الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثابت شعبان والفعل الاصلاحي التنويري

فوزي حامد الهيتي

2013 / 10 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ثابت شعبان والفعل الإصلاح التنويري
ان الحركات التنويرية في العالم تقام على شكلين من النشاط هما المنجز التنظيري هو ما ينتجه المفكرون الكبار من نظريات فلسفية ومقولات ومفاهيم فكرية مثل مقولة العقل المنتج ومقولة الحرية ومقولة الدولة المدنية والمجتمع المدني ... الخ من من مقولات شكلت العقل التنويري وأسست لحركة التنوير التي ظهرت في أوربا خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر وانتشرت في العالم ومنه العالم الاسلامي من خلال رواد النهضة العربية مثل رافع الطهطاوي ومحمد عبده وطه حسين ولطفي السيد. وفي العراق كان لجماعة الأهالي الدور الأهم ومن رموزها محمد حديد وعبد الفتاح ابراهيم. والمستوى الاخر من حرك التنوير كان بفعل رجال ميدانيين ساهموا بترجمة تلك النظريات ونقلها الى مستوى الممارسة لعملية وهم النشطاء في مجال الثقافة والسياسة الذين شكلوا بوءر تنويرية إصلاحية داخل المجتمعات
ثابت شعبان احد هؤلاء الذين آمنوا بضرورة إصلاح وتنوير المجتمع العراقي وتجلى ذلك بنشاطه الساسي والاجتماعي منذ أربعينات القرن الماضي الى اخر ايام حياته.
لا شك انني لا اعرف بواكير حياته السياسية ولا اصلح للحديث عنها ولكنها بالتأكيد لا تختلف كثيرا عن مجمل النشاط السياسي لرجالات تلك المرحة آلتي كانت خيارات انتماءاتهم السياسية خاضعة للفضاء الفكري العام ولحوادث فردية ساهمت في تحديد انتماءاتهم الفكرية ( وهنا لا اريد ان أقلل من حجم الاختلافات بين القوى السياسية آنذاك ولا من أهميتها، ولكني حاولت وصف الوعي السياسي لتلك المرحلة)، والفضاء الفكري العام كان يدعو الى ضرورة احداث تنمية ثقافية وحضارية تتحقق إصلاحا سياسيا حقيقيا وعدالة اجتماعية.
تبنى ثابت شعبان ثقافة هذا الجيل وكان عنصرا فعالا وايجابيا في الحركة الوطنية العراقية. وبحسب مفهوم كرامشي يعد ثابت شعبان أنموذجا للمثقف العضوي الذي تبنى بحق هموم وطموحات مجتمعه .
عرفته ولأول مرة عن قرب في المعتقل سنة 1980 ولكني عرفته بشكل افضل خلال العشرين سنة الأخيرة حيث كنا نزوره باستمرار ونتبادل معه شؤون وشجون الحياة السياسية والاجتماعية .... يروي لنا تجربته السياسية وخبراته ويحاورنا بقضايا الساعة بذهنية شاب متوقدة يتقبل الاختلاف ويتفاعل مع آراء الاخر المختلف بعقلية نقدية وبقدرة عالية على التفاهم والتفاعل
هذه الصفات المنفتحة مكنت ثابت شعبان ان يقيم علاقات سليمة وصحية غير متشنجة مع القوى السياسية الاخرى المختلفة عنه فكريا والتي كان لها حضور في الساحة السياسية وبخاصة مع التيار القومي البعثي والناصري وكان يقول دائماً: السياسي الناجح هو الذي يستطيع ان يكسب ثقة الناس به ويوصلهم الى درجة الاستعداد للدفاع عنه وحمايته من الأجهزة البوليسية والسياسي الأكثر نجاحا هو الذي يستطيع اكتساب احترام الآخرين له وبخاصة من القوى السياسية الاخرى لذلك كان يتفاخر ان لديه علاقات متينة مع اغلب القوى السياسية في الساحة العراقية ....
كان لا يرضى الإساءة في الحديث عن الآخرين حتى مع أكثرهم خصومة معه وكان يؤكد على ضرورة توجيه الجهود الى توحيد القوى وليس الانصراف الى الصراعات الجانبية التي تعيق عمليات الإصلاح والتنمية والتي هي في اعتقاده هم ومطلب للجميع. يجب ان نفترض حسن النوايا عند الآخرين وان اختلفوا معنا فكريا او منهجيا وبدون هذا الافتراض لا يمكن إقامة علاقات جدية وصحية بين القوى الوطنية فالبديل عن هذه العلاقات هو الإقصاء والإلغاء وهذا بالضرورة سينسف الحياة السياسية برمتها ولن يوجد فيها تيار منتصر بل ما يسفر عن ذالك ضخراب وفوضى
هذا هو ثابت شعبان القائد الميداني والمصلح الاجتماعي الذي يأبى ان يعمل خارج خيمة الوطن الخيمة التي تحتوي الجميع بلا استثناء وخير الناس عنده أنفعهم وأكثرهم قدرة على التفاعل والعطاء خدمة للوطن وأخيرا نقول: رجل بهذا الوصف والمقام لا يمكن ان يحسب على اتجاه سياسي بعينه ومدرسة فكرية بعينها بل هو ملك للحركة الوطنية برمتها وارث للوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي