الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتّش عن المرأة..!!

حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)

2013 / 10 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قال ناطق باسم وزارة الداخلية السعودية، قبل أيام: "إن الأنظمة المعمول بها في المملكة تمنع كل ما يخل بالسلم الاجتماعي، ويفتح باب الفتنة، ويستجيب لأوهام ذوي الأحلام المريضة، من المغرضين والدخلاء والمتربصين، لذا فإن وزارة الداخلية لتؤكد للجميع بأن الجهات المختصة سوف تباشر تطبيق الأنظمة بحق المخالفين كافة بكل حزم وقوة، وتقدر في الوقت ذاته ما عبر عنه كثير من المواطنين، من أهمية المحافظة على الأمن والاستقرار، والبعد عن كل ما يدعو إلى فرقة وتصنيف المجتمع".
في هذا الكلام مفردات كبيرة وخطيرة مثل السلم الاجتماعي، والفتنة، والأوهام، والأحلام المريضة، ناهيك عن المُغرضين والمتربصين والدخلاء، الذين يهددون الأمن والاستقرار، ويدعون إلى الفُرقة، وتصنيف المجتمع.
فما المناسبة، ومَنْ هم هؤلاء، وما هي المشكلة؟
المناسبة أن بعض الناشطات دعون إلى التظاهر دفاعاً عن حق النساء في قيادة السيارة، وأن الدعوة، وما رافقها وتفرّع عنها من ردود وردود مضادة على صفحات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، أثارت أزمة صغيرة يمكن أن تكبر ما لم يتم تطويقها من جانب الحريصين على "الأمن والاستقرار، ومعارضي الفتنة وتصنيف المجتمع".
ولكن هل في قيادة المرأة للسيارة ما يهدد الأمن والاستقرار، ويخلق الفتنة، ويؤدي إلى تصنيف المجتمع؟
الجواب: نعم، إذا طُرح السؤال في السعودية، فهي البلد الوحيد في العالم، الذي تُحرم النساء فيه من حق قيادة السيارة. (بالمناسبة، في قطر لا تحصل المرأة على رخصة لقيادة السيارة، إلا بعد موافقة ولي الأمر، وإثبات أن ضرورات الحياة المهنية والعامة تستدعي قيادة السيارة). لا بأس.
وقد لفت انتباهي، من بين الردود "الشعبية" المعادية لحق النساء في القيادة، موقف لداعية من أعضاء جهاز الحسبة (يعني الشرطة الدينية) صاغة في "قصيدة" دافع فيها عن "دعوة التوحيد"، و"محاربة الشرك"، و"السحر".
وفي السياق نفسه، أوردت الأنباء خبر خطاب وجهته "ناشطات وأكاديميات" إلى الديوان الملكي، يتضمن "أوجه الاعتراضات الشرعية والاجتماعية والاقتصادية والنظامية لقيادة المرأة للسيارة، ومنها الفتوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء بتحريم قيادة المرأة للسيارة، وما يتعلّق بالجانب الأسري والاجتماعي، والحفاظ على المرأة من مخاطر القيادة". يعني، خلاصة الكلام أن ثمة "ناشطات وأكاديميات" يدعمن "جهاز الحسبة".
ولعل أطرف المعارضين لقيادة المرأة للسيارة شيخ كتب على صفحته على الفيس بوك "قيادة السيارة ليست كرامة، وإلا لما ترفع عنها الرؤساء، والوزراء، والكبراء، بل جعلوا أنفسهم في الخلف، كي لا يجاوروا المقود".
ولكن ما علاقة التوحيد، والشرك، السحر، والكرامة، بحق النساء في قيادة السيارة؟
أتوقع، وأعرف، كل الردود الذكورية المحتملة، وكذلك، التأويلات المجافية للمنطق، والعقل، وفي الرد عليها مضيعة للوقت. لكن دعم "الناشطات والأكاديميات" لجهاز الحسبة يستحق تعليقاً صغيراً، مفاده أن الأصوات الأكثر عداءً لحقوق النساء، في كل مكان من العالم، غالباً ما تكون نسائية، ويتجلى فيها تذويت وإعادة إنتاج العنف الاجتماعي، والقمع الذكوري للنساء، وكلاهما تاريخي بامتياز.
ومع هذا، وفوقه، وقبله، وبعده، المشكلة مع صاحب "القصيدة" داعية التوحيد، ومحارب الشرك، والسحر، وأصحابه، ومنهم المفكّر الذي اكتشف العلاقة بين الكرامة والمقود، أن معركة هؤلاء ضد المشركين والسحرة، والمقود، لا تنحصر في السعودية، طالما أن طموحاتهم، ومواردهم المالية، تمكنهم (ومكّنتهم) من التوّسع في العالم العربي.
بمعنى آخر، في الكتابة عن هؤلاء لا يقتصر الأمر على مشكلة النساء في السعودية، بل ثمة ما يبرر توسيع زاوية النظر للتذكير بحقيقة أن في تناول تلك المشكلة، ما ينطوي على، ويحمل دلالة، حماية ما نالت النساء من حقوق في القاهرة، وبيروت، وبغداد، وفي كل مكان آخر من العالم العربي، ظهرت فيه، في العقود الأخيرة، أيديولوجيات وأفكار تستلهم نموذج الحسبة، وجهاز الشرطة الدينية، وتسعى إلى فرض إرادتها بالقوة.
للتدليل على أمر كهذا سأعود إلى مقابلة أجرتها جريدة الوطن المصرية في الثاني من يناير 2012، مع شخص يدعى هشام العشري، اشتغل في خياطة الملابس في الولايات المتحدة، وعاد إلى مصر لإنشاء جهاز للحسبة، في ظل صعود الإخوان إلى سدة الحكم في القاهرة، وظهر على قناتي الحافظ والخليجية للترويج لدعوته.
وفي المقابلة المذكورة تسأله الصحيفة: "هل يوجد تعاون بينكم وبين هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في السعودية؟". يرد (بعد صمت): "لا تعليق، ولكن وارد الاستعانة بالهيئة، ونسترشد بخبراتهم وأفكارهم، ووارد أن نأخذ منهم كل ما هو مطابق للشريعة". وعن رأيه في المسرح والسينما يقول: "ومن يوم اختراع السينما والمسرح، ونحن نشهد هبوطاً كبيراً، والفن لم يقدم أي خدمة للمجتمع، وعلشان نجحنا في السينما فشلنا و"خربنا" في كل حاجة، لذلك بناقص سينما ومسرح وفن، كل هذا حرام شرعاً".
وعن المسيحيين يقول: "سيتم دعوتهم إلى الدين الإسلامي، ونقوم بتوزيع منشورات وبيانات أمام الكنائس، وسنقوم بطبع كتب وعقد مؤتمرات لتوعيتهم بالدين الإسلامي، نحن نحبهم ولا نريدهم أن يعتنقوا ديناً يدخلون به النار لا الجنة، وإذا لم ترضَ القبطية بالإسلام، فيجب أن ترتدى الحجاب حتى لو كانت غير مقتنعة".
وإذا افترضنا، جدلاً، أن هذا الشخص سيستفيد من خبرات صاحب "القصيدة"، ومُكتشف العلاقة بين الكرامة والمقود، ومرافعة "الناشطات والأكاديميات" حليفات جهاز الحسبة، في موضوع قيادة المرأة للسيارة، فهذا يعني ألا نُسقط من الحسبان احتمال أن يظهر في القاهرة، وبيروت، وبغداد، وتونس، والرباط، والجزائر، ودمشق، مَنْ يدعو لتجريد النساء من الحق في قيادة السيارة.
فهل في قيادة النساء للسيارة ما يهدد دولاً ومجتمعات؟ الجواب: نعم. فتّش عن مكان ومكانة المرأة، كلما فكرت في السياسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زبدة المقال
نضال الربضي ( 2013 / 10 / 29 - 09:33 )
الزبدة في المقال هي في الجملة التالية:

-أن الأصوات الأكثر عداءً لحقوق النساء، في كل مكان من العالم، غالباً ما تكون نسائية، ويتجلى فيها تذويت وإعادة إنتاج العنف الاجتماعي، والقمع الذكوري للنساء، وكلاهما تاريخي بامتياز. -

أحيك أستاذي الكاتب الكريم.


2 - لا لسواقة المرأة للسيارة
نور ساطع ( 2013 / 10 / 29 - 10:36 )

No Woman, No Drive

http://www.youtube.com/watch?v=aZMbTFNp4wI

: )


3 - دلالة قيادة السيارة
فاتن واصل ( 2013 / 10 / 29 - 11:09 )
قيادة السيارة لها العديد من الدلالات حيث يسيطر قائد السيارة على مركبته بعد ان يكون حدد هدفه فى بداية الرحلة ، يحدد خريطة السير فى ذهنه ويكون له وحده قرار تعديلها أو الالتزام بها حتى النهاية، أى أنه شخص كامل الارادة محدد الهدف مسيطر، كما أن عليه حل جميع المشاكل التى تواجهه سواء مشاكل مرورية أو ميكانيكية ( أى تخص ميكنة السيارة نفسها ) وذلك بنفسه أو عن طريق طرف آخر، وفي سبيله لهذا سيقوم بالتواصل مع غرباء . كل ما سبق ذكره ليس مصرحا به للمرأة السعودية ، فهي لا تعتمد على نفسها فى الوصول من نقطة لخرى وغير مسموح لها أن تقوم باى فعل بدون محرم ، كما انها لا تقوم بالتواصل مع غرباء ومن هنا كان التفكير بأنها تهدد الأمن القومي ، هههههههههه.
أما يا سيدي عن عداء النساء للنساء فقد تعاملت معه كثيرا فى صفحة انشأتها على الفيسبوك باسم (( إخلعي الحجاب )) ولا تتخيل مضامين تعليقات النساء بما تحتويه من أساليب قمع وقهر وتسلط.. هذا طبعا بالاضافة لردود بعض المعلقين الرجال التى تكتظ بالكره والاحتقار للمرأة.
أخيرا ، فنحن النساء نصارع فى مئات الجبهات دفاعا عن حقوق سلبها منا الرجال دون وجه حق .


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 10 / 29 - 14:07 )

1- المرأه مهانه عند الملاحده :
http://www.laelhad.com/index.php?p=2-1-131
2- المرأه مهانه في المسيحيّه :
https://www.facebook.com/notes/ربحت-محمدا-ولم-اخسر-المسيح/إهانة-المرأة-في-النصرانية-وإذلالها-من-كتبهم-المقدسة-بالجزء-والرقم-وكذلك-من-القوا/234188406599543
3- المرأه مُكرّمه في الإسلام :
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=171736389697277&id=100005827500635

تحياتي


5 - نماذج من تكريم المرأة في بلد عبد: مهد الإسلام
أمل مشرق ( 2013 / 10 / 29 - 14:43 )
ذكر أبو بدر عبد الواوي خلف جون سلفر في تعليق 4 ان الإسلام كرم المرأة
وهذا نموذج من تكريم المرأة في بلد عبد

محكمة سعودية تأمر بالتحقيق في زواج طفلة، أمرت محكمة سعودية بالتحقيق في زواج طفلة عمرها 12 عاما وبحسب الوكالة فإن مديرة مدرسة في بلدة صامطة بجنوبي شرقي المملكة قرب الحدود مع اليمن لاحظت أن طفلة في الصف الرابع الابتدائي ليست على ما يرام ونقلتها إلى المستشفى بعد أن اكتشفت أنها متزوجة وتدفع الاعتبارات المالية بعض الأسر السعودية لتزويج بناتها الصغيرات لمسنين مقابل مهور ضخمة.

http://www.aljazeera.net/humanrights/pages/29dd4e62-2c48-4d2d-9066-6b6dddd13c18


6 - نماذج من تكريم المرأة في بلد عبد: مهد الإسلام
أمل مشرق ( 2013 / 10 / 29 - 14:43 )
ذكر أبو بدر عبد الواوي خلف جون سلفر في تعليق 4 ان الإسلام كرم المرأة
وهذا نموذج من تكريم المرأة في بلد عبد

حكمت محكمة سعودية على داعية إسلامي ادين بتهمة اغتصاب وقتل طفلته بالسجن ثماني سنوات
وكانت الطفلة لمى الغامدي نقلت في 2011 للمشفى وهي مصابة بكسور في الجمجمة والاضلاع ويدها اليسرى ورضوض وحروق واقتلاع احد اظافرها والاغتصاب في كل مكان

http://www.alquds.co.uk/?p=91520

فعلا كما يقول السيد أبوبدر عبدالواوي جون سلفر :الإسلام كرم المرأة
ولهذا ترى هذا المبعوث الرسمي لآل سعود (الأجير بكعكة) يوسخ الحوار المتمدن بكلام مرسل وكذب وتلفيق...
أيها الكاذب.. هل هذا ما أمرك به أشرف خلقك؟


7 - ساقت أو ما ساقت
أمل مشرق ( 2013 / 10 / 29 - 17:34 )
سياقة المرأة كانت قضية القرن العشرين
بعد عشر سنوات ستكتب نفس المقال لأن قضايا هذه المهلكة هي هي نفسها من مئة سنة لأنها قروسطية متخلفة ال يتغير بها شيء
ساقت المرأة ام لا فماذا سيتغير؟ ربما سيقل شبه مواليد السعوديين بابائهم سواقي السيارات الباكستانيين؟
إذا ساقت المرأة السعودية، هل ستصبح السعودية مثل سويسرا؟
سوف تقود الان بعض النسوة، ويكتب الف مقال، ولا يتغير شيء ويعود الظلام الوهابي إلى سابق عهده وينسى الموضوع وبعد عشر سنوات او عشرين تهب بعض الصبايا وتقود السيارات فيهب العالم ويكتب مقالات ويمجد شجاعة الفتيات..
الغرب المنافق الذي يقاطع الدول على أتفه الأسباب يعتبر هذه المهلكة حليف ولكن بشائر الطلاق بدأت تشقق عش هذا الزواج اللوطي الشاذ .. فقط عندها ستتغير الأمور وتوضع هذه المشيخة المتخلفة في قائمة الدول الإرهابية وتتم مقاطعتها وفرض حصار بري بحري جوي يخنقها في كل المجالات مما يسبب بانقلاب يطيح بآل سعود عن بكرة أبيهم وتتم محاكمتهم على كل جرائمهم في القرن العشرين ومعهم آل الشيخ وهيئة الأمر بالمنكر وتقوم جمهورية نجد والحجاز الديموقراطية يحكمها دستور علماني
عندها فقط تتحرر كل نساء المسلمين.


8 - حمالات الحطب
عبد الله اغونان ( 2013 / 10 / 29 - 19:31 )
الرجل والمرأة كلاهما يشتركان في الانسانية قبل أن يفترقا بالجنس
وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون
وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط
وخص الله أطول سورة في القران بالنساء
فقهيا كانت المرأة تسوق الناقة والفرس ومنع المرأة في السعودية من قيادة السيارة من قبيل التقاليد
ملف المرأة لايقتصر على مجرد حقها في قيادة السيارة الأمر أكبر من ذلك
نحن بين تحقير المرأة واغوائها
المرأة تتخذ لدى تيارات سياسية انتهت صلاحيتها ورقة سياسية للضغط
كطلب الكوتا والمناصفة وهي مطالب غير ديموقراطية اذ يجب أن تكون المسؤولية حسب الكفاءة.بل هناك قوانين معمول بها فيها تحيز وظلم وانتهازية باسم الأنوثة
أحترم المرأة ذات الكفاءة التي تتبث أنها لاتتسول المناصب ولاتلعب ورقة كونها امرأة
فقط لأنها امرأة.بل بعضهن يلعبن بشرفهن مع مهووسين جنسيا في مقابل قضاء الأغراض
رأينا هذا في جامعات ومناصب وأعمال بل حتى في بيت الزوجية.اذ في قوانين معمول بها
لاتذكر الأم والأخت والخالة والعمة مع انهن نساء ولايعطى اعتبار للبدوية والدميمة والعجوز
في السعودية نفسها لوبي نسوي من حمالات الحطب يتوسلن بروايات ماجنة تطبع خارج
المملكة

اخر الافلام

.. الأكاديمية والإعلامية الفلسطينية مي أبو عصب


.. الصحفية المغربية نعيمة بومور




.. صحفيات تنددن بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيينات خلال الحر


.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ




.. قصة معاناة امرأة من رحم الأزمة السورية