الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نكتب ولماذا لا نعتذر..!؟

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2013 / 10 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لماذا نكتب ولماذا لا نعتذر..!؟

قبل كل شيء اقول انا اعتذر عن الكتابة بشكل بهرجه وبحروف مطرزة وبلغة لاتفهم ولهذا اعترف انني لا أحسن هذا النوع من الكتابة، لا أستطيع أن اكتب عن أسباب هموم الانسان، استطيع أن أحكي لكم كل التفاصيل ، لحقيقة امرأة كبيرة في السن ومعها رجل لايقل منها نحافة وكبرا، يتنفسان بصعوبة أنهكهما التعب، هي من تدفع عربة خشبية وزوجها يجمع فيها العلب الفارغة التي يلتقطها من اكوام القمامة، واستطيع أن أكتب عن التساؤلات التي تخطر ببالي عن هذه العجوز وزوجها العاجز، من أين اتت والى اين تذهب ومن الذي يستلم منها هذه العلب الفارغة؟
يمكنني ان أحزن عليهما وعلى التعب الذي تمارس به مهنتهما، واتعجب في ذات الوقت من ظهور المسؤولين على الشاشات الصفراء والسوداء وهم يتحدثون كثيرا عن هموم المواطن وتوفير الحياة الحرة الكريمة وعن رواتب الرعاية الاجتماعية قبل كل عملية انتخابية لمجرد ثرثرة اعلامية دعائية فارغة.! مثلما اتعجب بأنه عندنا في العراق وزارة " شؤون المرأة" والتي لاتهتم بشؤون المرأة اصلا.!
لكني لا استطيع مثلا ومهما حاولت أن ألبس عباءة الحكمة أو طربوشها واجلس لأنظّر عن أسباب اندلاع الحروب، أو أسباب انتشار الفساد، أو خراب البيوت، أو غياب الضمير أو أي مسألة فلسفية معقدة، أو سياسية مشتتة أو عقائدية مبهمة أكتب ببساطة عن الأشياء التي تشغل بالي، واعرف أنها تشغل بالكم، ومثلكم لا أفهم أشياء كثيرة، أو افهمها واعرف أنني لا استطيع أن أكتب عنها، لأنها أشد وضوحا من أن يكتب عنها .
المسميات والعناوين العريضة، البكائيات، الأفكار الكبيرة لا تغريني للكتابة وحين أحاول أشعر أنني أمثل، أنني كاذب ومدعي، أن هذا الكون الضخم لا ينتظر مقالي كي يتعدل حاله لذلك اسمحوا لي أن أكمل الكتابة عن تفاصيلي وتفاصيلكم الصغيرة التي هي هموم الناس في جميع محافظات العراق بلا استثناء

الشوارع المكسرة والمجاري الطافحة في فصل الصيف فكيف الحال ونحن على ابواب الشتاء ، والمياه المقطوعة التي تذكرنا بأيام السقّا، والحر الذي لا تنفع معه المكيفات، والمدارس التي تعبنا ونحن نشكو من بناياتها ونظافتها و مناهجها، والاسعار الملتهبة للفجل والباذنجان اكلتنا المفضلة اما التمر فحدث ولا حرج ونحن بلد النخيل.!!
والازدحام والجري لإكمال المعاملات ذات المواعيد العرقوبية بعد أن اصبح الزاميا ان تحضر لكل وثيقة كتاب صحة صدورها حتى شهادة الوفاة يطلب لها صحة صدور او صحة وفاة، والمواد الغذائية التالفة والمفخخات والكواتم التي لاتنفع معها الخطط التي تستبدل على مدار الاسبوع..! رحم الله الشهداء وعافى الجرحى والهم المخططين الرشد والسداد..!! و أشياء كثيرة ليس لها حل عندي، أنا فقط أكتب الأسئلة التي تثيرها هذه المواضيع في رأسي وربما رؤوسكم....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باحث في التاريخ القبطي: المسيحية ساوت بين الرجل والمرأة في ا


.. قصة ربيع أبو سنة.. تزوج 33 امرأة ولديه 35 ابنا و64 حفيدا




.. -فلسفة القائد أوجلان مفتاح الحل لكافة القضايا العالقة-


.. المعرض الدولي يسلط الضوء على واقع أدب الخيال العلمي وعلاقته




.. شذى الرعيني رسامة ومبدعة في الرسم