الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختلاف في القرآن

حسان الزين

2013 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان اختلاف الأديان والشرائع والمناهج الاجتماعية والحياتية هي من طبيعة المجتمع الإنساني بالطبع تحت تأثير عوامل عديدة وبسبب وسائل متفرقة كل مجموعة تعبر عن عاداتها وتقاليدها فالاختلاف سنة تاريخية عبّر عنها القرآن
قال تعالى"وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِين. فلو كانت الحديقة صنف واخد من الورد ورائحة واحدة ولون واحد لكانت حديقة باهتة
فالاختلاف آيةٌ فيها من الجمال والإبداع ما يفوق التصور فلو كان الناس يتكلمون لغة واحدة لكانت الثقافة المعرفية ضيقة فبوجود آلاف اللغات وسعت مصادر المعرفة الانسانية والعقلية لقد حكم الروس عشرات السنين في بلاد القوقاز فما استطاعوا تغيير لغة الأقوام في مدينة مثل محجة قلعة وأباد المستعمرون الجدد في امريكا الهنود فما تمكنوا من القضاء على التقاليد واللغة والدين فالقران يقر بالاختلاف العرقي واللغوي بل يمدحه اما الاختلاف الثقافي فيعبر عنه القران بعدة عبارات حيث كان الناس أمة واحدة فاختلفوا بعد طرح الامور المعرفية والبينات والحججوهذا شيء طبيعي ان يختلفوا لأن المعرفة تولد الأسئلة وتطرح المصالح على المحك
(وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) فقد كان المجتمع الإنساني أمة واحدة اختلفوا فيما اختلفوا فيه فتعددت مشاربهم وعقائدهم وتقاليدهم فهو يصف كيف كان الناس يؤكد على أن الانسانية كانت واحدة ثم تفرقت واختلفت ثم يعود ليقول في آية أخرى ان الناس لا تعود الى الوحدة الانسانية والى نشوء أمة واحدة لأنهم باقون على اختلافاتهم فلم يحدد القرآن في هذه الآية اي الاختلافات ثم يعود ليقول ان الوحدة ممكنة برحمة من الله
وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }
فالله بعث الرسل والأنبياء ليعالج الاختلاف مع قانون وبينات وحجة الا إصرار الناس على البغي والاعتداء واتباع مصالحهم الذاتية أبقى الغوي يفسد في الارض ويعيث فسادا لجهله وتعنته
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ...... ولكن الله عندما أراد ان يرسل الأنبياء والرسل أرسلهم بشرائع ومناهج مختلفة بعضها عن الاخر بالرغم أن هناك أساسيات مهمة لا تختلف وضروريات من ابراهيم الى موسى الى عيسى الى محمد عليهم السلام فقال العلي الحكيم
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾-;-
وقال في موضعٍ آخر :
لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ-;- فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ-;- وَادْعُ إِلَىٰ-;- رَبِّكَ ۖ-;- إِنَّكَ لَعَلَىٰ-;- هُدًى مُّسْتَقِيمٍ ....ثم أرسل الله محمدا للناس جميعاً
وكما قال تعالى ( قُل ياأَيُّها النّاسُ إِنيِّ رَسُولُ اللهِ إلَيكُم جمَيعاً الذي لَهُ مُلكُ السمواتِ وَالأرضِ لاإلهَ إلاّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيت ، فَآمِنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِيِّ الذي يُؤمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ واتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم تُهتَدُون ) الأعراف 158 .
بعد سرد هذه الآيات وغيرها نجد أن الاختلاف طبيعة إنسانية بل يؤكد عليها القرآن ويمدحها في الكثير من الآيات و النقطة الثانية يجعل المنهاج والنسك حق لك أمة فيهيأ العقل والنفس البشرية على الاختلاف ويخفف من مردوداته السلبية بل يؤكد على إيجابيته في مواضع متعددة اما النقطة الثالثة وهي ان الاختلاف السلبي هو من صنيع الانسان وأهواءه وتعنته وهذا هو البلاء الذي يسيء الى الانسان في الدرجة الاولى لأن اله الهوى والشهوات يخلق المعتقدات والأساليب السلبية في المجتمع
{ وقال تعالى :ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} [ سورة الروم
الله أرسل أحمد المختار...... نورالهدى ليحرر الانسان
قد غير التفكير نحو هدايةٍ .........وبنى العقول وهدّم الطغيان......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شرائع ومناهج مختلفة للأنبياء
شاكر شكور ( 2013 / 10 / 28 - 00:29 )
اقتباس من المقالة : (ولكن الله عندما أراد ان يرسل الأنبياء والرسل أرسلهم بشرائع ومناهج مختلفة بعضها عن الاخر) ، ان اختلاف مناهج الأنبياء لا جدال فيه فلكل نبي خطة عمل لمهمتة الأبلاغية ومنهج خاص به ، أما اختلاف شرائع كل منهما عن الآخر فهذا لا يمكن ان يصدر من الله ، فيمكن القول احد الأنبياء تمم رسالة الآخر ولكن لا يمكن القول اختلاف في الشرائع لأن الله وهو المرسل للأنبياء له شريعة ووصايا واحدة لا تتبدل ولا تتبدل كلماته فلا يمكن ان يرسل الله نبي لتبليغ شريعة معينة ويرسل نبي آخر ليعدل او ليختلف عن الآخر وإن حدث ذلك فأحد المرسلين يكون كذابا ، وسأضرب لك مثل : عيسى قال في الجنة لا يوجد زواج بل يكون الناس المختارين كالملائكة وحدد في الدنيا الزواج من واحدة فقط ، لما جاء الرسول محمد قال في الجنة هناك نكاح مع الحوريات وحلل الزواج من اربعة نساء في الدنيا ، هنا نستنتج من هذا الأختلاف في التشريع إما ان يكون هناك إلهين وهذا محال او احد الأنبياء هو نبي كذاب ويجب استعمال العقل وليس العاطفة لغرض التحكيم ، تحياتي لك أخ حسّان


2 - الشرعة هي الشريعة
حسان الزين ( 2013 / 10 / 28 - 01:42 )
السلام عليكم هناك 4 كلمات هي الدين 2الشرعة3المنهاج4النسك وكلها كلمات قرآنية فالدين عند الله الاسلام اما الشرعةوهي الشريعة كما في اغلب التفاسير اما المنهاج فهو الطريق المستقيم اما النسك فهي الطقوس اذن ولكلٍ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا اي شريعة وهذا لا يفسد القضية اي ان التشريع يختلف حسب مقتضى الزمان والمكان فالناسخ والمنسوخ من اهم مفاهيم القرآن ام ان هناك الهين نتيجة الاختلاف بالعكس ان الاختلاف دليل حكمة الله لك مقام مقال وهو دليل على ان الله احد فرد صمد


3 - الحوار
عبدالامير اليصراوي ( 2013 / 10 / 28 - 08:33 )
منذ بدء الحياة وهناك حوار... إنَّ الله تعالى عندما أراد أن يجعل في الأرض خليفةً، حاور الملائكة واستجاب لتساؤلاتهم ولم يقمعها، وهو ربُّ العزَّة الّذي لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون، ولكنَّه سبحانه أراد للكون كلِّه أن يغتني بالحركيَّة، والملائكة ـ كما الإنسان ـ تُغنى حركيَّتهم بالمعرفة. وكانت قمَّة الحوار في دلالاته على أنَّه من الممكن أن تحاور أيَّ شخصٍ حتَّى لو كان في قمَّة الشّرّ، عندما حاور الله تعالى إبليس بعد أن رفض السّجود لآدم(ع)، فسأله وأجابه وطرده. ومن خلال ذلك، نفهم أنَّه لا مقدَّسات في الحوار، وعلينا لا نرفض أيَّ حوارٍ مع أيَّ شخصٍ، إلا إذا كان للحوار دلالات سياسيَّة لا نؤمن بها، كما في الحوار مع الّذين يغتصبون الأرض ويحتلّونها، كإسرائيل.


4 - الحوار
عبدالامير اليصراوي ( 2013 / 10 / 28 - 08:38 )
منذ بدء الحياة وهناك حوار... إنَّ الله تعالى عندما أراد أن يجعل في الأرض خليفةً، حاور الملائكة واستجاب لتساؤلاتهم ولم يقمعها، وهو ربُّ العزَّة الّذي لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون، ولكنَّه سبحانه أراد للكون كلِّه أن يغتني بالحركيَّة، والملائكة ـ كما الإنسان ـ تُغنى حركيَّتهم بالمعرفة. وكانت قمَّة الحوار في دلالاته على أنَّه من الممكن أن تحاور أيَّ شخصٍ حتَّى لو كان في قمَّة الشّرّ، عندما حاور الله تعالى إبليس بعد أن رفض السّجود لآدم(ع)، فسأله وأجابه وطرده. ومن خلال ذلك، نفهم أنَّه لا مقدَّسات في الحوار، وعلينا لا نرفض أيَّ حوارٍ مع أيَّ شخصٍ، إلا إذا كان للحوار دلالات سياسيَّة لا نؤمن بها، كما في الحوار مع الّذين يغتصبون الأرض ويحتلّونها، كإسرائيل.

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج