الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب بين مشكلة العقل وخطأ التفكير ( Young people between the mind and the problem mistake of thinking)

سجاد الوزان

2013 / 11 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يندرج المقال في أطار النظرية العكسية (Inverse Theory ) والعلاج بالصدمة الواقعية وحسب متبنياتها :

النظرية العكسية : نظرية يؤمن دعاتها بأن الواقع المتوقع حصوله عيناً وبذاته، سيكون منعدم الحصول بما له من اليقين نفسه الذي توقع حصوله فعلاً .

توجد اليوم الكثير من المشاكل التي تواجه المراهقين والشباب الناضجين سواء كانت على الصعيد البدني أو النفسي أو حتى على صعيد التفكير العقلي الذي يكون دائماً متبلوراً في قوقعة السلب والخطيئة أو ما نسميه بـِ ( سلبية التفكير العقلي )، الذي أخذ شيئاً كبيراً من المساحة العقلية عند الشباب والمراهقين، نتيجتاً لتراكماتٍ كثيرة اجتمعت لديهم ولم تواجه من يقضي عليها، ويخفض مساحتها .
حتى أصبح العنف والقوة هو الشيء الوحيد الذي يعطي للشاب والمراهق تكاملا تاماً يحقق لديه حقيقة التكامل الإنساني حسب تصوراتهم، حتى افتقدنا اليوم الكثير من الشباب التي تكون حكيمة في اختيارها صائبة في تفكيرها محققتاً لنفسها شيء بعيداً عن الآخرين، بل تعدى ذلك إلى إصابة الفئة الشبابية من الإناث والذكور بعلل نفسية وهلوسات عقلية أدت بهم إلى الاتجاه نحو الأمور التي تحقق لهم راحة وقتية باستعمال الممنوعات والمحرمات والمخدرات وغيرها .
وهذا كله إذا جمعناه وقرأناه قراءة عقلية سليمة نرى إن التفكير العقلي لدى الشباب اليوم متصف بعدة أمور : -
a) انخفاض مستوى التفكير العقلي لدى الشباب عما كان سابقا .
b) أغلب الشباب يفكر تفكير خاطئ من غير أن يعلم بأن رأيه وفكره بعيدٌ عن الحكمة والصواب، وعند ذلك يصبح لديهم جهل مركب من حيث لا يشعرون .
c) دائمية التحفيز للنفس على أنك لا تكون شاباً مقبولاً ومهاباً لدى الآخرين ما لم تصنع لنفسك شخصيتاً قوية، قوتها ناتجة من التهجم على الآخرين وعلى الضعفاء من أقرانه أو حتى التعدي على غير الأقران .
d) فقدان الثقافة التي تصنع شخصية معتدلة مهابة لها ثقلها في المجتمع بعيداً عن عامل القوة والتعدي على الآخرين الذي ينبأ عن شخصية الجهل عند ذلك الشاب أو ذلك الفرد المجتمعي .
e) فقدان روح الإيمان عند بعض الشباب والمراهقين، باعتبارها حالة بنظرهم تبرز عامل التخلف والإيمان بالقديم، حتى أصبحت الشخصية الجديدة لديهم والتي هم متمثلون بها :
- عقلٌ من حيث لا عقل .
- ثقافةٌ نابعةٌ من جهل .
- سعادةٌ تحققها الأمور الممنوعة والمحرمة .
- تكبرٌ على جهل، حتى أصبح الشباب منظرٌ من غير محتوى .
- شخصيةٌ تملكها السفاهة والتفاهة، وقلة التورع والامتناع عن الممنوع .

سلبية التفكير العقلي (Negative thinking mental´-or-Cerebration ) :
وجدت هنا من الضروري مناقشة هذا العنوان لأهميته، ولمعرفة ما هو من التفكير وما هو ليس من التفكير، ما هو من العقل وما هو ليس من العقل .

التفكير : (Thinking )
من الفكر، وهو التأمل وتحليل الشيء وتحليل ماهيته، وفكرت بالدنيا أي تأملت بأمور الدنيا وما فيها بما أملك من معلومة على هذه الدنيا .
العقل : (Mind )
فهو التفكير بصورة الشيء وماهيته إن كان مالكاً للماهية، أو قل تصور المعلومة في الحياة، هذا من عمل العقل، وكلما كان علمك بالشيء واضحاً، كلما كان تصور العقل نحو ذلك الشيء أوضح وأكثر إصابة .
والجمع بين المعنيين يعطى بالتعريف ( حركة العقل بين المعلوم والمجهول )، والغرض من التفكر العقلي هو العلم بالمجهول والذي كان غائباً .
ويقول جعفر مصفّا بكتابه الموسوم بـ ( التفكير الزائد ) عندما يميز بين الحوادث والظواهر الاجتماعية يقول : ( عندما أراك تسير بشكل خاص، وتحرّك يدك بسرعة أو ببطء، وتحرك أقدامك بسرعة،........، في هذه الحال أنا أنظر إليك نظرة واقعية تارةً من دون تعبير وتفسير خاص، ولكنني لا أكتفي بهذه النظرة، بل أنظر إليك نظرة أخرى من جانب آخر، وهذه الظاهرة لا ترتبط بأصل مشي كظاهرة واقعية في الخارج، بل هي تعبير وتفسير ذهني لسلوكك، مثلاً أقول : إن هذا النمط من السير مؤدّب ومحترم أو غير محترم، متواضع أو متكبّر، عزيز أو ذليل ) أنتهى . ص9
فهذا النظر الذهني والتفسيري قد يكون له واقعٌ بنظر الآخرين وكونه حقيقة، ولكن قد تتصوره أنت بأنك الأعلى من بين قومك والأفضل، فمن رؤيتك الذهنية هو زائدٌ عما هو واقع بحقيقة المشي وتحريك اليد وغيرك الكثير يمتلك تلك الحركة للأقدام ( المشية ) بل وأفضل منها .
فكونك الأفضل برأيك شيءٌ جميل يدفعك على التحرك نحو الأفضلية، ولكن هذا لا يبرر حقيقة كونك الأفضل دون الآخرين وخصوصاً إذا كانت تصوراتك نابعة من جهلك العميق بالحالة التي أنت فيها، فقد تكون أنت فاضلٌ بالمساوئ وفاضلٌ بسوء
الخلق، وضنك الخاطئ أن هذا هو مقياس الأفضلية، وأنت الكامل بأفعالك السيئة التي تنبأ على قوة بنيتك البدنية التي أصبحت ذلاً عليك من حيث لا تشعر .
فإذا ظل تفكيرك سلبياً وعقلك زائدٌ في تفكيره بهذا العنوان، فسوف تبقى أنت الأفضل بنظرك دون الآخرين، وهذه الأفضلية أنت تعتبرها تكامل لك، على غرار تفكيرك الزائد في سلبيته، ولكن بمنظور الآخرين وبمنظور أهل العقل ذوات التفكير الإيجابي أنت الأسوأ والأجهل والأقل حياءً دون الآخرين .
وحتى تكون أنت الشخصية الغير مرغوب في وجودها في أي حالٍ من الأحول وفي أي مقام، حتى يفردوك لنفسك نتيجة سلبية تفكيرك التي عادت عليك بقلة الحكمة في تصرفك وفعلك، وزادتك قلتاً في حيائك، وحتى ينتهي بك المطاف إلى علة نفسية أنت مقدمتها نتيجة هجر المجتمع إليك، وأنت نتيجتها نتيجة فكرك السيئ وعدم تفكيرك بالعواقب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت