الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لقراءة وقائع الفتح العربي لمصر من مصادر متعددة – 2

محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)

2013 / 11 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


حرق الإسكندرية :

جاستون فيت المستشرق الفرنسي والأمين السابق لمكتبة دار الآثار العربية يقول عن الحادثة

( " إن عبد اللطيف البغدادي المتوفى سنة 629 هـ ( سنة 1230 مـ ) والمشهود له بتوخي الحقيقة والكتابة الجدية كتب يصف عمود السواري فقال عنه إنه الأثر الوحيد الباقي من ذلك البناء الفخم الذي علم فيه أرسطاليس وتلاميذه من بعده " ... ثم أضاف هذا الطبيب البغدادي الشهير إلى ذلك الوصف قوله " وهناك كانت تقوم المكتبة التي أحرقها عمرو بن العاص بأمر عمر " )

وقد أحرق ابن العاص الإسكندرية بعد حربه مع البيزنطيين فإنه كان قد أقسم إن كان له النصر فسيهدم أسوار الإسكندرية فنفذ بالفعل ما كان قد أقسم به وأمر جنده أن يدكوا الأسوار حتى يسووا بها الأرض ، ثم أمر جنوده أن يضرموا النار في المدينة بأكملها

وقد جاء في كتاب " مصر الإسلامية " لإلياس الأيوبي ص 99 ما نصه " فحلف عمرو بن العاص لئن أظفره الله عليهم ليهدمن ذلك السور حتى يكون مثل بيت الزانية يؤتى من كل مكان "

ستانلي لاين بوول في كتابه " تاريخ مصر في العصور الوسطى " ص 21

" إن عمرو بن العاص لم يكتف بهدم أسوار الإسكندرية بل أحرق المدينة كاملة ومنها مكتبة الإسكندرية العريقة "

الرحالة بيير مارتير دانجيرا – الذي مر بالإسكندرية عام 1502 يقول " يا للأسى ! هذه الإسكندرية الشهيرة العظيمة ، الغنية بسكانها البالغة أقصى درجات الجمال التي كانت في غابر الزمان عاصمة البطالمة ، رأيناها ويا لهول ما رأينا مهدمة مدمرة يتطرق الهجران إلى معظم أرجائها ( كتاب " مصر من مينا إلى فؤاد الأول ص 199 – دي هينو ) .


إن خطاب عمر بن الخطاب إلى عمر بن العاص كان خطابا ً قاطعا ً لا هوادة فيه ، وقد أورد ابن خلدون هذا الخطاب في مقدمته مبينا ً أن الخليفة بعث إلى سعد ابن أبي وقاص فاتح بلاد الفرس وخاصا ً بمكتبتهم قال له فيه وكان رأي الخليفة هذا عاما على جميع الكتب في الأقطار التي فتحتها يد الاسلام قال صاحب ( كشف الظنون ) 1 ص 446 : إن المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها وتنقيلها للمسلمين فكتب إليه عمر رضي الله عنه : أن اطرحوها في الماء ، فإن يكن ما فيها هدى ؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه ، وإن يكن ضلالا ؟ فقد كفانا الله تعالى.
فطرحوها في الماء أو في النار فذهبت علوم الفرس فيها.
وقد ورد في المواعظ والاعتبار ما يلي :
( كتب الخليفة عمر بن الخطاب كتابا إلى عمرو ابن العاص قائلا : " إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شيء غير المسطور في القرآن فهي كعدمها و اذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهي ضارة ومؤذيه لا يجب حفظها إذا ففي كلتا الحالتين يجب حرقها و إبادتها من الوجود " وأمر عمرو بن العاص باستعمال هذه الذخائر والنفائس كوقود في حمامات الإسكندريه )( المواعظ والإعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزى طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159 ).

وكان بطليموس الأول الذي حكم مصر ما بين 285 و 246 ق م هو الذي يرجع له الفضل في إنشاء هذا الصرح العظيم الذي ضم ترجمات بعشرات الآلاف لكل أنواع الثقافات المنتشرة في ذلك الوقت بما فيها الفلسفات الوثنية و الهرطقات و كل البدع، و جعل في أجنحتها أمناء من ذوي المعارف والعلوم المتعددة، و من بين الكتب التي أمر بطليموس بترجمتها العهد القديم و وكل لذلك اثنين وسبعين من أشهر المترجمين اليهود و جعل كل واحد في مكان بعيد حتى يضمن ترجمات متطابقة،

قال ابن خلدون في تاريخه 1/32 تعليقا ً في الخطاب على ماتحتويه المكتبات " لهذا إستندت هذه الخطابات على اسس خاطئه فكانت النتائج مدمره للعالم كله0 لأن مكتبه الأسكندريه كانت تحوى تسجيلا كاملا ودقيقا لاسس حضاره العالم ومقوماته الفكريه والثقافيه والعلميه وعند تدمير الأساس ( السجل الحضارى ) إنهارت العلوم ورجعت البشريه قرونا من التخلف الحضارى "

ثم يعرض لنا أيضاً المؤرخ المسلم العربى الشهير ( المقريزى ) فى كتابه ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) فى حديثه عن عمود السوارى فى ص 159 فكتب يقول ... "... إن هذا العمود من جملة أعمدة كانت تحمل رواق أرسطاطاليس الذى كان يدرس به الحكمة وانه كان دار علم وفيه خزانة كتب أحرقها عمرو بن العاص بإشارة من عمر بن الخطاب رضى الله عنه ... ".
* لقد ذكر المستشرق جيبون Gibbon بأن عدد الحمامات التى تغذت على مكتبة الإسكندرية طيلة ستة أشهر كان أربعة آلاف حمام ... فلك أن تتخيل الكم الهائل من الكتب التى تظل تتغذى عليها أربعة آلاف حمام طيلة ستة أشهر ... كم يكون ؟؟؟ "



























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خسارة
حسين عبد الوهاب ( 2013 / 12 / 22 - 21:34 )
التعليق المحذوف السابق كتبته لكاتب منذ فترة
والتعليق عبارة عن سؤال عميق يؤرقنى منذ زمن طويل - وأحسست أن الكاتب ربما لديه العلم الكافى للرد عليه
ولقد انتظرت طويلا أن يرد الكاتب على ذلك التعليق لكننى فوجئت به يطالب بحذفه
وإذا بالمحرر يستجيب لطلبه فيحذفه
!!
التعليق ليس فيه أدنى خطأ أو أى إساءة تذكر
فكيف تم حذفه أيها المحرر الهمام ؟
ولماذا طلبت حذفه أيها الكاتب ؟ أليس هذا موقفا غريبا

اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا