الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون و العلم الأردني و إشاره رابعة

نضال الربضي

2013 / 10 / 26
المجتمع المدني


الإخوان المسلمون و العلم الأردني و إشاره رابعة

الحركة الإسلامية في الأردن تنظم مهرجانا ً خطابيا ً لنصرة المسجد الأقصى في فلسطين يوم الجمعة أكتوبر 25 و يحضره كثيرون من خارج الحركة و هم مواطنون أردنيون أصيلون أتوا تضامنا ً مع الشعب الفلسطيني و المقدسات الإسلامية. بعد أن "يكتمل النصاب" تظهر الحقيقة للناس حين يحضر الأقصى حضورا ً خجولا ً و بدلا ً عنه تظهر إشارات رابعة و يتحول المهرحلت الخطابي لمهرجان نُصرة رابعة.

لا تكتفي الحركة الإسلامية بهذا الخداع المقصود و المُمنهج بتجميع الناس لقضية ثم فرض قضية أخرى عليهم لكن بكل ما أوتيت بأدبياتها التي بتنا نفهمهم جيدا ً من أساليب المراوغة و الكذب المكشوف المفضوح تقوم بدون أي خجل و بكل احتقار لمشاعر الأردنين و بكل خزي بوضع شعار رابعة على علم الأردن و رفع العلم.

إلى هنا وصلنا يا سادة.

جماعة الوطن بالنسبة لها مجرد فندق للأكل و الشرب و النوم يحتوي على ساحات للوعظ الديني و تجميع الجماهير لكنه ليس مهوى الفؤاد و لن يكون، فالفؤاد الإخواني مُتعلق بالرب الأعلى أقصد المرشد الذي يُعطيهم التعليمات و يرشدهم و يريهم ما يرى و لا يريهم إلا ما يرى و هم وراءه بل أضل سبيلا، و عجبا ً على مرشد يتنقب بزي النساء ليهرب من ميدان ٍ كان قد قال أتباعه من قادة الصف الثاني أنهم سيستشهدون فيه فهربوا تباعا ً و هرب هو متنقبا ً، لكن النقاب اللي يكدب الهجاص أوضح الحق، قل جاء الحق.

جماعة شعارها "الموت أسمى أمانينا" (و التي تهرب حبا ً للحياة) تحلم بخلافة تحكم بلدان العالم لأمة وهمية غير موجودة أصلا ً لأن مواطني هذه الخلافة الوهمية لا يجمعهم سوى الدين و يختلفون في العرقيات و اللغات و العادات و الثقافات و التقاليد و الأحلام و الطموحات و الخلفيات الفكرية و النظم المُتبعة في الحياة و تصوراتهم عن العالم، و في كل شئ حتى في الدين الذي يشتركون فيه، فمع اختلاف المذاهب من سني و شيعي و أباضي و علوي و حنبلي و مالكي و شافعي و حنفي و قادياني و بهائي ما يزال لكل شخص درجة تدينه و فهمه و قناعاته الشخصية التي لا تماثل قناعات أي شخص آخر حتى لو كان أقرب الناس إليه، و ما العقائد و طقوس العبادات إلا مظاهر الدين الظاهرة و ليس كافية لتجمع المختلفين في كل شئ، لكن طبعا ً جماعة "الموت أسمى أمانينا" (و التي يهرب قادتها حبا ً للحياة) تنتحر انتحار غواية الخيال و الانفصال عن الواقع بعدما كفرت بالوطن و المواطنة.

تتجاوز الجماعة حقها الدستوري في التعبير عن نفسها حين تنتهك العلم الأردني انتهاكا ً لا غفران له وجب أن تنتبه له الدولة الأردنية و لا تتركه يمر مرور الكرام فأنا كمواطن أردني أطالب بفتح تحقيق كامل في موضوع رفع شعار رابعة على علم وطني، فإن كان الإخوان ما زالوا يعدون أنفسهم مواطنين أردنين فهم بلا شك يدركون أن العلم رمز الدولة و هويتها و لا حق لأي مواطن أن يغير رمز الدولة الجمعي أو يعدل عليه بأي شكل من الأشكال، و أن العلم هو دائما ً خارج معادلات الاختلاف و خارج نطاق الفعل الحزبي أو المؤسساتي بأي شكل من الأشكال، أما إن اعتبروا أنفسهم ليسوا بمواطنين فلا شأن لهم بالعلم أصلا ً ليرفعوه.

في أدبيات الجماعة لم تعد الأردن مهمة ً كوطن فالذي قال يوما ً ما عن مصر: طز في مصر و اللي في مصر، ما زال يلهم الجماعة عندنا في الأردن حتى يأتي الوقت الذي يقولون فيه نفس الشئ عن هذا الوطن لكن عندها سيكون رد الأردنين مزلزلا ً غير مسبوق و لا أنصحهم أن يجربوا.

في أدبيات الجماعة فلسطين مسألة ثانوية، فوجود إسرائيل كقوة محتلة مسألة واقع لا يمكن تغيرها و لا يملكون القوة لتغيرها و لا الخطة و لا العزيمة و لا النية، فإذن ليتجهوا إلى حقل آخر ممكن أن ينجزوا فيه شيئا ً فإذن مصر ثم الأردن، أوليس دم غير الإخواني أسهل إراقة ً و اقل استتباعا ً للنتائج؟ طبعا ً فإسرائيل لا ترحم لديها طيارات بدون طيار و صواريخ تقصف السيارات التي تقل المقاومين و وحدة كيدون أو الخنجر على أتم الاستعداد لزرع الخنجر في قلب أي معتدي، فما الحل إذن؟ الحل بسيط: دمر وطنك يا إخواني، فإن نجحت يكون جهادك مرضيا ً عند المرشد و الله من بعده، و إن مت فأنت شهيد و تنتظرك أنهار الخمر التي لم تشربها في الدنيا و الحور العين الذين تغض البصر عنهم و أنت تتحرق شوقا ً على الأرض، و ما أروعها من نهاية، تموت مجاهدا ً و ترتاح و تترك المجاهدين الباقين يدمرون الأوطان، فالأوطان لا تقوم إلا جين تتدمر و يقيم عليها الإخوان دولة الله.

كلما تكلمنا عن فلسطين يأتي إخواني ليقول لنا: "شو عملتو إنتو لفلسطين؟"

نحن يا سيدي
علمنا أطفالنا أن لهم أرضا ً مسروقة و إخوانا ً مُستضعفين
علمنا أطفالنا أن يكونوا صادقين مع أنفسهم و مع الناس
علمنا أطفالنا حب الحياة
علمنا أطفالنا التمسك بالعقل و المنطق حتى يكون لهم دور في العالم
علمنا أطفالنا أن يكونوا بشرا ً عاقلين غير مغيبين
علمنا أطفالنا أن يكونوا أحرارا ً فلا يقبلون أيدي أحد حتى لو كان لقبه "المرشد"

و سيأتي يوم حين ينطلق من أطفالنا الحل لفلسطين، إلا إن بقيتم أنتم تخربون كل ما يبنيه غيركم بالكذب المفضوح الواضح و نكران الوطن و الهوية و تدمير أي وجه حضاري لأوطاننا، ووضع أيديكم في أيدي جماعة الشرق الأوسط الجديد و الفوضى الخلاقة. و طالما أنكم على درب حسن البنا و سيد قطب و صفوت حجازي بحلته و سكسوكته الجديدة و محمد بديع بنقابه المؤقت لن تقوم لكم قائمة.

على باب جماعة الإخوان كتب الشعب المصري "أنشأها البنا و أغلقها بديع"

و على باب جماعة الإخوان في الأردن سيكتب الأردنيون

"أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين
فاهتز المجد و قبلها بين العينين"

لن أقول لكم كما تقولون "موتوا بغيظكم" فتلك الجملة تعكس إفلاسكم من أي منطق و انتكاستكم إلى رد الفعل الطفولي العاجز الذي لا يملك إلا القول دون الفعل، لكني سأذكركم بما يقوله الرجال الرجال و النشامى النشامى عندنا في الأردن:

يا راكبين الغاليات بالاثمان.....حطو كلايفها وعدو عددها

جنزيرها يقدح على الصخر نيران.....من كف حر ما نزل عن وتدها

هبة هلك يا قدر ترفع الشان.....حابس شربها وارتوى من مهدها

زغرود مشخص له صدى بكل الاركان.....وخوات خضرا رابينن عندها

هؤلاء نحن و أنتم لستم منا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهيدان بينهما موظف أونروا جراء قصف إسرائيلي قرب مخزن مساعدات


.. رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر ينهي خطة ترحيل اللاجئين ?




.. شاهد| نقل نساء وأطفال أصيبوا في قصف إحدى مدارس الأونروا وسط


.. صعود اليمين في الانتخابات العامة يثير قلق المهاجرين في فرنسا




.. عبور الصحراء أخطر على المهاجرين من عبور البحر