الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذارى حذارى .....الفجوة تتسع

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2013 / 10 / 29
المجتمع المدني


شاهدت بالامس فيلم امريكى مدبلج باللغة الالمانية على قناة RTL الالمانية وكان اسمه the walker dead اى السائرون الميتون ...حيث يستيقظ بطل الفيلم ذات يوم ليكتشف انه قد اصبح وحيد فى المكان الموجود به فينزل الى الشارع فيجد مئات الجثث بالشوارع ثم يرى اناس ميتين يسيرون مترنحين وشكلهم بشع وتبدوا عظامهم من خلال وجههم وجسمهم و شعرهم اشعث وملابسهم بالية متسخة ولا يتحدوثون مع بعض وانما ينجدبون اليه يريدون قتله واكله فيضطر بعد تردد شديد ان يقتل كل من يعترض طريقة وتكاد انت كمتفرج ان تنهض وتساعدة فى قتل هؤلاء الهوام الذين يريدون القضاء على هذا الانسان المتحضر والذى لم يؤذى احد ثم يقابل بعد ذلك مجموعة من البشر مثلة يختبؤن من هذه الكائنات المتوحشة التى تسير عشوائيا ولا تتحرك بهدف الا عندما ترى احد من البشر فتمشى وهى مترنحة كالسكارى نحوه لقتله والتهامه...وتمضى احداث الفيلم كصراع دائم بين البشر الذين يعيشون فى رعب وخوف دائم وبين السائرين الميتين فى الشوارع والذين يبحثون عن اى ضحية من البشر لالتهامه.
ما يهمنا هو الاسقاط العميق لهذا الفيلم لمستقبل المنظومة الاجتماعية للبشرية ....حيث ان المجتمعات البشرية لاول مره فى تاريخها تتسع الفجوه الحضارية بينها وتتسع الى نحو مخيف وهائل.
فبعض دول اصبح لدى شعوبها مستوى عالى جدا من التكنولوجيا والتقدم الحضارى واصبح المواطن بها يتمتع بمستوى عالى من الرفاهية والتحضر وعلى الجانب الاخر اصبح لدينا مجتمعات بشرية ليش بها ابسط مقومات الحياة او البنية الاساسية او حتى تعلم القراءة والكتابة .
معنى ذلك انه فى المستقبل القريب سينقسم العالم الى فئتين ..الفئة الاولى هى المتقدمة حضاريا وتكنولوجيا وهى التى تقوم بالعمل والانتاج ودفع البشرية الى مزيد من التقدم وفئة اخرى مثل الموتى تماما ...لا تنتج ولا تعمل وستعيش على مص دم الفئات المتقدمة المتحضرة وذلك خلال اعتداءات همجية ووحشية ةمن الطبيعى ان المواطن المتحضر سيدافع عن حياته ومستقبله وحضارته بقتل هذه الهوام البشرية التى ليس لديها القدرة على الانتاج او التنمية وانما قادرة فقط على القتل والدمار والفتك بمن حولها .
فاذا قارنا بين الحياه اليومية للمواطن الصومالى او الافغانى وبين المواطن الاوروبى او الامريكى سنجد الفارق الهائل بين اسلوب الحياه اليوميه بينهما.
فالصومال وافغانستان بعد صراعات داخلية عنيفة ودموية اصبحت دول مفككة وتعتمد على المعونات الدولية وتعانى من المجاعات والقانون غائب تماما فيها ...ثم يلى ذلك الصراع العنيف الحالى فى سوريا بين بشارالديكتاتورى وبين المعارضة الاسلامية المتطرفة
وهذا الصراع قد اتى على الاخضر واليابس فى سوريا وكذلك الصراع الدائر فى العراق بين السنة والشيعة والاكراد والذى يذهب ضحيته عشرات المواطنيين بين قتيل وجريح ... ويلى ذلك الان ... مصر وليبيا ... فكل اسبوع اصبح يسقط فى مصر عشرات الجنود والمدنيين بين قتلى وجرحى الصراع الدائر بين التيار الدينى المتشدد من ناحية وبين الحكومة والمدنيين من ناحية اخرى.
لاشك ان الفجوة الحضارية قد اتسعت كثيرا بين المواطن الغربى وبين المواطن فى هذه الدول التى تعانى من صراعات فاذا كانت فرضا منذ خمسين سنة ثلاث درجات حضارية بينهما فنستطيع ان نقول ان الفجوة الان قد ذادت الى الضعف اى الى ست درجات .
فكلنا نشاهد الافلام العربية القديمة ونرى كيف كانت شوارعنا اكثر نظافة .... كما ان الجميع يعمل فى مجال تخصصه باقصى اتقان ممكن ... اما الان فمعظم المواطنيين فى مصر سواء كان طبيب او مهندس او فنى او قطاع حكومى او خاص ..معظم المصريين اصبحوا يريدون انجاز العمل باسرع ما يكون وفى اقل وقت وجنى اكبر ربح ممكن وطبعا على حساب الجودة ومنذ سنوات قام خبير الاقتصاد د جلال امين بتاليف كتاب اسمه الدولة الرخوة ,, يتحدث فيه عن عدم الاتقان الذى اصبح سائدا فى مصر ولكن هذا لا يمنع من وجود القلة القليلة التى مازالت حريصة على الاتقان.
اذا لم تستفيق هذه الدول من غفوتها وصراعتها وتلملم اوراقها وتعيد حسابتها سريعا كما فعلت كوريا وسنغافورة والصين ستصبح هذه الدول فى المستقبل القريب مثل السائرون الموتى والذين ليس لديهم اى مورد سوى التعدى على الاخرين لقتلهم وامتصاص دماءهم ويضطر الاخرون لقتلهم دفاعا عن نفسهم وعن حضارتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يصف قرار اعتقاله بالفضيحة وتشريع أمريكي يهدد المحكمة


.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس بعد إضرام إسرائيليين الن




.. نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم


.. الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس.. وتعلن إغل




.. د. هيثم رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة