الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقط لأنها ليست ولداً؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 10 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يتصاعد النقد للحكومة الانتقالية اليوم (فى أواخر أكتوبر ٢٠١٣) لعجزها عن اتخاذ القرارات الحاسمة التى تفرضها الأحوال الاقتصادية والأمنية والقانونية والاجتماعية والتعليمية والثقافية الهابطة الموروثة من النظام السابق الساقط، وهو نقد مهم ومطلوب يذكرنا بما حدث بعد ثورة يناير ٢٠١١ وسقوط مبارك فى ١١ فبراير.. تولى حكم مصر المجلس العسكرى وحكومات تكنوقراط مع ممثلى الأحزاب الجديدة ، وثبت فشل الجميع فى تحقيق أهداف الثورة أو تمهيد الطريق لتحقيقها، وبالمثل تفشل الحكومة الانتقالية الحالية، لسبب بسيط: أن أغلب أفراد هذه الحكومات والأحزاب التى تكونت بعد الثورة لم يكن لهم علاقة بالثورة «المجيدة» إلا إعلامياً وخطابياً، وقد اتبعوا الأسلوب التكنوقراطى البيروقراطى لتطبيق القانون القديم تحت اسم الشرعية الدستورية والحفاظ على الدولة، رغم أن الثورة تعنى تغيير نظام الدولة واتباع الشرعية الثورية لوضع الأسس للنظام الجديد سياسياً واقتصادياً وقانونياً واجتماعياً وتعليمياً وثقافياً وأخلاقياً، وإصدار ما يحقق ذلك من دستور جديد وقوانين وقيم جديدة.

السياسة لا تستطيع تجاوز الممكن والمتاح، وتقوم على التنازلات عن المبادئ الثورية (على رأسها العدل) للتوفيق بين مصالح الأحزاب السياسية والدينية المتنافسة فى الساحة.

إذا نظرنا إلى هذه الأحزاب نجد أن أغلبية الشعب خارجها، مثلا النساء نصف الشعب خارج هذه الأحزاب (لا يسمح القانون بتكوين حزب للنساء) ولهذا يتم التضحية بحقوقهن من أجل إرضاء أحزاب أخرى لا تمثل إلا قلة صغيرة مسيطرة بالمال والإعلام.

الأقباط أيضاً خارج الأحزاب (لا يسمح القانون بتكوين حزب للأقباط) ولهذا يتم التضحية بحقوق الأقباط فى لعبة التوازن بين القوى السياسية، لماذا يسمح بتكوين حزب سلفى إسلامى ولا يسمح بتكوين حزب قبطى؟

ويتم التضحية بحقوق الفقراء، عمال وأجراء وفلاحين، لعدم وجود أحزاب لهم.

لو تأملنا الأحزاب المتنافسة فى الساحة المصرية نجد أن أغلبها من رجال الطبقة الوسطى والعليا وأصحاب الأعمال، ويدور الصراع السياسى بين هؤلاء الرجال وأغلبية الشعب يتفرج عليهم.

لو نظرنا إلى الوجوه فى لجنة الخمسين ماذا نرى؟

أغلبهم رجال كهول وشيوخ من الطبقتين العليا والوسطى وأصحاب الأعمال والمهن الحرة ورجال الجامعات الأكاديميين، وقلة قليلة من النساء.

فى جريدة الأهرام (٢٤ أكتوبر ٢٠١٣) صورة لمن يسمونهم القوى الثورية والرموز الوطنية، ماذا رأينا؟ صفوف رجال كهول بالبدل الأنيقة والكرافتات الملونة ولا يوجد بينهم إلا امرأة شابة شقراء ترتدى نظارة سوداء وفتاة سمراء حسناء شعرها طويل أسود، وصورة أخرى لرئيس الوزراء يلامس بيده الحنون رأس شقيق الطفلة مريم التى قتلها الاعتداء الإرهابى الإسلامى على كنيسة الوراق.

كانت السيدة الأولى (فى عهد السادات ومبارك) تزور المصابين فى المستشفيات وتوزع عليهم البونبون.

ويقول الناس: كم مرة طالبت الحكومة الأقباط بضبط النفس واليوم يطالب الأقباط الحكومة بضبط الجناة.

وتنشر الأهرام (فى ٢٤ أكتوبر) أن تحقيقات النيابة كشفت عن أن الجنود المكلفين بتأمين كنيسة الوراق لم يحضر أحد منهم منذ ١٤ أغسطس الماضى.

أطلق الرئيس المؤمن (السادات وصديقه ريجان) العنان للإخوان والتيارات الإسلامية الأصولية التى توجه ضرباتها للأضعف سياسياً (النساء والأقباط)، أعوان الحكم من المشايخ ورجال الدين غرسوا كراهية النساء والأقباط على مدى العقود الأربعة الماضية، يكرهون المرأة لكونها امرأة، أما القبطى فهو مكروه فقط بسبب دينه،

الطفلة التى شنقها أبوها بحبل علقه بالسقف لأنها لم تنظف الشقة (المصرى اليوم ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣) لو كانت ولداً لما شنقه ولما طلب منه تنظيف البيت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنتي القامة المصرية العالية
نضال الربضي ( 2013 / 10 / 27 - 10:35 )
سيدتي الكريمة أنتي القامة المصرية العالية الأصيلة.

إن ما تكتبين و إن كان الآن لا يضع أصحاب القرار محتوياته موضع الدراسة و التنفيذ إلا أن هذا الوعي الذي تبنينه سوف يذكُرك ِفي العقود القادمه ببناته و سيداته و حتى بأبنائه ممن جعلتي حياتهم أفضل و أكرم بأفكارك ِ العظيمة.

نفتقر لمن هم مثلكِ و للأسف أنت ِ و الدكاترة الكرام سيد القمني و حازم أبو زيد و فرج فودة لا تجدون تكريما ً في أوطانكم فلا كرامة لنبي في وطنه.

كل الحب و التقدير لك ِ سيدتي.


2 - لديك عقدة أنوثة
عبد الله اغونان ( 2013 / 10 / 27 - 12:48 )
الجريمة لاتتحدد بالجنس ذكر /أنثى بدلالة وقوع ضحايا كثيرين من الذكور والاناث
وتعرضهم لجرائم فظيعة
النساء لسن حزبا اذ هن أعضاءفي احزاب
انها عقدة الأنوثة
الله يداوي


3 - القديرة نوال السعداوى
عراقيون ( 2013 / 10 / 27 - 13:07 )
الاسلام خلق فى نفوس اتباعه مرض نفسى وانحطاط ثقافى فلا اقول اخلاقى فهم اسرى لما قال لهم اليعفور الكبير فى اياته المسروقة والمنسوخة والارهابيه والمسخة وادعى زورا وبهتانا انه مرسل ولا اعرف اى قواد ارسله ليقتل الابرياء والاطفال والنساء ويحرق دور عبادة الاخرين من الشيعة والنسارى والبوذا والكنيس وكل ما اوتى ذكره لليعفور كتبه ولم يسلم من امام اتباعه المجرمين.. انا ادعوك يا سيدتى الكبيرة نوال ان تسامحى هذا المغربى الذى يعرف المحدودية من ثقافة محمد.. يا مغربى يا عبدالله اغونان ويش رايك يا عبدالله بالشيخ احمد القبانجى.. فضائح اسلامية بالگلاگل


4 - عراقيون يقولون..أنا أدعوك
عبد الله اغونان ( 2013 / 10 / 27 - 13:53 )

لم أرتكب مأطلب أن تسامحني عليه
أحاور وأقدم رأيا فعليك بالرد أن أطقت
لايهمني الشيخ القبانجي ولاالشيخ الكوامانجي

أعرف مقالاته فهات فكرة ونناقشها
بأسلوب الحوار المتمدن


5 - اشكاليه الاسلام
على سالم ( 2013 / 10 / 27 - 22:14 )
الاسلام حيثما وجد فاننا نجد التخلف والرجعيه والفساد والجهل والعقول المغلقه والظلم والانهيار التعليمى والثقافى والسياسى والاجتماعى والاقتصادى ,انها اشكاليه كبيره وحلها بصراحه هو اجتثاث الاسلام من العالم والقضاء عليه تماما وعلى شروره وخزعبلاته ,هذا الاخ المغربى اغونان يظهر تقريبا فى كل المقالات التى تدعو بالتغيير والعلمانيه وفضح موبقات الاسلام ,انا متاكد انه يتلقى المعلوم من جهات سلفيه جهاديه شريره متخلفه وتحلم بالقضاء على المواقع التنويريه ليسود الاسلام الرهيب الدموى


6 - التغيير في الشكل وليس في العقل (رغم محاولة الأخونة
طلال حمّاد ( 2013 / 10 / 27 - 22:18 )
في مصر، كما في تونس، جاءت الانتفاضة الثورية التي أطاحت برأسي النظام، ولم تُحدث تغييراً في عقل الحكم، من خارج الأحزاب والأفكار المتعارف عليها في الثورات، على يدي الشباب، الذين انتفضوا بهدف إسقاط النظام دون عمق فكري لتغييره، ومع تطور الأحداث والاشتباك تطور لديهم الطموح إلى حرية واضحة وديمقراطية حقيقية وعدالة منصفة وسياسة تنموية صادقة وإلى ضرورة محاربة الفساد والتمييز في الدولة.. وعلى الفور، مع الرضوخ إلى رغبة (إسقاط) رأس النظام وحاشيته، قفزت القوى والأحزاب السياسية القائمة والمستحدثة للانقضاض على الفرصة السانحة.. وهو ما جعل، ويجعل، المشروع التحرري من ربقة الماضي في قبضة التقليديين ورهن عقلهم الماضوي، في كلّ وِرْثَتِه.. كما كان من الواضح، في مصر، وعلى عكس تونس، أن تقود المؤسسة العسكرية المرحلة الانتقالية التي تقود إلى الانتخابات بما آلت إليه.. وهكذا


7 - فقط
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 11 / 10 - 07:26 )
عقدة العرب ليست هي الدين
وإنما الدين مسجب فقط يعلق عليه غسيلنا الملوث
نستطع كلنا أن نشعر بالناس كلهم يتمسحون بالدين لكن سلوكهم
بعيد كل البعد عن تعاليم الدين ونستطيع أن نشعر أيضا أن هذه
الجماهير التي تتظاهر بالتدين حقيقتها لا تخرج عن نطاق مصالحها
المادية
هذه هي الحقيقة في مصر وفي كل الدول العربية قاطبة الكل يتمسح
بالدين لكن سلوكهم بعيد عن جوهر الدين
ونظرا لكون مصر يوجد بها مواطنون أقباط لهم دينهم الخاص بهم
ونظرا لكونهم قلة فهم بالضرورة حقوقهم مهضومة ولهم نصف المواطنة
وهذا ظلم كبير ورغم عظمة مصر وتفوقها على سائر الدول العربية
الأخرى إلا أنها لم تستطع إقرار الديمقراطية الحقة لأن المعوقات كبيرة
ويوم يصل قبطي إلى رئاسة الدولة حينئذ ستكون الديمقراطية المصرية قد
استوفت شروطها وذلك ما يحدث في أمريكا مثلا
زنجي أسود يحكم البلد العظيم دون أن يتصرف كزنجي

اخر الافلام

.. كوباني تحتضن مهرجان زيلان الثالث


.. -الشهيدة زيلان رمز للمرأة الكردية المناضلة-




.. لمناهضة قتل النساء منظمة سارا تطلق حملة توعوية


.. مسرحية غربة




.. دعاء عبد الرحمن طالبة بكلية الصيدلة بجامعة أم درمان