولية ؟ التاريخ يوضح أن هذه الظاهرة أصبحت أنثروبولوجية. فهي ليست أزمة يمكن التصدي لها بالتجاوز ، ولا فشلا لأن هذا من المقدور عليه في كل المجالات بعد استرجاع القوة، وليس بكبوة يتحتم الوقوف بعدها ودرء أسبابها. ولكنها هزيمة حضارية، تاريخ المعارك المغربية الأوربية كفيل بالإبانة عنها. هزيمة لاتزال تتفاعل وتستغول وتطور انتاجاتها . فننهزم في محافل المعرفة والعلوم، في الرياضات وألعاب القوى، في الصناعات والتحديث، في كل مجالات الحلم والتمني. هزيمة مضحكة في محاربة الأمية والتغلب على الحاجة. لقد تشرب كثير من القوم الأمر وكأنه قدر محتوم، وكأن التخلف نبات طبيعي وثيق الارتباط بنا ، وليس قضية سياسية حضارية، تدخل في اطار تدافع الأمم وصراع الحضارات من أجل الهيمنة على أسباب القوة والمقدرات بما فيها: الطاقة البشرية ، وما تتميز به من ابداع وابتكار ومبادرة مما يجعل منها أغلى ثروة. اذن الأمر يعود الى مراحل ينص التاريخ أنه لم يكن بوسع المغاربة حسم الهيمنة على السلطة انطلاقا من مكونات القوى الداخلية، فتمت الاستعانة بالقوى الخارجية ؛ وارتهان مصير هذا الشعب بمصالح المتدخل الدخيل بعد مرحلة هيمن فيها الاعتقاد المغلوط اننا أقوياء، وفي حالة استقلال تام عن الإمبراطوريتين الكنسية الصليبية والاسلامية العثمانية ؛ والحقيقة أن المغرب لم يكن سوى منطقة عازلة بينهما وليس في مستواهما. وبتدافعهما فوق أرضه برزت الحاجة الى التنظيم العسكري على النمط العثماني، والى بناء وامتلاك المصانع العسكرية لإنتاج المدافع. لم تعد لا العقائد ولا الشجاعة لوحدهما كافيتين لتحقيق الانتصارات، وعليه تحتم التعلم التربية النوعيين للسعي نحو الاستفادة من أسباب قوة الآخر. فحدث اللهاث وراء الموجود وليس التنافس على المسايرة والتطوير: إنه التقليد لا غير كأهم بدرة للتخلف. ولما استمر الآخر في التطور أنتج المغاربة ظاهرة جديدة كنمط دولة تحاول ضمان هيبة السلطة: المخزن. هذا الامر سيتم توضيحه في دراسة تاريخية خاصة).
بعد هذا البدء الذي ليس منه بد, تكون الخلاصة ان المغرب في ماضيه وحاضره لن يجديه اصلاح التعليم اطلاقا ؛ وقد صدق الأجداد الاوائل الذين كانوا يرون ان الاصلاح، لا يفيد الا استمرار العطب نفسه عتما أن ضرره أكثر من فائدته. فالسقوط المريع الذي يتعقبه لن يسمح بالتجديد. فهو مطلوب الى حين، ليس لذاته وإنما للانقضاض على العطب والغاء المعطوب .(يتبع) . د.محمد بكراوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر