الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعرفة والتحولات الاجتماعية

فوزية الحُميْد

2013 / 11 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نستطيع أن نقول من يريد أن يسدل ستاراً على عقله فهذه مشكلته لا مشكلة المعرفة في تطورها وحركتها .حيث التحول هو الذي يتناول القيم والمفاهيم ويخرجها من دوائر الحجب إلى ساحة النقاش ,وربما يضعف هذا النقاش في المعرفة الكسولة ,ويتحول إلى نزاع أو حدة ترتبط بمسألة وقت فقط .كما كل التحولات الاجتماعية منذ بدء الخليقة إلى لحظتنا . خاصة إذا ما عرفنا بأن الإسلام العظيم يُعد ثورة ثقافية كبرى على كل أنواع التخلف والفئوية ,ومن الأجدى التنازل عن المنطق الفئوي الذي يحيل المعرفة إلى الصراع لا الحوار والحجة والبرهان .فالمعرفة ليست شعارات جوفاء بمثابة حظر لكل فكرة تقدمية وحقوقية. وإنما وجدت لراحة الإنسان الذي يستخدمها .وهي بذلك لحظة الإدراك المتنبئة لا المنفعلة ,ولحظة الوعي والتنوير الذي يصب في نهرها الواسع باتساع الكون , ومن يدعي احتكار الحقيقة الكاملة والتي لا يعلمها سوى الله يكتب نهايته الثقافية .ولأن ذهنية السيطرة الثقافية لم تعد مقبولة في عالم تتقدم فيه المعرفة وتتغير القيم والمجتمعات .ومن هنا فإن المثقف من هذا النوع يخدع ذاته بإعادة إنتاجها إزاء التحولات بأنه النخبوي الوحيد الذي له الحق في ممارسة هذا الدور ! وفي هذه الحالة نصبح بحاجة ملحّة إلى إعادة إنتاج المعرفة ,وتجديد آلياتها ,وطرق بناء الذهن فيها ,والتعاطي الفكري مع السؤال الذي هو ثقافة أخرى يحتاج لفكر ثري يواكب العصر, و يؤدي إلى تغذية المعرفة في حقولها المختلفة الدين والسياسة والأدب والفن .خاصة ونحن نشهد اليوم الصراع الثقافي العربي إزاء مستوى الأفكار, والمستجدات المهمة التي يفرضها الواقع بفضل قنوات التواصل والشبكات والدعم بالصورة الذي يحتم تواجد لمراكز الفكر والعلم والتعامل مع الأفكار بمنهجية علمية لا مكان للأهواء فيها. يقول ابن حزم العالم المتعدد المشارب والفقيه العاشق والفيلسوف الحاضر في الأزمنة (إن العلم يضيء ولا يحرق ولكن الجهل يقتل ويحرق فلا خوف من العلم أو معه ) ومنطق فرض الرأي يختلف عن منطق العلم الذي يقنع ويبحث عن ابتكار الحلول, وينأى عن المآرب .كون العقل المحتكر لا ينم عن عقل ممارس بقدر ما هو ناقل .حيث الممارسة المعرفية تعني بترتيب الواقع وتحديثه في ضوء الاحتكاك بالتجارب, و تقديم الأفكار ,والتعامل مع المشكلات ,ونقل المجتمع من لحظة التخوف إلى لحظة الإشراق في معرفة تؤمن بالشراكة الاجتماعية, وبثقافة المبادرة التي هي أساس تنمية القيم وتطورها لا تهميشها. فهل يستوعب المثقف المعلب هذا الوضع ؟ ويخرج من ثقافة الأزمة التي لا ترى غير ذاتها , ولا تعترف بغير رأيها , ويتجه للثقافة التي تقدر العقل وتقدس التحول والتغيير ,وتتقدم برؤية العلم لا التشنج ,ولديها القدرة على استحضار التحولات التاريخية والاجتماعية ,والاستفادة من التجارب .وكم هي التجارب التي تم رفضها بالأمس وتغنينا بحاضرها اليوم .وحدها المعرفة التي تفتح الأمكنة أمام كل التحولات الهائلة في تاريخ البشرية .
آخر الكلام/
الأغصان الصغيرة تتباهى بالفراشات
وترقص لرحيق الندى
تظلل وكر العصافير
وتحنو على هامة الورد ماء
وتأتي بهاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي