الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقا ستعود الخلافة؟

أسامة مساوي

2013 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فلنفكر في المسألة بهذه الطريقة، لكن رجاء دون تسرع

السؤال هنا هو : مادام أن الخلافاء الراشدين قُتلوا بأكملهم -تقريبا- ولم يمضوا في الحكم أكثر من 30 سنة خلافة راشدة-بما لها وما عليها- ليحل الدم والسيف والإسلام السياسي، من معاوية ابن أبي سفيان مرورا باليزيد وصولا للدولة العباسية. ’’فمنذ العقد الثامن و التاسع للهجرة تكفل أبو العباس الملقب بالسفاح بتدشين بداية المجزرة ، فحتى الجثث لم تسلم من مرضه و جنونه فقد أخرجها من قبورها و جلدها و منها من نثر رمادها بعد أن أحرقها(كتاب الحقيقة الغائبة لفرج فوذة).
عمه هو الآخر لم يكن أرحم منه فقد أعلن حالة فوضى و تسيب في دمشق و كاد يبيد أهلها...بل من فواجع الدهر أنه جعل من إحدى المساجد إسطبلا لبعيره، وكان يُحدث هذا باسم إمارة المؤمنين.
عبدالملك بن مروان أيضا لم يرحم من خرج على ملكه وطاعته ،فذبح أحدهم من الوريد إلى الوريد و ألقى به من شرفة بيته.
أبو جعفر المنصور هو الآخر ترك ثروة من الرؤوس و الجثث في خزائن ابنه المهدي بن جعفر، و من باب الأمانة ترك أسمائهم و أنسابهم في رق معلق بآذانهم.
قد تأخذ البعض العزة بعروبتهم(أو إسلامهم المزعوم) فيشككون في تاريخ الطــــــــــــــــــــــــبري و يكذبون ما قاله.(راجع كتاب الطبري : تاريخ الأمم والملوك- تاريخ الرسل والملوك).
و لكن الواقع يكشف أن الرغبة في السلطة و التعبد بها لا تجل صاحبها يُعنى بمن يُقتل أو بمن يُدفن حيا...بل الأهم بالنسبة إليه هو السلطة و التسلط و شبق الحكم و شهوة الجبروت و التقتيل و وهم التأله .
لقد أوجز المنصور حين اعتبر السلطان حبل الله المتين الذي يوجب قتل الخارجين عليه بالعقاب و التمثيل و التنكيل،و قمع المارقين منه’’. فكانت شرعنة القتل إلى يوم الناس هذا,ولازال القوم ينادون بعودة الخلافة.
فمن ستكون له القدرة على إرجاع الخلافة من جديد وقد سرقت على حين غرة بعد وفاة الرسول(ص) مباشرة،فكان الصراع في سقيفة بني ساعدة ثم معركة الصفين... ولم تستطع التعمير(أي الخلافة الراشدة) لأكثر من ثلاث عقود؟
من سيردها ’’لنا’’ إن كان الصحابة قُتلوا وهم على عهدها الواحد تلو الواحد ؟ من يسردها والرسول يقول :’’خير القرون قرني ثم الذي يليه فالذي يليه’’...إذا كان خير القرون لم تعمر فيه الخلافة أكثر من ثلث القرن فبربكم ماذا تفعل ’’جبهة النصرة أو جماعة العدل والإحسان أو أي جماعة حالمة بعودة الخلافة وقد تعقد الواقع وكبرت المجتمعات وازدادت التحديات والإكراهات؟

أرى أنه من الأولى أن نفكر مليا بالديمقراطية ونحصنها، بدل أن ننتظر عودة المهدي ليخلصنا.. تلك أماني.

لو لم ترقكم تلك الادعاءات الدموية، فالمذنب ليس أنا بل الشيخ الطــــــــبري الذي هو فقيه مسلم سني ومفسر طائر الشهرة والصيت(تفسير الطبري). والذي لم يفعل فرج فوذة في كتابه ’’الحقيقة الغائبة’’ سوى أنه نقل عنه ما قاله في تاريخه. فرج فوذة الذي كلفته كلمته حياته على يد أحد المتطرفين الذين ينسبون أنفسهم للإسلام في مصر.

أخيرا : طرح هذه المسألة ليس من قبيل الترف أو النأي بالذات عن الشؤون السياسية التي تعصف بالمنطقة,بل من صميم ذلك لأن التنظيمات السياسية والدينية التي تحسب نفسها على الإسلام جزء من معادلة نريد حلها ووقف نزيفها.
لكن هل تمة من هو مستعد للإعتراف بأن فهمه يظل نسبيا وقاصرا في غالب الأحيان، وأن ما قد يعتقده صحيحا إنما قد يكون من صميم التخلف وتعطيل المسار الإصلاحي الوفاقي في وطن من الأوطان؟ أليست جبهة النصرة والقاعدة جزء من المشكل في سوريا وتونس وربما أيضا في مصر؟ هل سيقبل هؤلاء بالديمقراطية؟ أم أنها كفر ومروق عن الإسلام في نظرهم؟ ألا يجد الديكتاتور غطاءا لممارساته الارتكاسية تحت تبرير التطرف والرجعية الذي هو واقع حالنا؟

ربما المسألة لا تحتاج إلى جواب.
لكن بقي سؤال آخر وأخير لمن يريد تطبيق الشريعة: أي شريعة تريد أن تطبقها؟ شريعة القاعدة أم شريعة النصرة أم شريعة دولة بلاد الشام أم شريعة العدل والإحسان أم شريعة ’’الفاست فود’’ أم شريعة التصوف والدراويش؟
ثم كيف ستعمل على تنزيلها؟ عبر المبايعة(التصويت) يعني الديمقراطية أم بالحديد والنار وقطع رقاب من خالفك لأنك الكمال وظل الله في الأرض تعرف مصلحة الشعب أكثر من الشعب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلافة و التخلف
Amir Baky ( 2013 / 10 / 26 - 17:50 )
نظام سياسي بائد كان المسلمون أقوياء عسكريا به. أى بظروف سياسية عالمية معينة. الآن المسلمون مستهلكون لمأكلهم و مشربهم و للسلاح. أى ظروف سياسية مختلفة عن وقت الخلافة. ولأن المتخلفين كثر و يؤمنون بأن الخلافة من جوهر العقيدة لم يحاولوا تغيير الظروف السياسية العالمية لجعلها مشابها لظروف الخلافة. لم يسعوا للعلم و تصنيع أسلحتهم و توفير مأكلهم و مشربهم بل يسعون فقط بإيهام أنفسهم أنهم قادرون على فرض إرهابهم على البشر. فتخدير العقول لا تصنع حضارة. فلم نسمع أن مجنون إيطالى دعى لعودة الأمبراطورية الرومانية أو مجنون إيرانى طالب بعودة الإمبراطورية الفارسية و لم نسمع من مصرى عودة الأمبراطورية الفرعونية. فالذى يريد عودة أمجاد الماضى فعلية أن يكون رائد و قائد فى العالم. فعقليات نكاح الوداع و رضاع الكبير تصنع حضارة فقط فى مستشفى الأمراض العقلية. ومن يعتقد إن إرهاب البشر و سيلة لنهضة الأمة و إعادة الخلافة الإسلامية فعلية بتقبل رفض هذا الدين الوهابى المحمدى الذى حقر من شأن البشرية وجعل نهضتة مرتبطة بالقوة العسكرية. فمن يدرس تاريخ الخلافة الحقيقى يعلم بأن الموضوع صراع على السلطة فقط لا غير.


2 - ومما قراءت
kenan shammas ( 2013 / 10 / 26 - 18:09 )
مع ان امرهم شــــورى بينهم الا ان الخلفاء الراشدين وغير الراشدين كانوا يتبادلون السلطة بينهم بالسيف او الســـــم او الســـــاطور وفي العصر الحديث بالكلاشـــــنكوف تحية


3 - نعم ستعود الخلافة
عبد الله اغونان ( 2013 / 10 / 26 - 20:59 )
عن حذيفة رضي الله عنه قال :قال رسول الله
تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة وسكت

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم