الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أم النور- – أيّ من ألقابها هو اسمها الحركي؟

عصام مخول

2005 / 5 / 31
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ام انور – نقف اليوم على اعتاب ذكراها ليس لانها كانت قائدا شعبيا او حزبيا بارزا، بل لانها كانت انسانا كبيرا ورفيقة درب معطاءة ومكافحة انسانية، مجبولة بالوعي الطبقي والوطني الذي لا يعرف الحدود.
ام انور كانت خياراتها واضحة وطريقها طريق كفاح مشرف لحياتها اليومية وفي المعارك الشعبية سواء بسواء، في حياتها الخاصة وفي حياة شعبها وحزبها وطبقتها العاملة.
قد لا تكون صياغة النظرية من شؤونها، لكن كفاح ام انور اليومي الاعتيادي كان بطوليا على طريقتها، واسلوب حياتها كان التعبير الحقيقي الاكثر دقة والارقى عن الفكرة الكبيرة التي ما توقفت يوما عن غزل رايتها وحفر معانيها في وجدان اولادها، واولادها اجيال من الشباب الطالعين اينما طالهم وعيها الكفاحي..
ام انور امرأة اعتيادية عاملة، مسلحة بوعيها الثوري وحسها الطبقي والوطني، جعلت من التزامها الشيوعي وكفاحها الواعي، اسلوب حياة ونهجا تربويا وقيمة انشأت عليها قادة ثوريين، ورفاقا ملتزمين امينين ومؤتمنين على حزبهم، وعلى شعبهم وعلى امميتهم وانسانيتهم وقيمها العليا... امرأة اعتيادية عاملة، مزودة بوعيها الثوري كافحت وبعرق جبينها المعزز الكريم أعالت وانشأت عائلة مزودة بكل ما يحتاجه الثوري، من قيم العطاء والتضحية والاستقامة والاباء والتواضع والالتزام الثوري.
ام انور من دون ان تقصد علمتنا حين كنا نؤسس للحركة الطلابية العربية والدمقراطية في الجامعات، وحتى اننا لسنا مقطوعين من شجرة! وعندما اصطدمنا بواقع عنصري في السبعينيات من القرن الماضي، لا توفر في اطاره الجامعة اماكن كافية في نزل الطلاب لطلابها العرب، بينما يرفض اصحاب بيوت عنصريون تأجير بيوتهم للطلاب العرب في المدينة خارج نزل الطلاب، توجهنا من خلال صحيفة "الاتحاد" الى اهلنا الحيفاويين نضعهم في تفاصيل ضائقتنا علّ اصحاب البيوت المعدة للايجار يعطون الاولوية لطلابنا..
وكان اول رد واهم رد حصلنا عليه رسالة بالبريد المسجل تقول:
"لفت نظري اعلانكم في الاتحاد.. واغضبتني حالكم، على أي حال، انا لا املك بيوتا للايجار.. ولكنني استطيع ان اخصص سريرا في بيتي المتواضع في وادي النسناس لطالبة تسكن معي.. هذا ما استطيع تقديمه في وجه العنصريين انا فخورة بكم!
التوقيع
ام النور
ام النور لم يكن اسما اعتياديا بل كان يوحي باسم حركي في وادي النسناس. ومرت اشهر طويلة قبل ان اتعرف شخصيا على ام النور الحيفاوية الى ان التقيتها في احد الاجتماعات الشعبية في نادي المؤتمر فحدثتني عن سرورها بالطالبة التي ارسلناها لتسكن معها وعن اولادها الشيوعيين واكتشفت ان ام النور هي ام انور جمال وام ناريمان وام جول ولكنها تبقى بالنسبة لي ام النور الذي اضاء طريقي وقادني الى هذا الحزب، حزبها ورفاقه وشبيبته.
وتوالت المعارك السياسية وفرق العمل الليلي السري، الذي تولته الشبيبة ومجموعات الطلاب، اجواء ثورية عشية اضراب يوم الارض، كتابة شعارات وتنظيم تظاهرات غير معلنة مسبقا معادية لزيارة السادات لحيفا ، فضح مؤامرات محلية سلطوية، الاعداد لاضراب صبرا وشاتيلا التصدي لزيارات الفاشي المأفون كهانا وطرده من المدينة، ملصقات في معارك انتخابية، كلها كانت بحاجة الى مقر سري للتنظيم وانطلاق الطواقم والفرق الليلية وكانت بحاجة الى ام ثورية نستمد من ملامحها المعنويات والامان.. ولم يكن بيت افضل من "بيت ام النور" وعشائها الشهي وبسمتها المطمئنة وملاحظاتها الهادئة.
فاي من اسمائها هو اسمها الحركي؟!
ام انور؟ ام النور؟ ام أم بافل؟ ما الفرق بينها ما دامت هذه "الام" قادمة في كل الحالات، من رواية غوركي ومسرحية بريخت او مستلهمة منها؟!

* نص الكلمة التي ألقاها ألسكرتير العام للحزب الشيوعي في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرفيقة يسرى (أم أنور) جمّال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ


.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم




.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال