الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديات العلمانية في سوريا

شاهر أحمد نصر

2013 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(من محاضرة "الملحمة السورية.. إلى أين؟!" التي ستلقى في فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس بتاريخ 10/11/2013(
"لقد قاد النهج غير السياسي، وغير العقلاني في التعامل مع مطالب الحراك الشعبي السلمي منذ أواسط آذار 2011، إلى تحويل منحى الصراع باتجاه العنف الدموي المسلح، والتجييش الغريزي الطائفي، وأخذت قوى كثيرة في الصراع الدائر في بلادنا تسعى إلى تحطيم كل ما له علاقة بالعلمانية في وعي أبناء المجتمع، ليسهل لها التجييش الطائفي الغريزي، وهذا ما يساهم في تحطيم أسس بناء الدولة... وأخذت ترتفع في كثير من المناطق أصوات تترافق بممارسات تحارب العلمانية، وفرض مجموعة من القيود التي تحد من الحرية، وحقوق الإنسان... وتجد هذه التصرفات مرجعاً فكرياً لها في أيديولوجيا الكثير من التنظيمات الدينية... تجلى ذلك، على سبيل المثال، في مطالبة العديد من المشاركين في اجتماع ممثلي الأحزاب، والتنظيمات، والشخصيات الإسلامية الذي عقد في القاهرة في ربيع عام 2013 باعتماد موقف صريح معاد للعلمانية... كما أن تطور الأحداث ودخول قوى متطرفة من خارج المجتمع إلى سوريا، وتدخل دول لا تأبه بمستقبل جميع مكونات الشعب السوري، أخذ يشكل خطراً على مستقبل العلمانية في سوريا، حتى إن بعض المثقفين والباحثين، الذين يزعمون أنهم بتبنون العلمانية نهجاً في تفكيرهم ـ وبعضهم كانوا قياديين في أحزاب قومية علمانية وشيوعية ـ أخذوا يبحثون عن الذرائع، والحجج ليبرروا لتلك القوى والمجموعات المتطرفة سلوكها، وانشغل البعض منهم في الهجوم على ما يسمى بالأقليات في سوريا، وأخذوا يتهمونها بالإباحية، وما شابه من الصفات المنفرة في المجتمع السوري... ومن الممكن أن تجد في صفوف المسلحين المتطرفين وأنصارهم، من كان منتمياً إلى الأحزاب التي تزعم تبني العلمانية في سوريا، بما في ذلك حزب البعث القائد للدولة والمجتمع... ويدل ذلك على الخلل الكبير في عمل تلك الأحزاب، وفي النشاط الثقافي، والسياسي بشكل عام في سوريا... وهذا الخلل تعبير عن جانب من جوانب الأزمة التي أوصلت البلاد إلى الحالة المأساوية التي تعيشها، كما يدل أيضاً على أنّ العلمانية في سوريا في خطر...
فمحاربة العلمانية في بلادنا هدف معلن لكثير من القوى والتنظيمات، وبالتالي من الضروري امتلاك إمكانية التعامل مع هذه المسألة، ومع الفكر المغذي لها بموضوعية...
و تتطلب مواجهة هذه المخاطر إعادة النظر في النهج المتبع إزاء مطالب الشعب المحقة في تغيير البنية السياسية التي قادت البلاد إلى هذه الحالة المأساوية، ووقف عملية التجييش الطائفي الغريزي، والانتقال إلى حالة إعمال العقل، ونشر الوعي السليم في المجتمع؛ الوعي القائم على مفهوم المواطنة لا الطائفة، أو العرق، أو الدين، ومفهوم العدل، والقانون، ونبذ كافة أشكال التمييز، والاستغلال، والظلم، والاضطهاد... كما تتطلب العمل الجاد لكي يمتلك أبناء المجتمع مناهج تفكير سليمة تساعدهم في تجاوز كثير من الأمراض الاجتماعية التي تسعى القوى الراغبة في تدمير، وتفتيت سوريا إلى بثها بين أبناء المجتمع...
إن نهج محاربة العلمانية يهدد كيان المجتمع السوري ككل، ويستدعي تضافر جميع القوى الوطنية، والعلمانية، والإنسانية لمواجهته... ومعالجة مسبباته ببناء الدولة المدنية الدستورية المنشودة بالاستفادة من الإرث الحضاري الغني، والممتد لآلاف السنين في تاريخ سوريا، وبنية مجتمعها المتنوعة دينياً، وقومياً، والذي يجعل المجتمع السوري في أغلبه مهيأ موضوعياً لتقبل الفكر العلماني، بل إن إمكانية تآلف جميع مكوناته تتطلب بالضرورة نهجاً علمانياً، لكي يستوعبها ويجمعها في دولة واحدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستقرار في سوريا
محمد كريم ( 2013 / 10 / 30 - 21:02 )
الجميع يعلم جيداً أن العلمانية هي الحل الوحيد سواء في سوريا أو البلدان العربية الأخرى بصرف النظر عن رأي غالبية الشعب أو المسؤولين السياسيين في تلك الدول. المشكلة تنحصر في التطبيق السيء وغير السليم للنظام العلماني من قبل الحكام والمسؤولين العرب وذلك من خلال الإساءة للطوائف والأعراق المتنوعة، وهضم حقوق الأقليات، وعدم المساواة في الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية لمختلف أطياف الشعب، إلى جانب الاستيلاء على السلطة بالقوة وعدم فسح المجال للرأي الآخر للمشاركة في الحكم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah