الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنصنع الحياة علينا بتوفير الاسباب والمحفزات

سامي كاب
(Ss)

2013 / 10 / 27
المجتمع المدني


هي الحياة حركة دائمة لا تتوقف في توسع وارتفاع وتسارع تقدمي نحو الارتقاء والطغيان
حركة عضوية وجزئية وذرية والكترونية تفاعلية تؤدي للتطور والنمو والتغير والتحديث في التفاصيل الصغيرة والكبيرة والخصوصيات والعموميات
مبدأ الحياة هو التغير والتنوع والتجديد والابتكار والابداع والتميز
فكل ذرة تسعى جاهدة بكل حراكها وتفاعلها نحو هدف التميز والارتقاء عن غيرها في هذا الكون وكل جزيء وكل عضو وكل جسم وكل كيان على هذا المبدأ يثبت وجوده ويحقق كيانيته
وللحياة بمعناها التفاعلي الحركي التنموي التطوري التحديثي التوسعي الارتقائي الابداعي الابتكاري التميزي اسباب ومحفزات
الاسباب مفردها سبب والسبب هو البيئة المناسبة لحصول الحدث والحدث هو احد مفردات الحياة ذات المركب الشمولي من مجموع مفرداتها وهي الاحداث
والسبب اي البيئة الحياتية تحتوي الشروط الموضوعية اللازمة لحصول الحدث فعليا وواقعيا وليس نظريا فحسب
كما تحتوي البيئة الامكانات اللازمة ونظم العمل وبرامجه حيث موضوع الحدث والامكانات تتأتى بتوفير الطاقة والخامة والعلم والمعرفة والتقنية والخبرة والبرمجة والخطة والهدف والدراية والادراة والتنسيق والامن اللازم والعناية لضمان استمرارية العمل موضوع الحدث لغاية تحقيق النتائج فوق سقف الطموح والامل
اما المحفزات ومفردها محفز فهو بمثابة الشرارة الاولى التي تشعل نارا متأججة تكبر وتتوسع وتقوى نحو الشمولية والطغيان فتغير في البيئة وتراكيب المادة وتخلق واقعا حياتيا جديدا
والمحفز بمثابة القدحة الاولى لادراة المحرك او آلة الحياة لتسير المركبة للامام قدما بتسارع نحو المحطات التقدمية
والمحفز هو بمثابة الطلقة الاولى التي تشعل حربا لتغير واقعا غير مرضي عنه ولا يرتقي الى مستوى الاستحقاق الحياتي الافضل
والمحفز هو بمثابة الاعلان عن بدء حركة التغيير والفعل والتجديد والنمو والتطور وهو بمثابة اعلان لصنع واقع جديد يحتوي حياة جديدة
وبعد توفر الاسباب والمحفزات وتوفر ارادة الحياة والقيادة والبرمجة والتخطيط وآلية التنفيذ والحركة والتفاعل يحدث الحدث كفعل جديد مبتكر ( خلق ) لخلق واقع جديد يحتوي على مساحته مجريات لحركة تفاعلية جديدة بمجملها تسمى حياة اذ تمثل محطة تقدمية جديدة في مسيرة حياة الانسان وكل كائن حي على وجه الارض وتمثل وضعا جديدا لكل عنصر مادي ذو كيان مشترك في هذا التفاعل الحداثي
اذا مسيرة الحياة تبدأ من السبب ثم المحفز ثم الاداة ثم المادة ثم البرنامج ثم الخطة ثم القانون ثم بيئة الاستمرارية ثم الهدف وبهذه المبادئ تتشكل معادلة الحياة للانسان ولكل كائن حي واعي اي قادر على السيطرة والتمكن من تفعيل معادلة الحياة وتحريكها والحصول على نتائجها في سبيل خدمته لتحسين ظرف معيشته والتطور نحو الارقى وخلق الواقع الافضل
وما يهمنا من هذا الطرح الموضوعي الشمولي هو الانسان فردا ومجتمعا
ونقول بهذا الصدد باختصار شديد بان حياة الانسان قائمة على الحركة والتنوع والتجديد والنمو والتطور والتسارع والتقدم والتغير والتوسع والارتقاء
وكل هذه العناصر التركيبية التفاعلية موضوعها هو الانسان فهو المحور المحرك وهو الفاعل والمدير والمبرمج والمخطط والاداة لتنفيذ الحدث
الانسان هو الذي يوفر السبب والمحفز والاداة والمادة والبرنامج والخطة والقانون وبيئة استمرارية الحدث والهدف
وعليه فانه بادئا ذو بدء عليه بان تتوفر به الاهلية والكفاءة والقدرة والارادة الحياتية اللازمة كلها لتحقيق الحدث بتفاعلاته ومسيرته التنفيذية
الانسان بذاته كيان مركب من جسد وعقل وروح ( العقل والروح تشكلان الوجدان )
وهذا الكيان يحتوي بتشكيله عناصر مادية مؤلفة من ذرات وجزيئات تتفاعل مع بعضها بحركة دائمة لا تنتهي ولا تتوقف بشكل لا نمطي ولا رتيب ( دائمة التغير والتطور نحو خلق جديد )
دوام التغير والتطور نحو خلق جديد هو ابسط مبادئ الطبيعة في صناعة الحياة
وبعكس هذا المبدأ تكون الحياة قد تهدمت من اساسها والغي فعلها وتوقفت حركتها فلا خلق ولا تجديد ولا نمو ولا تطور ولا استمرارية للوجود ولا كيانية
ومن الذي يقوم بعكس هذا المبدأ الطبيعي الاصيل غير ذي قدرة ادارية واعية تحكمية على سطح الارض غير الانسان ؟؟ كونه ارقى الكائنات الحية من ناحية التركيب العضوي والذكاء المادي
عكس مبدأ الحياة يتمثل بكثير من الصفات في الانسان نذكر هنا اهمها :-
1- الروتين او النمطية -
الروتين يعني تكرار الحدث بشكل تراتبي مكانيا وزمانيا بحيث يؤدي الى ادمان سلوكي والادمان السلوكي يعني ممارسة الفعل عن ظهر قلب دونما اي محفزات ذهنية او نفسية او جسدية اذ يقوم الانسان بفعل نمطي بدافع السليقة او الغريزة او الفطرة
وهنا ينتفي وجود سبب للحياة او محفز او اي عنصر لادارة معادلتها وتحقيق مسيرتها نحو التغير والحداثة والنمو والتطور
فيبقى الواقع كما هو ثابت جامد وكانه ميت ويبقى الانسان اداة معطلة عن صنع الحياة وخلق حياة جديدة وفي غياب واقع حياتي جديد يبقى الانسان كأداة صانعة للحياة أداة متخلفة عن صنع حياة تقدمية والنتيجة اجمالا انسانا متخلفا وحياة عدمية ثابتة جامدة متخلفة رجعية تسبب المآسي والموت والهلاك للانسان فردا ومجتمعا
فمثلا شرب الكحول بشكل ادماني اوشرب السجائر ( التدخين ) او الاكل الزائد عن الحاجة بدافع الشهوة بشكل نمطي يومي او النوم الزائد عن الحاجة بدافع حب الراحة او ممارسة الغرائز عموما بدافع شهية اشباع الغريزة دونما رادع نفسي او وعي فكري او ادارة ذهنية واعية للسلوك فان كل هذه امثلة من الروتين الذي يسبب الادمان السلوكي والادمان هو الداء القاتل لاسباب الحياة ومحفزاتها
والحل او العلاج ليس بالامتناع عن القيام بكل هذه الافعال انما يجب القيام بها بقدر الحاجة لها بوعي وادارة وتحكم عقلاني دونما الانجرار وراء الغريزة والسليقة والفطرة بتكرار الفعل بشكل روتيني ونمطي لغاية حصول الادمان جسديا ووجدانيا
والمسألة في غاية البساطة اذا ما توفرت ارادة الحياة والحد الادنى من الوعي والاحساس بالمسؤولية والواجب اتجاه الذات والآخرين في المجتمع الانساني
2- الاتكالية والتطفل والامعية والتبعية -
كل هذه الصفات الخلقية والسلوكية تحصل نتيجة ضعف او عدم الاحساس بالمسؤولية الحياتية والواجب الحياتي اتجاه الذات والآخر
هذا خلل وجداني يتحمل مسؤوليته الانسان بشكل كامل اذ يمثل عدم توفر ارادة الحياة بزخمها الطبيعي اللازم وقوتها وفعلها اللازمين
والمسألة تحتاج لتحريك الوجدان وتفعيل عناصره ومراجعة الذات واعادة هيكلة الشخصية وبنائها من جديد على اسس علمية ومنطقية وتجريبية وفعلية بموازاة الحركة والتجربة والممارسة واقتحام الحياة بجراة وتحد واقدام وتنويع التجربة والاضطلاع والتعلم والبحث عن المعرفة والتقصي والتحليل والاجتهاد والمطابقة ثم المحاولة والتحقق والاتقان والارتقاء
المسألة تعني اقتحام الانسان لمساحة الحياة والمشاركة في آلية حركتها فعليا والمساهمة في معادلتها مساهمة عضوية وموضوعية والاندماج مع مكوناتها اندماجا حركيا تفاعليا انتاجيا
وهنا تنمو في الذات صفة ارادة الحياة وتاخذ زخمها وقوتها وشكلها من خلال الحركة التفاعلية للانسان على مسرح الحياة جسدا وعقلا وروحا
3- غياب المادة الحياتية او الطاقة اللازمة للفعل والحركة او البيئة المناسبة للفعل والحركة -
في هذا الصدد نقول بان المادة الحياتية متوفرة في كل مكان وزمان ولكنها تحتاج لترتيب وبرمجة وتنسيق وتوضيب وتاهيل للتفاعل والانتاج والحركة وكل هذا يحتاج لقوة واعية ذكية قادرة على الادراة والتحكم والسيطرة والاستحواذ والتوجيه وضمان استمرارية التفاعل وضبط النتائج وتوطوير الانتاج والقوة الواعية الذكية يمتلكها الانسان
كما الانسان بوعيه وذكائه عليه ان يوفر الطاقة ويعرف كيف يستخدمها لادارة الحركة وتحقيق نتائج التفاعل كما وعليه توفير البيئة المناسبة لتحقيق التفاعل من امن وسلامة وشروط موضوعية واسباب واقعية لتحقيق الاستمرارية في التفاعل والحركة
------------
وبهذا الوصف البسيط بامتلاك الوعي والذكاء والقدرة والمادة والطاقة والاهلية ( العلم والمعرفة والتقنية ) والارادة والتمرس والخبرة يقدر الانسان ان يصنع حياته بالشكل الذي يريده ليحقق سعادته ورفاهه وامنه وسلامته واستمرارية وجوده على افضل حال
الفرق بين الانسان والحيوان هو ان الحياة تصنع الحيوان اما الانسان فهو الذي يصنع الحياة
فهل الانسان في الواقع العربي قادر على صنع الحياة ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: عدم دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمر كارثي أما


.. مصطفى زمزم رئيس جمعية صناع الخير: التحالف الوطني قيمة مضافة




.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو